صحافة دولية

العالم سيواجه تداعيات هائلة إذا لم تنته الحرب في أوكرانيا؟

سيكون للحرب تداعيات هائلة على العالم اقتصاديا - جيتي
سيكون للحرب تداعيات هائلة على العالم اقتصاديا - جيتي

استعرضت مجلة "فورين أفيرز" مستقبل الحرب على أوكرانيا، مرجحة ألّا ينتهي الصراع قريبا، وأن يدخل البلدان في حرب طويلة الأمد، ستكون لها تداعيات هائلة على العالم اقتصاديا، وعلى حلف "الناتو" والغرب.

وقال ليانا فيكس ومايكل كيميج، في تحليل نشرته المجلة، إن روسيا وأوكرانيا "قد لا تحققان أهدافهما من الحرب"، فقد لا تتمكن أوكرانيا من طرد القوات الروسية بالكامل من الأراضي التي احتلتها، وقد تفشل روسيا في تحقيق هدفها السياسي الرئيسي، وهو السيطرة على أوكرانيا.

ورجحت "فورين أفيرز" أن تؤدي الحرب إلى حقبة جديدة من الصراع، تتمثل في "دورة" من الحروب الروسية، حيث يمكن أن يلجأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الاستمرار في المعركة التي بدأها، بعد الفشل في إجبار أوكرانيا على الاستسلام والأداء السيئ لقواته.

وأكدت أن اعتراف بوتين بالخطأ سيؤذيه سياسيا، بعد أن أضر بعلاقة روسيا بالعالم، وتسبب في تدمير لاقتصاد بلاده، وزاد احتمال توسع "الناتو" بالقرب من حدوده.

ورأت أن وجه نظر الرئيس الروسي تتمثل بأن أي اتفاق سلام مستقبلي لا يضمن تنازلات كبيرة من أوكرانيا، سيكون غير متناسب مع الخسائر في الأرواح والعتاد والعزلة الدولية لروسيا.

واعتبر التحليل أن بوتين قد يرغب في حرب طويلة لأنه "ديكتاتور، والديكتاتوريون في كثير من الأحيان يتحملون الألعاب الطويلة، أو على الأقل يعتقدون أنهم يستطيعون ذلك"، كما سيستفيد من ناحية أنه إذا كان مصيره الهزيمة، فيمكنه تأجيلها بحرب طويلة، وربما حتى تسليم الصراع المحكوم عليه بالفشل إلى من يخلفه.

ونبهت إلى أن الحرب ستسمح للرئيس الروسي بتجنيد وتدريب مئات الآلاف من الجنود الجدد، ما قد يغير نتيجة المعركة، مرجحة أن يساعد الصراع الطويل روسيا في الضغط على كييف، وعلى "الناتو"، خاصة إذا بدأ الدعم الغربي لأوكرانيا في التراجع.

وأشارت إلى إمكانية أن يراهن بوتين على التحولات السياسية في أوروبا أو الولايات المتحدة، فدونالد ترامب قد يحاول إبرام صفقة مع روسيا على حساب "الناتو" إذا أعيد انتخابه في 2024.

 

اقرأ أيضا: FT: الحرب في أوكرانيا قد تتسبب بمجاعة عالمية

في المقابل، استعرض التحليل عددا من الأسباب لدى أوكرانيا التي تدفعها لعدم التفاوض حول إطلاق النار حاليا وفقا للشروط الروسية، خاصة أنها تشعر بأن أمامها فرصة لتسوية الحرب بشروط أفضل بعد الأداء المبهر لقواتها بفضل المقاومة والدعم الغربي.

ولفت إلى إمكانية أن تسعى كييف لوقف إطلاق للنار بشروط أفضل، من خلال إحراز المزيد من التقدم في ساحة المعركة، وصد الهجوم الروسي في شرق أوكرانيا، مشيرا إلى أن كييف تدرك أن أي تنازلات يجب أن يوافق عليها الأوكرانيون الذين دفعوا ثمنا باهظا في التصدي للغزو، لذلك ستحتاج إلى تقديم صفقة لعامة الناس بشروط مقبولة، تؤكد سيادة وأمن البلاد.

وأضاف: "لكن أوكرانيا ستواجه تحدي الحفاظ على نظامها السياسي سليما وديمقراطيتها حية، قبل انتخابات الرئاسية المقبلة في ربيع عام 2024".

وأفاد التحليل بأنه على الصعيد العالمي قد تتسبب حرب طويلة في أوكرانيا في حدوث موجات من المجاعات بالنظر إلى أن أوكرانيا وروسيا منتجان رئيسيان للمواد الغذائية مثل القمح، حيث سيجد السكان في أفريقيا والشرق الأوسط أنفسهم في أزمات سياسية ناتجة عن الآثار غير المباشرة للحرب.

وأكد أنه مع استمرار الحرب وتزايد العمليات الوحشية الروسية، ستزداد العقوبات، وستستمر أسعار السلع، مثل النفط، في الارتفاع.

وقد يؤدي إطالة أمد المعارك في الغرب إلى تآكل الدعم الشعبي لكييف في المجتمعات الغربية، ومع تزايد الأعباء الاقتصادية على هذه المجتمعات، قد ترتفع الأصوات التي تطالب أوكرانيا بقبول وقف إطلاق النار بأي ثمن.

والمجتمعات الغربية المعتادة على وسائل الراحة في عالم زمن السلم العالمي قد تفقد الاهتمام بالحرب، على عكس سكان روسيا، الذين تحركهم آلة بوتين الدعائية.

وسيكون للحرب المطولة عواقب وخيمة على القارة الأوروبية التي "لن تكون متكاملة وحرة وتعيش في سلام. بل سيكون بداخلها منطقة حرب مشحونة"، وستستمر الهجرة الجماعية للاجئين الأوكرانيين، ومع مرور الوقت قد يستقرون في أوروبا بشكل دائم مع ما يمثله ذلك من آثار هائلة.

التعليقات (1)
قاتلك الله يا سيسي
الخميس، 21-04-2022 05:18 م
الرئيس مرسي رحمة الله عليه كان يخطط لاعتماد مصر على نفسها في الغذاء و الدواء و السلاح فجعلنا الحقير السيس اكثر دولة تستورد القمح في العالم.