رياضة دولية

لماذا انهارت أندية الكرة الصينية؟ نجوم كسبوا منها الملايين

دروغبا وكوكبة من نجوم الكرة العالمين مرّوا في نهاية مسيرتهم على الدوري الصيني- جيتي
دروغبا وكوكبة من نجوم الكرة العالمين مرّوا في نهاية مسيرتهم على الدوري الصيني- جيتي

تمر كرة القدم في الصين بواحدة من أسوأ مراحلها على الإطلاق، إذ فشل المنتخب بالوصول إلى مونديال كأس العالم، رغم الضخ المالي الكبير خلال السنوات الماضية، فيما بدأت الأندية بالانهيار واحدا تلو الآخر، بسبب الأزمات المالية.

 

في العام 2015، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن استهدافه أن تكون بلاده رائدة في العالم بمجال كرة القدم، وهو ما حدث بالفعل حينها بشكل مثير للجدل، ومؤقت.

 

استقطبت الأندية الصينية عشرات النجوم العالميين، الذين كان جزء كبير منهم في نهاية مسيرته الكروية، بينما اختار البعض الذهاب نحو شرق القارة الآسيوية وهو في أوج عطائه؛ طمعا في المال، وتضحية في مستقبل كروي مشرق.

 

قامت الصين بتجنيس عديد اللاعبين البرازيليين، الذين فشلوا في وضع أي بصمة مع المنتخب للوصول إلى كأس العالم، ومؤخرا بدأ جزء منهم بالعودة إلى الدوري البرازيلي.

 

سقوط سريع

 

في تقرير سابق لها العام الماضي، كشفت صحيفة "آس" الإسبانية، أن 16 ناديا صينيا على الأقل أفلسوا رسميا، في مقدمتهم بطل الدوري جيانجسو سونينغ، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من ضم النجم الويلزي غاريث بيل.

 

في العام 2015، استحوذت مجموعة "Suning Commerce Group" على النادي بصفقة قدرت قيمتها بنحو 74 مليون يورو، لكن النادي لم يصمد أكثر من ست سنوات، إذ أعلن تغيير اسمه إلى "جيانغسو إف سي"، بسبب قوانين جديدة تمنع الأندية من إلحاق اسمها بعلامات تجارية، وسرعان ما دخل النادي في أزمة مالية عجز خلالها عن تسديد رواتب لاعبيه لشهور عديدة، قبل أن يعلن إفلاسه، بعد وصول ديونه إلى مليار يورو.

 

نادي هيبي شينا فورشن، بدوره، والذي كان يضم قبل سنوات في صفوفه النجمين الأرجنتينيين خافيير ماسكيرانو، وإزكيل لافيتزي، وصلت ديون الشركة المالكة له، والعاملة في مجال التطوير العقاري، في تشرين أول/ أكتوبر الماضي إلى 39 مليار دولار.

 

شهدت الفترة بين 2012 حتى 2018، عصرا ذهبيا للدوري الصيني لكرة القدم، وهو ما انعكس على مستوى الأندية الصينية على المستوى القاري، ليظفر غوانغزو إيفرجاند بلقب دوري أبطال آسيا في موسمي 2015 و2013.

 

لكن اليوم وبعد سنوات من الضخ المالي المثير للجدل، وجدت الأندية الصينية نفسها في صراع مع شبح الإفلاس، وباتت متذيلة ترتيب المجموعات المشاركة فيها.

 

ودفعت الأزمات المالية بإدارات الأندية الصينية إلى الزج بفريق الشباب والناشئين، وهو ما جعلها تتلقى هزائم قاسية، إذ خسر شاندونغ الصيني أمام دايغو الكوري الجنوبي بسبعة أهداف نظيفة، فيما خسر غوانغزو أمام جوهور دارول الماليزي بخماسة نظيفة.

 

 

 

 

 

 

 

ضربة "كورونا"

 

في نهاية العام 2019، ومع بدء تفشي فيروس "كورونا" في إقليم ووهان الصيني، بدأت بكين بتطبيق إجراءات احترازية صارمة، أوقفت جميع النشاطات، بما فيها الرياضية.

 

قيود الصين طالت الشركات الداعمة للأندية، ما دفعها إلى تقليص ميزانياتها المتعلقة بالفرق الكروية، وبالتالي الاستغناء عن النجوم أصحاب الرواتب العالية.

 

نادي تشينغداو، وبعد نجاحه في الوصول إلى دوري السوبر الصيني، ظلت إدارته تبحث عن شركة راعية له للاستحواذ عليه، إلا أنها فشلت في ذلك، ما دفع القائمين على النادي لإعلان انسحابهم من المشاركة في المنافسات الكروية.

