يا لها من مفارقة غريبة! فاللذين جمعهما الموقف الواحد في حكم الرئيس السادات، ثم تفرقت بهما السبل بعد ذلك، عادا للمسرح السياسي بعد ثورة يناير، مرشحين للانتخابات الرئاسية، ثم تفرقا من جديد، ليكون مصير أحدهما السجن خمس عشرة سنة، بينما الثاني يُستدعى من السرداب ليقوم بمهمة في خدمة الحاكم، فيؤديها باقتدار. فبينما كان حمدين صباحي يصافح عبد الفتاح السيسي ويتحدث في تلفزيون السلطة، كان زميله السابق في السجن، بقرار من الديكتاتور!
إنها أزمة جيل يحاسب الآن على "المشاريب"، لأنه اعتقد بثورة يناير أنه قادر على أن يعيد شبابه من جديد، فيشتغل بالنضال، بعد أن قضى أكثر من ثلاثين عاماً يسير أموره بعيداً عن ساحات الاشتباك، وفي حدود ما يسمح به مبارك، وهو جيل أرهقه النضال ضد السادات، فلما جاء مبارك وجدها فرصة للخلود للراحة، فمنهم من ذهب بعيداً، وقطع صلته بالعمل العام، وانغمس في حياته العملية، ومن بقي منهم في المجال العام انشغل باللعب في الهامش المتاح وفي المنطقة الآمنة. ولا يمنع هذا من اعتقالات تطول، في حالة عبد المنعم أبو الفتوح لسنوات، وتقصر في حالة حمدين لأيام، عندما يضيق صدر النظام، ويتآكل هذا الهامش!
كل من حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح من جيل السبعينات، الذي عارض السادات في الجامعات، وقد التقاهما السادات، وكان يقدم نفسه على أنه "كبير العائلة"، وقد بنى حمدين سمعته السياسية على هذا اللقاء، لكن عندما ترشح للانتخابات الرئاسية، بعد الثورة، راعني أنه أو أي من أنصاره لم يستدع هذه المفخرة
كل من
حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح من جيل السبعينات، الذي عارض السادات في الجامعات، وقد التقاهما السادات، وكان يقدم نفسه على أنه "كبير العائلة"، وقد بنى حمدين سمعته السياسية على هذا اللقاء، لكن عندما ترشح للانتخابات الرئاسية، بعد الثورة، راعني أنه أو أي من أنصاره لم يستدع هذه المفخرة، واعتقدت في البداية أن هذا التجاهل لهذه المواجهة يعود لأن مرشحاً آخر يشاركه فيها، لكني عندما استمعت إليها عبر يوتيوب، وقفت على أن ترويجها سيصب حتماً لصالح أبو الفتوح، فحمدين لم يقل شيئاً يمكن أن يجعل مما قاله يندرج تحت عنوان المواجهة، فالمواجهة كانت مع زميله وبينما استقبل السادات كلام حمدين بقبول حسن، فقد غضب وثار ثورة عارمة ضد أبو الفتوح، الذي لم يقدر كونه يقف في حضرة "كبير العائلة"!
اغتيال أبو الفتوح:
كنت صغيراً عندما حدثت هذه المواجهة، وأذكر الرواية التي كان يتداولها الكبار والتي كان مفادها أن هذا الشاب خرج من اللقاء لتصدمه سيارة مسرعة لتقيد الجريمة ضد مجهول؛ هو معلوم للجميع، لكن عندما كبرنا وقفنا على أنها الأساطير، وأن هذا الشاب هو عبد المنعم أبو الفتوح، وبعدما انتهى اللقاء، ذهب إليه من المسؤولين من يطلب منه أن يدخل للاعتذار للسادات، فكان رده مفعما بحماس الشباب ونزقه: إذا كان هناك من يعتذر، فإن على السادات أن يعتذر لي!
