هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رجح الكاتب الصحفي المصري، عماد الدين أديب، أن تقع مصر بين خيارين مؤلمين في ظل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية وما نتج عنها من اختلال في الاقتصاد الدولي ومخاوف من أزمة غذاء عالمية.
واعتبر أديب أن ترك الحالة المصرية كما هي من دون تدخّل اقتصادي وماليّ عاجل لمواجهة فاتورة الحرب الروسية-الأوكرانية هي كارثة بكلّ المقاييس، مشيرا إلى أن مستقبل العلاقات المصرية-الخليجية، قد يكون أحد ضحايا فاتورة الحرب الروسية-الأوكرانية.
وأوضح أن هناك 25 مليار دولار أمريكي ازدادت بين ليلة وضحاها على الموازنة المصرية الطموحة؛ بسبب ارتفاع فاتورة الطاقة ومشتقّاتها والحبوب والغلال والسلع التموينيّة الأساسية.
كما ازدادت فاتورة مصر الشهرية في استيراد الطاقة بـ700 مليون دولار، بعدما ارتفع سعر برميل النفط من 70 إلى 119 دولاراً. وقد يتعدّى 150 دولاراً في حال زيادة الطلب في أوروبا وزيادة طلب المصانع.
ونتيجة الحصار البحري المفروض على أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا، ارتفع سعر طن القمح ما يزيد على 80 في المئة من قيمته التقديرية، ما سيضر بمصر، التي تُعدّ المستهلك الأوّل في العالم للقمح، حيث إنّها تستورد سنويّاً ما يزيد على 12 مليون طن.
وأشار الكاتب الصحفي المصري إلى إن صنّاع القرار في القاهرة يشعرون بظلم شديد نتيجة هذا الوضع المأزوم؛ لأنّه لم يأتِ نتيجة سوء إدارة الحكومة أو فساد في المنظومة أو خطأ في التوجّهات الاستراتيجية الاقتصادية أو خلل في السياسة النقدية، بل جاء نتيجة أزمتين هما الكورونا والحرب الروسية-الأوكرانية، وهما أزمتان هبطتا من السماء على رأس البشرية.
اقرأ أيضا: السيسي: حاسبوني لما يصبح دخلنا تريليون دولار.. "لسه بدري"
ورجح أديب أن حل أزمة الاقتصاد المصري رهن لخيارين اثنين، أولهما أن "يتمّ تدبير موارد من الدولارات الطازجة لتنعش الاقتصاد المصري لمواجهة هذه الفاتورة المستجدّة عن طريق مشروع دعم عربي-دولي منظّم ومحسوب بدقّة، وبرعاية مؤسّسات ماليّة دولية، وهذا هو الاحتمال الآمن".
أما الخيار الثاني، فهو سيناريو كارثي، قائم على استفحال الأزمة، والضغط الشديد على حالة الاستقرار السياسي والاجتماعي في مصر.
وأوضح أن هذا الاحتمال الكارثيّ يفتح أبواب جهنّم، ليس على الأوضاع في مصر وحدها، لكن على أربعة محاور، حيث سوف يصبّ أولا لمصلحة الدول غير العربية الشرق أوسطية، أي لمصلحة إيران وتركيا وإسرائيل، كما أنه سيؤدّي ثانيا إلى حالة من عدم الاستقرار في مصر تعيد حالة الفوضى التي صاحبت سابقاً أحداث كانون الثاني 2011، وساعتئذٍ لا أحد سيتمكّن من توقّع ردود فعل القوى الشعبية الداخلية.
وثالثا، سيبدأ كابوس النزوح البرّي الكبير عبر الحدود مع ليبيا وفلسطين والسودان. أما رابعا، فسيبدأ سيناريو كابوس الهجرة بالملايين عبر البحر المتوسط إلى أوروبا، وعبر البحر الأحمر إلى دول الخليج.