هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملته للانتخابات التركية، التي ستعقد في حزيران/ يونيو المقبل، وسط ضغوط يمارسها على زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو لمنافسته بالرئاسة، معلنا أنه سيزيد من عدد أعضاء حزبه الحاكم إلى الضعف تقريبا.
وأعلن أردوغان عن "بدء العد التنازلي للانتخابات المقبلة"، وبعد زيارة أجراها لإزمير وفان، واجتماع مع حزبه في قرية كزلجي حمام، يعتزم الرئيس التركي ببدء جولات ميدانية تتضمن المدن الواقعة على البحر الأبيض المتوسط وبحر "إيجة" ووسط الأناضول.
أردوغان: العد التنازلي للانتخابات بدأ.. ونسعى لتحقيق 23 مليون عضو
وخلال اجتماع للجنة التنفيذية لحزبه، قال أردوغان: "علينا أن نخرج منتصرين في انتخابات 2023ـ يجب أن نعمل باجتهاد، فالانتخابات المقبلة مهمة للغاية".
وأكد أردوغان أنه "من الضروري استغلال فترة الصيف بأكثر فعالية.. ويجب اتباع طرق تدحض على الفور كل كذبة تقال من المعارضة، وكشف المتناقضات التي يثيرونها".
وقال: "في حزب (العدالة والتنمية) يتجاوز أعضاؤه 11 مليونا، قد يكون هناك أشخاص يتسببون ببعض الإشكاليات يجب أن يكون في الخلف، وعائلة الحزب غنية بأصحاب الكفاءة، وكل أخ يمثل الحزب من نواب ورؤساء بلديات ومستشارين ورؤساء الأقاليم، يجب أن يتواصل مع الناس بإخلاص وتواضع".
وأضاف: "سنعمل حتى موعد الانتخابات، ونهدف للوصول إلى أبناء شعبنا كافة البالغ عددهم 85 مليون في 81 مدينة، وكسب قلب كل شخص نصل إليه، وسنواصل رحلتنا بهدف 23 مليون عضو، التي ستكون رمزا لفوزنا في انتخابات 2023".
اقرأ أيضا: أردوغان يضغط على كليتشدار أوغلو لمنافسته.. هل يترشح؟
وتابع، بأن "الوصول إلى 23 مليون عضو ليس بصعب، ولدينا الآن أكثر من 11 مليون عضو، وإذا ألحق كل عضو من أعضائنا عضوا آخر، فهذا يعني أننا فزنا في الانتخابات قبل إجرائها، والمطلوب من أفرع الحزب كافة البدء بذلك".
وأشار إلى أن حزبه كما فعل على مدار السنوات الـ20 الماضية، قادر على إنقاذ الشعب من الصعوبات المعيشية من خلال التدابر المتخذة، التي سيتم اتخاذها والتي ستسهم في خفض التضخم وتعزيز الاستقرار.
أردوغان يتحدث عن توقيت خفض التضخم
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، ذكر في مقال على صحيفة "حرييت"، أن أردوغان قال إنه لا يمكن للحكومة التي ستخوض الانتخابات بعد عام أن تتخذ إجراءات جذرية تجاه الأوضاع الاقتصادية في البلاد، ولكن من الممكن التوصل لحلول بشان الغلاء المعيشي، فمن ناحية تقوم الحكومة بمحاربة التضخم، ومن ناحية أخرى تتخذ تدابير لزيادة الدخل.
ونقل الكاتب عن أردوغان قوله: "نطلق باستمرار برامج تعويضية لذوي الدخل المحدود، وسنوفر الراحة للجميع مع فارق التضخم في تموز/ يوليو المقبل، ونخطط لاتخاذ خطوات أكثر شمولا مع بداية العام الجديد، ونأمل في شباط/ فبراير وآذار/ مارس المقبلين، رؤية نتائج الخطوات التي اتخذناها حيث سينخفض التضخم بشكل كبير".
وذكر الكاتب التركي أن أردوغان ذكر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أن نتائج ملموسة ستظهر في حزيران/ يونيو 2022، ولكن الحرب الأوكرانية التي أعقبت وباء كورونا مباشرة قلبت الخطط كافة، كما أن الرئيس يدرك جيدا الغلاء المعيشي الذي تشهده البلاد.
تساؤلات أردوغان العشرة لكليتشدار أوغلو
الكاتب التركي برهان الدين دوران، في تقرير على صحيفة "صباح"، قال؛ إن أردوغان أطلق حملة واضحة وفعالة بشأن الانتخابات، وبقوله إنه "العد التنازلي لقد بدء"، فهو يشير إلى خطابات جديدة ستتواصل ميدانيا، مستهدفا المعارضة بإثارة قضية مرشحها.
