هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تتحدث فيه الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية عن استبعاد فرص التوصل الى اتفاق نووي بين إيران والقوى العظمى، أعادت المحافل العسكرية طرح السؤال القديم الجديد: هل تستطيع إسرائيل التصرف عسكريا بمفردها ضد البرنامج النووي الإيراني، خاصة عقب ما أعلنته المتحدثة باسم البيت الأبيض حول أن إيران قد تمتلك أسلحة نووية في الأسابيع المقبلة، وأنها أقرب من أي وقت مضى لحيازة القنبلة النووية.
عضو الكنيست رام بن باراك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست، وهو نائب رئيس جهاز الموساد السابق، كشف في حوار نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" عن "الصورة المتبلورة داخل إسرائيل فيما يتعلق باستعدادات إيران للملف النووي، بزعم أنها لم تلتزم بالاتفاق منذ عهد دونالد ترامب، وهي تفعل ذلك حتى اليوم، وإذا لم يكن هناك ما يمنعها، فلديها القدرة على المضي قدما، بلا قيود، ولذلك فإن الاتفاق النووي، رغم كل عيوبه، فإن له ميزة أيضا، لأنه يوقف تقدمها في غياب اتفاق، أو بديل آخر".
وأضاف أن "الإيرانيين يتقدمون، ويمكنهم الوصول لتكديس كمية معتمدة من اليورانيوم تكفي لصناعة قنبلة، رغم أن المعطيات الإسرائيلية تؤكد أن القنبلة النووية لن تكون جاهزة في وقت قريب؛ لأن الإيرانيين لديهم فجوة كبيرة في الفهم والمسافة لوصول الأسلحة النووية؛ لأن ذلك يستدعي بالأساس بناء المنشأة النووية، والقدرة على الإطلاق، والأمر لن يستغرق بضعة أسابيع فقط، ولعل ما قصدته المتحدثة الأمريكية أن إيران سيكون لديها ما يكفي من المواد في الخزانات، ثم يمكنها البدء في الإنتاج".
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي كبير مع اقتراب إيران من إنتاج قنبلة نووية
وتبدي الأوساط العسكرية الإسرائيلية انشغالا لافتا لتحشيد المزيد من دول العالم لإظهار ما تزعم أنه خطورة المشروع النووي الإيراني على استقرار المنطقة والعالم، وفي الوقت نفسه الاستعداد لاحتمال القيام بـ"أشياء أخرى" تجاه ذلك المشروع، في ظل ما تصفه ببعض التراخي الدولي إزاء السماح للإيرانيين بالتقدم، ومن ثم فإنهم اليوم قطعوا خطوات كبيرة حقا بشأن قضية التخصيب.
وعندما سئل عما إذا كانت إسرائيل وحدها تستطيع منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، أجاب عضو الكنيست بن باراك؛ إننا "نمتلك قدرات كبيرة ومتنوعة، وهي تُرى تقريبا كل يوم، وإذا قررت إسرائيل القيام بذلك، فإنها ستفعله؛ لأن الدولة التي لديها أسلحة نووية يمكنها أن تفعل ما تشاء، ولديها شهادة تأمين بدليل ما تقوم به روسيا اليوم ضد أوكرانيا، فلن يجرؤ أحد على مهاجمتها، ولذلك ليس هناك حاجة لأن تضع إسرائيل خطوطا حمراء إزاء إيران، فنحن نتابع ما يحدث هناك، وعندما يبدو أنه بدأ يعرضنا للخطر، فربما يتعين علينا البدء في القيام بأعمال أخرى".
في الوقت ذاته، فقد ظهر لافتا أن خطاب رئيس الوزراء نفتالي بينيت في ذكرى المحرقة لم يذكر التهديد الإيراني صراحة، ربما رغبة منه بعدم الصدام مع الأمريكيين، الذين ما زالوا يبدون تصميما بإبقاء الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، نتيجة عمل دبلوماسي كبير قامت به تل أبيب في واشنطن.