ولم يتم القبض على أبو الفتوح إلا بعد سنوات، في قرارات التحفظ الشهيرة، وكان من بين الذين تم القبض عليهم حمدين صباحي أيضاً. وهو اعتقال لم يدم طويلاً، فقد خرج المتحفظ عليهم تباعاً باغتيال الرئيس السادات، وذهب كل منهم في طريق، وإذ كان الجميع بحاجة إلى استراحة محارب، بعد صخب فترة حكم السادات، فكان المحرض على ذلك، أن الرئيس الجديد تخلى عن موقع المواجهة الذي كان يشغله الرئيس الراحل، وتم تمييع كل شيء في عهده، فلا معنى للنضال، ولا قيمة للمواجهة، ولا مبرر لدفع أثمان باهظة!
مرحلة من الميوعة السياسية، اختفى بموجبها هذا الجيل من الساحة، وذهب عبد المنعم أبو الفتوح لاستكمال مهمة كان قد بدأها، بانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين، هو وعدد من أبناء جيله الذين كانوا في الحركة الإسلامية بالجامعات، أو من قبل منهم الانضمام لهذه الجماعة التي استفادت من وفاة عبد الناصر وحكم السادات
وهي مرحلة من الميوعة السياسية، اختفى بموجبها هذا الجيل من الساحة، وذهب عبد المنعم أبو الفتوح لاستكمال مهمة كان قد بدأها، بانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين، هو وعدد من أبناء جيله الذين كانوا في الحركة الإسلامية بالجامعات، أو من قبل منهم الانضمام لهذه الجماعة التي استفادت من وفاة عبد الناصر وحكم السادات، الذي أفرج عن عناصرها وقربهم منه، وكانوا مع هذا وبعد سنوات اعتقال طويلة نسبياً يلعقون جراحهم ويتحسسون موضع أقدامهم، لكن أبو الفتوح وإخوانه أعطوها قبلة الحياة، فعادت سريعاً عفية، وقد تجاوزت آثار المحنة!
وإذا كان هناك من انشغلوا بالعمل السياسي المباشر، فقد كان أبو الفتوح يقف غير بعيد، وانصب جل اهتمامه على العمل النقابي في نقابة الأطباء، وفي لجان الإغاثة بها، فلم يكن كزميله في النقابة، وأخيه في الإخوان وابن جيله، عصام العريان، مشتبكاً مع الحالة السياسية، الأمر الذي جعله يتعرض لخمس مرات من الاعتقال في عهد مبارك، في حين أن أبو الفتوح تم اعتقاله مرة واحدة لأمر مرتبط بانتمائه للتنظيم!
من عيوب هذا الجيل أنه يفتقد للجلد والمثابرة في العمل التنظيمي الشاق، فانشغل بالحضور في المشهد العام، بينما هناك من يديرون التنظيم ويسيطرون عليه، وإن كان هذا الحضور العام عرّف الناس بالإخوان وجذب لهم الأعضاء الجدد. فبالانخراط في التنظيم تبين للمنخرطين أن النجوم ليسوا هم من يسيطرون على الجماعة، وبدا هذا الجيل غريباً على الإخوان ووافداً غير مقيم، وإن كان أحد القادمين من الخلف، وأقرب للحركة اليسارية ومن الجيل نفسه تقريباً، هو أقرب لسدنة المعبد، فصار واحداً منهم، وساهم في تهميش الوافدين، وهو المهندس خيرت الشاطر!
وبانتهاء مرحلة المرشد العام عمر التلمساني، انكشف ظهر هؤلاء، الذين لم يكونوا أكثر من ضيوف على هذا التنظيم الحديدي، بل إن مرشدهم نفسه لم يكن سوى شخص في الصورة وعقدة الأمر بيد المرشد السري كمال السنانيري. وبدأ التنظيم يتخلص منهم واحداً تلو الآخر، فأخرج مجموعة الوسط، ولم يتبق منهم عندما قامت ثورة يناير سوى عبد المنعم وعصام العريان، وظل الأخير يحارب محاولات تهميشه، وإلغاء قيمته، بينما الأول استقال لخوض الانتخابات الرئاسية، فقد شارك في الثورة بكل صدق وجدية!