 

وتقول وسائل إعلام صينية إن بعض لاعبي الأندية المحترفين لم يتحصلوا على مرتباتهم الشهرية منذ أكثر من عام.

 

وتهدد هذه المعطيات إمكانية الانطلاقة المقررة للدوري الصيني في أيار/ مايو المقبل، إذ إن سيناريو الانسحاب الجماعي للأندية هو المرجح حتى الآن.

 

سقف الرواتب

 

بحسب لوائح الاتحاد الصيني لكرة القدم الجديدة، والتي تسعى لوقف الهدر المالي المثير للجدل، فإن سقف الرواتب المسموح به بات 600 ألف يوان فقط، أي نحو 94 ألف دولار شهريا، وهو معدل منخفض جدا حتى للاعبين المحليين أنفسهم، واضطر الأندية لفسخ عقد الكثير من نجومها.

 

الرقم المنخفض الجديد لا يمكن مقارنته على الإطلاق بالرواتب السابقة، إذ حصل المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز في العام 2016 على 43 مليون دولار سنويا، أي نحو 3.5 مليون شهريا، وهو مرتب أعلى بكثير من معدل الرواتب في كبريات البطولات الأوروبية.

 

وبعد عقد صفقات وصلت إلى نحو 70 مليون يورو، تدخل الاتحاد الصيني، وفرض ضرائب عالية على الأندية، ما دفع الأخيرة للجوء إلى أسلوب جديد في خطف النجوم، وهو إغراؤهم بالرواتب الشهرية.

 

إذ تتربص الأندية بالنجوم الذين شارفت عقودهم على الانتهاء، لتوقع معهم صفقة مجانية مقابل رواتب فلكية، وهو ما دفع نجوم في أوج عطائهم للذهاب إلى الصين، والتضحية بمسيرتهم الدولية.

 

الأمر الأكثر تعقيدا بالنسبة للنجوم المحترفين في الصين، هو أن مرتباتهم يتم منحهم إياها بالعملة المحلية اليوان، أي أن أي انخفاض محتمل له مقابل الدولار يعني أن مرتباتهم ستنخفض قيمتها في حال أرادوا تحويلها للخارج.

  

في الانتقالات الشتوية بعام 2017، دفعت الأندية الصينية نحو 411 مليون دولار خلال شهر فقط، وهو رقم قياسي وغير مسبوق.

 

وبرغم ضوابط وضعتها الحكومة حينها لمنع ما وصفته بـ"الإنفاق غير العقلاني" على مثل هذه الصفقات، إلا أن الأندية الصينية تخطت كافة أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بمجموع الإنفاق.

 

كوكبة من النجوم

 

وبعد سنوات من توافد النجوم على الدوري الصيني برواتب فلكية، لم يعد هناك أي اسم بارز سوى البرازيلي أوسكار، والبلجيكي من أصول مغربية مروان فيلاني.

وتعاقدت أندية صينية خلال السنوات الماضية مع نجوم المنتخب البرازيلي؛ أوسكار، وروبينهو، وألكسندر باتو، وهالك، وباولينهو، وراميرز، وهيرنانيز، وفاغنر لوف، وريناتو اغوستو، وجواو ميراندا، بالإضافة إلى نجوم المنتخب الأرجنتيني؛ كارلو تيفيز، وإزكيل لافيتزي، ونيكولاس غايتان، وخافيير ماسكيرانو.

كما ضمت أندية صينية نجوم المنتخب البلجيكي؛ مروان فيلاني، واكسيل فيتسل، ويانيك كاراسكو، وموسى ديبملي، بالإضافة إلى النجم السنغالي ديمبا با، والهداف الكونغولي سيدريك باكامبو.

وتعاقدت أندية صينية مع نجوم المنتخب الإيطالي؛ سيتفان شعراوي وألبيرتو جيلاردينو، واليساندرو ديامانتي، وإيدير، وغرازيانو بيلي، ولاعبي المنتخب الكولومبي؛ جاكسون مارتينيز، وفريدي غوارين، وروجير مارتينيز، وخوان كوينتيرو، وقائد المنتخب السلوفاكي ماريك هامشيك، والهداف النمساوي ماركو أرنانوفيتش.

خلال السنوات الماضية تعاقدت أندية صينية مع نجوم آخرين بارزين، مثل الفرنسي نيكولاس أنيلكا، والإيفواري ديديه دروغبا، ومواطنه جيرفينهو، والبارغوياني لوكاس باريوس، والمالي سيدو كيتا، والنيجيري جون أوبي ميكيل.

 

 

التعليقات (0)