هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طالبت جهات فلسطينية رسمية وأهلية بالعمل على توفير الحماية الدولية للصحفيين الفلسطينيين، الذين يتعرضون لانتهاكات وإرهاب متواصل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعدم جيش الاحتلال مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية في الضفة الغربية المحتلة، الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاصة في رأسها مباشرة فجر الأربعاء الماضي، خلال عملها في تغطية اقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين، وذلك في أحدث اعتداء ضد الصحفيين الفلسطينيين.
ضحية ازدواجية المعايير
وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المؤسسات الدولية كافة بالعمل على حماية الصحفيين الفلسطينيين من الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن ما حصل مع الصحيفة أبو عاقلة، هي "جريمة إعدام مكتملة الأركان".
وأكد السفير أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن "الشعب الفلسطيني ضحية ليس فقط الاحتلال والاستيطان ونظام الفصل العنصري، وإنما مختلف فئات شعبنا الفلسطينية ومن بينهم الصحفيون، هم ضحية ازدواجية المعايير الدولية وسياسية الكيل بمكيالين".
اقرأ أيضا: إلياس كرّام يبكي على الهواء: من الممكن أن نقتل برصاصة (شاهد)
وبين في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الدول التي تتباكى على حقوق الإنسان، تخاف وترتعب إذا ما وجهت انتقادا لدولة الاحتلال"، مطالبا "المجتمع الدولي وجميع الأطراف الدولية، وكي لا تخسر الأمم المتحدة ما تبقى من مصداقية لها، بالتحلي بالجرأة وتحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عما يتعرض له شعبنا من ظلم تاريخي، وعن جريمة إعدام الصحفية شيرين أبو عاقلة وطالب المدرسة ثائر خليل مصلط اليازوري".
وشدد الديك على وجوب أن يعمل المجتمع الدولي على "توفير حماية للشعب الفلسطيني وحماية للصحفيين، وذلك تمهيدا لإنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير مصيره"، مضيفا: "كل ما نراه عبارة عن قشور ونتائج مباشرة لوجود الاحتلال واستمرار في أرض دولة فلسطين".
من جانبه، ذكر رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني "حشد" الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي، أنه "في ضوء تزايد جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، التي كان آخرها اغتيال وقتل خارج إطار القانون للصحيفة شيرين أبو عاقلة".
مطلوب حماية الصحفيين
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "المؤسسات الحقوقية سجلت أكثر من 178 انتهاكا في الأربعة أشهر الأخيرة بحق الصحفيين شملت ما يلي؛ اعتداءات، إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز وقنابل الصوت والإبعاد عن القدس ومصادرة المعدات، إضافة لاستمرار احتجاز 19 صحفيا فلسطينيا، إضافة إلى استشهاد 55 صحفيا منذ عام 2000 وحتى الآن".
ورأى أن انتهاكات وجرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، "يؤكد ضرورة توفير الحماية الدولية للصحفيين من خلال، أولا؛ مساءلة الاحتلال على الجرائم بحق الصحفيين والمواطنين المدنيين الفلسطينيين من خلال محكمة الجنايات الدولية، وأيضا تطوير كل الآليات من خلال الطرف السامي المتعاقد على اتفاقية جنيف لتوفير الحماية للمدنيين، بمن فيهم الصحفيون الفلسطينيون".
بدوره، أكد الصحفي الفلسطيني عماد الإفرنجي، الرئيس السابق لمنتدى الإعلاميين الفلسطينيين، أن جرائم الاحتلال متواصلة بحق الصحافة والصحفيين الفلسطينيين، آخرها "جريمة اغتيال واضحة مكتملة الأركان لها شهودها، بحق مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، التي كانت ترتدي سترات صحفية واضحة".
اقرأ أيضا: هيرست: الغرب لا يمكنه غسل عار التواطؤ بجريمة إعدام أبو عاقلة
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "ما حصل من جريمة اغتيال بحق الزميلة أبو عاقلة، يعكس منهجا إسرائيليا في التعامل مع الصحافة والصحفيين الفلسطينيين، وليس حدثا طارئا أو استثنائيا"، مستنكرا بشدة "صمت العالم على جرائم الاحتلال، حيث يتعامل معه على أنه دولة فوق القانون، يقتل ويلاحق الصحفيين ويقيد تحركاتهم ويعتقلهم، دون أي محاسبة من هذا العالم".
العالم أمام الاختبار
وتساءل الإفرنجي: "ماذا لو وقعت هذه الجريمة في أوكرانيا الآن في ظل معايير مزدوجة لا زال المجتمع الدولي يتعامل بها مع الاحتلال باعتباره فوق القانون؟"، مضيفا: "لقد آن أوان أن ترفع ملفات قتل الصحفيين لمحكمة الجنايات الدولية".
وشدد على ضرورة أن "يتوقف العالم عن صمته تجاه الإرهاب الإسرائيلي المستمر بحق الصحافة والصحفيين والفلسطينيين بصورة عامة، وأن يتم تجريمه وتجريم قادته بشكل واضح وصريح".
ونبه إلى أن "جريمة اغتيال مراسلة الجزيرة أبو عاقلة، هي حلقة من سلسلة جرائم وإعدامات ارتكبها الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، شملت القتل وتدمير المؤسسات الإعلامية ومصادرة المعدات وغيرها".
ولفت الصحفي الفلسطيني، إلى أن "الاحتلال يريد إخفاء جرائمه وطمس صورها، وأيضا يريد قتل الشهود على الجريمة؛ وهم الصحفيون الذين يتابعون ويوثقون جرائم الاحتلال أولا بأول"، مؤكدا أن "الاحتلال لن يستطيع أن يرهب الصحفيين ويدفعهم لوقف أعمالهم، أو التراجع عن قرارهم؛ العمل على كشف جرائمه بحق شعبنا".
وأكد أن "الاحتلال يخسر روايته على المستوى العالمي، هذه الرواية التي تعتمد على الكذب والتزوير وقلب الحقائق، وجريمة الاحتلال بحق الصحفية أبو عاقلة، كشف أكثر وأكثر إجرام ودموية هذا الاحتلال، وإجرامه بحق شعبنا وبحق الصحفيين الفلسطينيين".
وشدد الإفرنجي، على أن "الصحفي الفلسطيني مستمر في عمله في كشف وفضح جرائم الاحتلال، ولن يرهبه رصاص الاحتلال ولا ملاحقاته المستمرة"، منوها إلى أن "العالم اليوم أمام اختبار جديد وننتظر ماذا يفعل، ونحن نرجو ألا يسقط في هذا الاختبار، وأن يعمل على ملاحقة الاحتلال وتجريم إرهابه بحق الصحافة والصحفيين، وأن ينتصر للكلمة الحرة، وأن تتم ملاحقة الاحتلال في المحافل الدولية كافة".