ذهب حمدين صباحي إلى المنطقة الآمنة أيضاً، فأقام علاقة مع النظامين الليبي والعراقي، ومن حسن حظه أن مبارك كان حريصاً على علاقة قوية مع النظامين، لدرجة أنه كان محرماً على الصحافة المصرية الاقتراب من حكم البعث في العراق مثلاً
رحلة حمدين:
وذهب حمدين صباحي إلى المنطقة الآمنة أيضاً، فأقام علاقة مع النظامين الليبي والعراقي، ومن حسن حظه أن مبارك كان حريصاً على علاقة قوية مع النظامين، لدرجة أنه كان محرماً على الصحافة
المصرية الاقتراب من حكم البعث في العراق مثلاً، إلى أن وقع غزو الكويت فناصب هذا النظام العداء!
لقد انشغل بمكتب "صاعد" الذي أسسه للخدمات الصحفية، بمراسلة صحف ليبية وعراقية، وظل بعيداً عن الاشتباك السياسي حتى منتصف التسعينات، فخاض الانتخابات البرلمانية في مسقط رأسه في سنة 1995، والتي خاضها أيضاً صهره عن جماعة الإخوان المسلمين، وكان طبيعياً أن يفوز مرشح الحزب الوطني بسبب تفتت أصوات المعارضة!
وكان الحزب الناصري قد حصل على الترخيص القانوني، فلما وجد صراعاً بين الحمائم والصقور، انحاز إلى الحمائم بزعامة ضياء الدين داود الوزير السابق في آخر حكومة في عهد عبد الناصر، وضد مجموعة الصقور برئاسة المحامي فريد عبد الكريم، لأن الشرعية كانت مع الطرف الأول، فلما ألقت الحرب أوزارها كان في عجلة من أمره، يريد استحداث منصب "الرئيس" ليُرفع إليه ضياء داود ليخلو منصب الأمين العام له، لكنه بدا كعبد المنعم أبو الفتوح وإخوانه، فقد وقف له حراس المعبد، ولأنه جيل متعجل كما بيننا ليس لديه قدرة على العمل الجاد، فقد انتهى الأمر بخروجه وآخرين من الحزب الناصري وقد كالوا الاتهامات لضياء داود، واستبداده وديكتاتوريه، وحاورتُ رموز هذه المجموعة في مناظرة صحفية، إذ كنت وقتئذ مشرفاً على صفحة "النادي السياسي" بجريدة الأحرار!
وعندما قامت السلطة بتغيير قانون العلاقة بين المالك والمستأجر، اتهم بتحريض الفلاحين على التظاهر، فتم اعتقاله لفترة قصيرة، وكتبت مقالاً نددت فيه باعتقاله.
وكانت هناك مشكلة واجهته في دائرته الانتخابية، وهي السؤال عن العمل. صحيح أنه تخرّج في كلية الإعلام وعضو في نقابة الصحفيين، لكن هذا الانتماء المهني لا يوجد عمل ظاهر يؤكده، وفي الحملات الانتخابية تكثر حروب الضرب تحت الحزام، فلجأ إلى مصطفى بكري ليكتب مقالاً أسبوعياً في جريدة "الأسبوع"، واعترض بعض أنصاره، لأن معاركه مع بكري في الحزب الناصري كانت حاضرة، وتحدث معي صديقنا المشترك عادل الجوجري، إن كان يرحب به كاتباً في "الأحرار"، ليرفع عن نفسه حرج الكتابة في صحيفة مصطفى بكري، وأجبته: على الرحب والسعة. لكن "الجوجري" رحمه الله عاد ليخبرني بأن رأي حمدين استقر على الاستمرار في "الأسبوع"!
فلما جاء عام 1999، خطا خطوة أكثر أهمية في معركة الانتماء الصحفي، إذ كان متوقعاً أن تكون انتخابات شرسة بالنسبة لمرشح السلطة إبراهيم نافع، فكان الرأي أن يدخل على رأس قائمة من المرشحين من انتماءات مختلفة، بعضهم لم تكن له سوابق في العمل النقابي، مثل عبد العال الباقوري، رئيس تحرير جريدة "الأهالي" السابق، وسعيد عبد الخالق، رئيس تحرير "الوفد"!
