هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف موقع استخباري فرنسي، أن رئيس مجلس النواب في طبرق، عقيلة صالح اجتمع خلال زيارته إلى مدينة بوزنيقة المغربية الشهر الجاري، بعدد من العسكريين البارزين في العاصمة طرابلس.
وقال تقرير لـ"أفريكا أنتليجنس"، إن "عقيلة" قاد جولتين مختلفتين للغاية من المحادثات أثناء وجوده في بوزنيقة المغربية من 9 إلى 10 حزيران/ يونيو الجاري، أما الجولة الأولى فقد اجتمع خلالها مع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، بشأن التعديلات الدستورية.
في حين اجتمع خلال جولة ثانية منفصلة، مع قادة المجموعات المسلحة الذين يحافظون على موقع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس آمنا، أبرزهم رئيس جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، في مسعى منه لإقناع القادة العسكريين في طرابلس بالسماح لبشاغا بدخول العاصمة.
ونقل الموقع الفرنسي عن عقيلة صالح قوله، إنه مستعد لمراجعة تركيبة حكومة باشاغا من أجل تخصيص مناصب معينة لأفراد مقربين من القادة العسكريين، لكن حفتر رفض تقديم أي تنازلات لأي مجموعات من الغرب.
ويرأس "غنيوة" الذي ينحدر من مدينة بنغازي، جهاز دعم الاستقرار المدعوم من رئيس الحكومة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، ويقف خلف صد محاولة باشاغا مؤخرا دخول طرابلس بالقوة.
اقرأ أيضا: ما مستقبل باشاغا بعد فشل سيطرته على الحكم في طرابلس؟
ويطرح ما كشفه الموقع الفرنسي سؤالا حول مدى استجابة القادة العسكريين في طرابلس لمحاولات عقيلة صالح، وهل تغريهم العروض في التخلي عن دعم الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة الدبيبة؟
ومعلقا على الموضوع، قال الخبير العسكري، عادل عبد الكافي، إن ما يقوم به رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، هدفه الأساس تمكين الحكومة التي كلفها البرلمان برئاسة فتحي باشاغا من دخول العاصمة طرابلس وعمل حكومته منها.
ولفت عبد الكافي في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن هذه المساعي تأتي في ظل رفض المكونات العسكرية والسياسية والاجتماعية في طرابلس لحكومة باشاغا.
رشاوى سياسية
وشدد الخبير على أن هناك بالفعل محاولات حثيثة لتطويع أمراء التشكيلات العسكرية في طرابلس، عبر دفع أموال لهم، أو وعود بتخصيص ميزانيات، لكن هذه المساعي لا تنطلي على قادة هذه التشكيلات الذين عارضوا منذ البداية دخول باشاغا وحكومته إلى طرابلس، ذلك أن هؤلاء "يعلمون مدى التآمر الذي يقوده عقيلة صالح والتابعون له من أعضاء مجلس النواب في طبرق ومعسكر الرجمة وعلى رأسهم خليفة حفتر الذين يقودون المؤامرات في محاولة لإسقاط العاصمة طرابلس وتمكين أنفسهم من تصدر المشهد السياسي والعسكري في ليبيا".
وأكد عبد الكافي قائلا إن "هذه التشكيلات وقياداتها لديها موقف واضح، ولا أتصور أن عقيلة صالح سينجح في تذليل الصعاب لتمكين حكومته من العمل في طرابلس، ولذلك هو يستخدم الورقة الأخيرة عبر الإغراء بالمال والمناصب وتقديم الرشاوى السياسية لهذه الشخصيات، لكنه لن ينجح".
وحول لقاءات سابقة مع ممثلين عن حفتر قال الخبير العسكري، "هناك جلسات جرت بالفعل بين بعض العسكريين في الغرب وممثلين عن حفتر في المغرب وجنيف، وهؤلاء القادة العسكريون بلغوا موقفهم الواضح بضرورة إجراء الانتخابات كبوابة للاستقرار".
لم يعقد لقاء
لكن المحلل السياسي، فرج فركاش، أوضح أن لديه رواية مختلفة اطلع عليها من مصادر مغربية، حول حقيقة لقاء عقيلة ومكونات عسكرية في طرابلس.
اقرأ أيضا: "النواب الليبي" ينفي تخليه عن حكومة باشاغا
وقال فركاش في حديث لقناة ليبيا الأحرار تابعته "عربي21"، إن قادة التشكيلات المسلحة لم يلتقوا بعقيلة صالح، وإنما التقوا بـ"مسؤولين مغاربة"، وأن اللقاء كان لاستيضاح رأي وموقف قادة التشكيلات من الحكومتين (باشاغا والدبيبة).
وشدد على أن المصادر المغربية أوضحت أن قادة التشكيلات المسلحة تمسكوا بموقفهم الداعم لبقاء حكومة الدبيبة إلى حين إجراء الانتخابات كحل أمثل للخروج من الأزمة، مشددا على أن ما تحدث عنه تقرير "أفريكا أنتيلجنس" بعرض مناصب وزارية على قادة التشكيلات المسلحة وتعديل حكومة باشاغا يناقض ما قاله عقيلة صالح في كلمة من سرت منذ أيام لتبرير تواجد الحكومة الموازية في سرت بأن الدخول إلى طرابلس لن يتم إلا عبر الاقتتال أو عبر الخضوع للمجموعات المسلحة، حيث قال عقيلة إن "كليهما مرفوض".
وأوضح أن أي تغيير في الحكومة الموازية بمحاولة لاستمالة قادة التشكيلات المسلحة كما يقول التقرير لن ينجح، وإن أي تعديل سيؤدي إلى إفشال صفقة التمديد وتقاسم السلطة بسبب تمسك بعض الأطراف بالمكاسب التي تحصلت عليها حاليا في الحكومة الموازية التي يسعى إلى بقائها أعضاء من مجلسي النواب والدولة.