نشرت صحيفة "
غازيتا" الروسية تقريرا
تحدثت فيه عن إعلان الغرب استعداده رفع
العقوبات المفروضة على الأوليغارشية الروس
في حال وافقوا على تقديم أموال لأوكرانيا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن مسؤولين حكوميين مطلعين أفادوا بأن الحلفاء الغربيين
يُفكّرون في السماح للأوليغارشية الروس بشراء العقوبات عن طريق تحويل هذه الأموال
لتمويل عملية إعادة إعمار أوكرانيا، وذلك حسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد
برس" للأنباء.
اقتراح كندي
وخلال اجتماع في ألمانيا مع زملائها في مجموعة
السبع، اقترحت نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند الأسبوع
الماضي فكرة إزالة كبار رجال الأعمال الروس من قائمة العقوبات بعد التعهد بتمويل
عملية إعادة الإعمار في أوكرانيا. ووفقًا لأحد مصادر وكالة الأنباء، طرحت فريلاند
هذا الموضوع بعد محادثة مع الأوليغارشية الروس.
وحسب هذا المصدر، فإن "الأوكرانيين على
علم بهذه المحادثات ناهيك عن أنه من مصلحة الغرب أن تنأى الأوليغارشية بنفسها عن
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتقدم في الآن ذاته التمويل لأوكرانيا".
وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير
مصرح له بالتحدث علنا عن المناقشات الداخلية لمجموعة السبع، إن كييف تدعم هذه
المبادرة ولولا ذلك لما تمت مناقشتها. وأضاف: "نحتاج إلى معرفة أنها تصب
لصالحهم".
وأوضحت الصحيفة أن مقترح إزالة الأوليغارشية من
قائمة العقوبات يتنزل في سياق تزويد أوكرانيا بأموال إضافية وإيجاد طريقة
للاستفادة من الأصول الروسية المجمدة. وحسب المصدر، لا يزال هذا المقترح مجرّد
فكرة قيد النقاش لكن الحلفاء الغربيين أبدوا اهتمامًا بها، وقد تحدث مسؤولو
الاتحاد الأوروبي عن الحاجة إلى إيجاد طرق جديدة لمصادرة هذه الأصول وتوفير
الأموال لأوكرانيا.
وفقا لنفس المصدر، من شأن هذا الاقتراح أن يزيح
العقبات القانونية أمام سلطات الدول الغربية مثل ألمانيا حيث تعتبر مصادرة الأصول
المجمّدة إشكالية من وجهة نظر قانونية. ومن خلال التخلي طواعية عن بعض ثرواتهم في
الخارج، فإن الأوليغارشية الروسية ستجنب الحكومات الغربية "الإحراج المحتمل"
من "رفض محاكمها" للمصادرة.
أبراموفيتش نموذجا
وأعلن المالك السابق لنادي تشيلسي لكرة القدم
رومان أبراموفيتش نيته تحويل جزء من أمواله طواعية إلى أوكرانيا. وفي الثاني من
آذار/ مارس، تعهد أبراموفيتش بتحويل جميع عائدات بيع النادي الإنجليزي إلى صندوق
خاص لمساعدة أسر الضحايا والمصابين نتيجة الأعمال العدائية في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن رجل الأعمال الروسي قوله: "لقد أصدرت تعليمات إلى فريقي بإنشاء مؤسسة خيرية يتم التبرع لها بجميع
العائدات الصافية من بيع النادي وستعمل المؤسسة لصالح جميع المتضررين من الحرب في
أوكرانيا". كما أوضح ممثله أن المساعدات ستشمل كل المتضررين من الحرب، روسا وأوكرانيين وسكان ما يعرف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك أيضًا.
تجميد ما يقارب 10 مليارات يورو
وذكرت الصحيفة أن الدول الغربية فرضت عددًا من
العقوبات على الأوليغارشية الروسية ردا على بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة
في أوكرانيا. وقد جمد الاتحاد الأوروبي أصول أكثر من 1000 مواطن روسي بما في ذلك
أصول أكثر من 30 رجل أعمال ومنعهم من دخول أراضي الاتحاد الأوروبي. ووفقًا
للمفوضية الأوروبية، تم تجميد ما يقارب 10 مليارات يورو في دول الاتحاد الأوروبي
حتى الآن.
ووفقًا لدراسة أجراها المكتب الاقتصادي الوطني
الأمريكي نُشرت في سنة 2017، فإن عدة مئات من المواطنين الروس فاحشي الثراء
"في المملكة المتحدة وسويسرا وقبرص وغيرها من المراكز المصرفية
الخارجية" يمتلكون ما يصل إلى 800 مليار دولار كما يتمتع أغلبهم بجنسية
مزدوجة في المملكة المتحدة ودول غربية أخرى.