وكانت المعركة التقليدية مع نافع في كل مرة هي مع الناصري "جلال عارف"، وكان جيلاً من الصحفيين الشبان الذين تربوا في "صاعد"، قد التحقوا بجريدة الحزب الناصري "العربي" عقب صدورها، وشكلوا جبهة رفض للكتاب الناصريين الكبار، الذين هم بحكم التاريخ صاروا أنصار المرشح الحكومي، ووقفوا ضد نشر مقال للكاتب عاصم حنفي يعلن فيه انحيازه لإبراهيم نافع ومنعوه من الكتابة، فامتنع على إثر هذا محمود السعدني من الكتابة في "العربي"، ومثلوا دعاية هي الأكثر حماساً للمرشح جلال عارف!
وضم إبراهيم نافع في انتخابات 1999 حمدين صباحي إلى قائمته، فلما فاز لم يكن له من نشاط واضح في النقابة، قد بدا أنه يريد الشرعية المهنية لمعركة أكبر كانت على الأبواب، وهي انتخابات البرلمان في سنة 2000، ولما كان خوضه لها مع وجود مرشح إخواني يعني تكرار تجربة انتخابات 1995، فكان الاتفاق الذي رعاه قادة الإخوان انحيازاً منهم في الواقع لحمدين، حيث أقنعوا مرشحهم بالتنازل هذه الدورة على أن يخوض الانتخابات في الدورة القادمة، فلما جاءت انتخابات 2005، ذهب صلاح عبد المقصود، وكيل نقابة الصحفيين ووزير الإعلام في عهد مرسي، إلى الدائرة، وأقنع مرشح الإخوان بالتنازل مرة أخرى لحمدين، وتنازل مضطراً سمعاً وطاعة!
عندما أصبح حمدين صباحي عضواً في البرلمان، وقع احتلال العراق، والوثائق التي نشرتها جريدة "المدى" العراقية بعد ذلك تؤكد أنه لم يكن طبيعياً أن يفوت هذه اللحظة، فشارك في المظاهرات وتم اعتقاله ليتم الإفراج عنه بعد أيام، بعد جدل أثير حول حدود الحصانة البرلمانية، وهل المشاركة في المظاهرات تمثل حالة تلبس تسقط هذه الحصانة؟!
واستمر عمله في البرلمان روتينياً، فلا صوت مميزاً، ولا استجواب قوياً، لكن في نهاية كل دورة يطبع كتاباً مثقلاً بالأعمال البرلمانية ولعلها أسئلة وطلبات إحاطة، كان يرفعها لأمانة المجلس ولا يهتم بمناقشتها!
في 2003-2004 بدأ الحراك ضد التمديد والتوريث، ولم يكن هناك دور مميز لحمدين، فقد كان يسجل حضوراً لا أكثر، وكذلك كان عبد المنعم أبو الفتوح
إثبات حضور:
وفي 2003-2004 بدأ الحراك ضد التمديد والتوريث، ولم يكن هناك دور مميز لحمدين، فقد كان يسجل حضوراً لا أكثر، وكذلك كان عبد المنعم أبو الفتوح، وإن حضر كمال خليل من جيل السبعينات بقوة في المظاهرات، لأنه كان يقف قريبا من العمل النضالي، وهو ما يسري على أحمد بهاء شعبان، فإن هناك من حضروا من هذا الجيل، ليحجزوا أماكن في الدولة الجديدة. فقد بدوا مثقلين بتجارب الفشل، وبطيئي الحركة، ومجموعة منهم تحولوا إلى رجال أعمال أسسوا جريدة "البديل" التي سرعان ما توقفت، فقد غادروا مواقعهم سريعاً ظناً منهم أنه الفجر الكاذب!