وذكر أن المعارضة التركية ترى أن الإجابة على تساؤل أدروغان حول مرشحها هو إنجرار لخداعه، ولكنه بطرح تساؤله وضع الطاولة السداسية للمعارضة في موقف صعب.
وستكون انتخابات 2023، عبارة عن تساؤلات وأجوبة ما بين التحالفات، وستشهد صراعا شرسا حول قضايا مثل "المصالح الوطنية" لتركيا و"الهوية القومية" و"من يستطيع قيادة البلاد وينتقل بها إلى المئوية الجديدة"، وقد كانت التساؤلات العشرة للرئيس أردوغان إلى كليتشدار أوغلو سابقا علامة على ذلك.
اقرأ أيضا: أردوغان يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا
وكانت الأسئلة التي وجهها أردوغان إلى كليتشدار أوغلو تتضمن موقفه من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، وموقفه من العمليات العسكرية التركية خارج الحدود ضدهما، وموقفه تجاه نهج تركيا من انضمان السويد وفنلندا إلى حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، والموقف من النهج تجاه شرق المتوسط وبحر إيجة، وإدارة تركيا للأزمة العالمية الاقتصادية الناشئة ما بعد كورونا، وممارسة السياسة القائمة على مصالح البلاد، وإن كانت استراتيجياته قائمة على موقف الرأي العام التركي بدلا من الدول الأجنبية، وإن كان سيتحرك وفق قيم ومبادئ ومكاسب الدولة، والتخلص من داعمي الإرهاب داخل حزبه، بالإضافة إلى التساؤل "هل ستتجرأ للترشح للرئاسة في انتخابات 2023؟".
تساؤلات سبعة للطاولة السداسية في السياسة الخارجية
بدوره وجه الكاتب التركي دوران أسئلة إلى كليتشدار أوغلو والطاولة السداسية، أشار إلى أنها لا يمكن أن تشكل سياسة مشتركة فيما بينها.
وقال دوران؛ إن لليبيا أهمية استراتيجية في الدفاع عن الولاية البحرية لتركيا في شرق المتوسط، ولكن "هل الأطراف الأخرى في الطاولة السداسية تتبنى فكر حزب الشعب الجمهوري القائم على "ماذا نفعل في ليبيا؟"؟".
أما التساؤل الثاني، أوضح دوران أنه تم انتهاك القانون الدولي بشأن مسألة تسليح الجزر في بحر إيجة من اليونان، ولكن بعض الشخصيات داخل "الشعب الجمهوري" أدلوا بتصريحات داعمة لأثينا، "فما سياسة الحزب والطاولة السداسية بشأن هذه المسألة؟".
والتساؤل الثالث، قال دوران؛ إن أذربيجان أعادت قره باغ إليها بدعم تركي، ومع ذلك فإن النائب عن حزب الشعب الجمهوري أونال جيفيكوز دعم موقف أرمينيا بالقول: "تركيا ترسل جهاديين إلى أذربيجان".. "فما موقف الطاولة السداسية من هذا الرأي؟".
وتضمن التساؤل الرابع عن موقف الطاولة السداسية من استخدام "الفيتو" على انضمام السويد وفنلندا الداعمتين للمنظمات الإرهابية لحلف الشمال الأطلسي "الناتو"، "ومع ذلك فإن حزب الشعب الجمهوري يدلي بتصريحات تخدم أطروحات السويد، فما موقف قادة المعارضة تجاه هذه القضية؟".
أما التساؤل الخامس :"ما موقف حزب الشعب الجمهوري والأطراف الأخرى من الطاولة السداسية على القفزة الكبيرة التي حققتها تركيا في الصناعات الدفاعية، ولاسيما الطائرات المسيرة؟".
وسادسا، "لم تتوقف الولايات المتحدة عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني، وبذات الوقت فقد صوّت "الشعب الجمهوري" بـ"لا" على تمديد العمليات التركية في سوريا، فما موقف الأطراف الأخرى من الطاولة السداسية تجاه هذا الموقف؟ والأهم من ذلك هل سيعمل حزب الشعب الجمهوري الذي يقول "ماذا نفعل في سوريا" مع الوحدات الكردية المسلحة هناك إذا وصل للسلطة؟".
ويطرح الكاتب التركي في تساؤله السابع وهو الأخير: "ألم يكن كليتشدار أوغلو الذي يقول إنه سيعيد المفصولين من وظائفهم على دراية بخطر منظمة غولن، التي تمارس أنشطة ضد تركيا في الخارج؟".