هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا سلطت فيه الضوء على إعادة فتح مطار صنعاء الدولي أمام حركة المسافرين، وما مثله ذلك من تخفيف عن المرضى الذين يحتاجون للعلاج في الخارج والعالقين.
ولفتت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أنه بالرغم من ندوب المعركة، تمكن المطار من استضافة مشهد شبه طبيعي يوم الإثنين، عندما أقلعت منه وحطت به أولى رحلات الطيران التجارية منذ عام 2016، مما أعطى بصيص أمل للمدنيين اليمنيين، هم في أمس الحاجة إليه بعد سنوات من الحرب.
وينقسم اليمن منذ سنوات بين الحكومة المعترف بها دوليا التي تسيطر على معظم جنوب البلاد وتدعمها السعودية، والحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء في 2015 وتدعمهم إيران.
وخلفت الحرب الأهلية التي استمرت سبع سنوات عشرات الآلاف من القتلى وأغرقت البلاد في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وتسيطر السعودية على المجال الجوي للبلاد، وجادلت مجموعات الإغاثة بأن الإبقاء على المطار مغلقا أمام الرحلات الجوية العادية قد تسبب فعليا في تقطع السبل بالمدنيين المحتاجين في شمال البلاد، حيث يوجد وصول محدود إلى الرعاية الطبية المتقدمة.
بعد ذلك، في أوائل نيسان/ أبريل، وعقب العديد من المحاولات الفاشلة لإبرام اتفاقات سلام وتصعيد عنيف في الأعمال العدائية في وقت سابق من هذا العام قالت الأمم المتحدة إنها ساعدت في التوسط في هدنة لمدة شهرين بين الجانبين، والتي ستسمح، من بين شروط أخرى، ببعض الرحلات الجوية. لبدء التشغيل من مطار صنعاء.
لكن الرحلة الأولى، التي كان من المقرر إجراؤها في 24 نيسان/ أبريل، تم إلغاؤها قبل وقت قصير من موعد إقلاعها، مما أثار مخاوف من أن شروط الهدنة قد لا تصمد، ما بدد أحلام العديد من الركاب الذين يسعون للحصول على علاج طبي عاجل في الخارج.
اقرأ أيضا: انطلاق أول رحلة من مطار صنعاء بعد توقف دام 6 أعوام
وبعد مناقشات جديدة، تم تغيير موعد الرحلة إلى 16 أيار/ مايو، حيث وصل الركاب قبل ساعات من الرحلة المقررة، وهم يخشون مرة أخرى من أنها لن تقلع. رفض العديد التحدث إلى صحيفة واشنطن بوست، مشيرين إلى مخاوف من أنهم قد يواجهون تداعيات بسبب الحساسيات حول الرحلة.
وقال خالد الشايف، مدير عام مطار صنعاء، إن تنظيم الرحلة الأولى التي نقلت أكثر من 100 راكب إلى الأردن كانت "فرحة كبيرة".
وقال: "كما ترون، الركاب عائلات: نساء وأطفال ومرضى"، واصفا ذلك بـ "النصر الكبير" للحكومة في الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون. وقال إنه بموجب شروط الاتفاقية، تم تحديد رحلتين أسبوعيا، طالما أن الهدنة قائمة.
وقال إن المسؤولين يأملون في زيادة عدد الرحلات قريبا، واصفا الرحلات الأولى بأنها "تجربة" للآخرين، بما في ذلك بعض الرحلات من وإلى مصر.
وأشادت واشنطن، -التي لطالما دعمت الحملة الجوية للسعودية في اليمن، والتي تقول جماعات حقوق الإنسان إنها قتلت آلاف المدنيين- بالرحلات الجوية باعتبارها خطوة حاسمة نحو السلام. وتعهدت إدارة بايدن بإنهاء الحرب في اليمن وعينت أيضا مبعوثا خاصا لها لمحاولة التوسط للتوصل إلى حل.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان يوم الاثنين: "يشهد اليمن اليوم أهدأ فترة منذ بدء الحرب وهذه الرحلات تمثل خطوة مهمة في زيادة تحسين حياة وفرص الشعب اليمني".
وبدا أحمد الوزان، أكثر من 70 عاما، منهكا وهو جالس على كرسي متحرك في انتظار الرحلة. في الماضي، سافر إلى الخارج إلى مصر والأردن وألمانيا لتلقي العلاج، لكنه وزوجته لم يتمكنا من السفر إلى الخارج منذ عام 2011، وكان آخرها بسبب إغلاق المطار.
قال الوزان: "أعاني من مشاكل في البروستاتا والبواسير والناسور والجلطات الدموية..، عندما سمعت أنهم فتحوا المطار، كنت سعيدا جدا، كما ترون، أنا غير قادر على المشي، ناهيك عن السفر في رحلة طويلة ومرهقة إلى عدن أو سيئون".
في مكان قريب، جلس رجل يدعى أحمد مع أقاربه، في انتظار شقيقه، الذي تعطلت كليته، ليصعد على متن الطائرة المتجهة إلى عمان. وتحدث شريطة عدم ذكر سوى اسمه الأول لدواع أمنية.
قال إن مرض شقيقه الطويل جعله غير قادر على السفر إلى عدن برا، وكان يخطط أصلا للسفر في 24 نيسان/ أبريل، لكن آماله تبددت عندما أُلغيت تلك الرحلة.
هذه المرة، تأخرت الرحلة - التي كان من المقرر أن تصل فارغة من عدن -. تملمت الأسرة بشأن الأمر، خشية أن يتم إلغاؤها مرة أخرى.
وكان أحمد يسأل كل بضع دقائق: "هل تعتقد أن الرحلة ستتم؟.. لن نغادر المطار حتى نسمع صوت هبوط الطائرة".
ثم، في حوالي الساعة 8:15 صباحا، هبطت الطائرة في مطار صنعاء، وتم رش بخراطيم المياه المدرج للاحتفال بوصولها الذي طال انتظاره. بعد فترة وجيزة، أقلعت مرة أخرى.
أخيرا، كان شقيق أحمد في طريقه.