هناك من قدم من الخلف، وكان أكثر خفة، وأكثر لياقة، والأكثر قدرة على المغامرة، وهو أيمن نور الذي سبق الجميع بخطوات عندما ترشح ضد مبارك في انتخابات 2004، ورغم الثمن الذي دفعه فقد جعلت المغامرة منه رقماً صحيحاً، إن لم يكن الرقم الأول في الحسابات السياسية، وأدرك حمدين أزمة التردد، إنه لن يكون رقماً صحيحاً إلا إذا نافس مبارك أو نجله في الانتخابات الرئاسية، وحدّث مقربين منه بأنه سيكون مرشحاً للانتخابات القادمة التي لم تأت، بعد أن أصبح هناك مانع قانوني لنور يحول دون ترشحه.
وعندما عاد البرادعي من الخارج، حاول حمدين التقرب منه، بقدر محاولات البرادعي نفسه الابتعاد، فقد كان لديه توجس من الجميع من غير جيل الشباب. لكن حمدين لم يكترث، فقد كان كل ما يهمه هو "اللقطة" بجانب قامة بدت كبيرة أمام المصريين، إنه هنا انتقل بالموقف المعارض ضد مبارك!
وقامت ثورة يناير، وشارك فيها أبو الفتوح وحمدين، وخاضا الانتخابات الرئاسية، ونزلا معاً للاحتفال بسقوطهما في واحدة من الأخطاء السياسية، ثم جمعتهما 30 يونيو، كان حمدين في قلبها بينما أبو الفتوح على أطرافها، لكنهما لم يرفضا الانقلاب، كل لحساباته الخاصة التي يطول شرحها!
في اجتماع الرئيس المؤقت عدلي منصور مع رؤساء الأحزاب سأله أبو الفتوح بحدة إن كان صاحب قرار، أم أنهم سيضيعون وقتهم معه في كلام لا يقدم ولا يؤخر. ولعل هذه المواجهة وضعت في ملفه، وكان أداؤه كله يؤكد أنه ليس حمدين صباحي، الذي يأتي مسرعاً ثم يعود للكمون إذا انتهت المهمة، لكن أبو الفتوح يظل مخيفاً للجنرال
أدرك حمدين صباحي سريعاً طبيعة المرحلة، وتبخرت أحلامه في الرئاسة، فعاد للكمون، يستدعى لمهام فيؤديها ويغادر المسرح كأي كومبارس. إن التيار الشعبي، وهم الشباب الذين أحاطوا بحمدين، أهانوا الرئيس محمد مرسي بأنه استبن، وأنه كومبارس، لأن خيرت الشاطر كان هو المرشح الأصلي، فكانوا في حكم من صدق فيهم القول المأثور لا تعيب من أخيك شيئاً فيشفيه الله ويبتليك! أما أبو الفتوح فقد غلبت عليه طبيعته، إنه لا يزال هو الشاب الذي رفض الاعتذار للسادات وقال الأولى أن يعتذر له السادات.. لا يستويان مثلا!
في اجتماع الرئيس المؤقت عدلي منصور مع رؤساء الأحزاب سأله أبو الفتوح بحدة إن كان صاحب قرار، أم أنهم سيضيعون وقتهم معه في كلام لا يقدم ولا يؤخر. ولعل هذه المواجهة وضعت في ملفه، وكان أداؤه كله يؤكد أنه ليس حمدين صباحي، الذي يأتي مسرعاً ثم يعود للكمون إذا انتهت المهمة، لكن أبو الفتوح يظل مخيفاً للجنرال ورقما مهماً في أي انتخابات قادمة، لذا كان لا بد من اللجوء لذات الطريقة التي سلكها مبارك مع أيمن نور، بحكم قضائي يمنعه من الترشح ولو حصل على العفو الرئاسي!
لكن الجنرال لم ينتبه إلى أن كل وقت وله أذانه، ففي الانتخابات التالية لم يترشح أيمن نور، صحيح، لكن مبارك كان في السجن بينما يتنافس أكثر من خمسة مرشحين جادين على الموقع.
خير إن شاء الله.
twitter.com/selimazouz1