هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك فجر اليوم، والاعتداء على المصلين والمعتكفين بداخله، مستنكرة في ذات الوقت الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال في القدس والأقصى، وسط اتهامات للاحتلال بالكذب بشأن "الوضع القائم".
وفي تعليقها على يجري حاليا بالمسجد الأقصى المبارك، أكدت وزارة الخارجية على لسان السفير أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أنها "تدين بأشد العبارات هذا العدوان الهمجي المتواصل على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "ما جرى فجر هذا اليوم، هو جريمة مركبة، جريمة اقتحام المسجد الأقصى وجريمة عمليات القمع والتنكيل الوحشي بالمصلين والمعتكفين داخل المسجد دون أي مبرر أو سبب، سوى التعبير عن نوايا الاحتلال المبيته لتكريس تقسيم المسجد الأقصى زمانيا، ريثما يتم تقسيمه مكانيا".
وأكد الديك، أن "الخارجية الفلسطينية تنظر بخطورة بالغة لما قامت دولة الاحتلال ضد المصلين، وهذا انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي ولمبادئ حقوق الإنسان".
اقرأ أيضا: إصابات واعتقالات بالأقصى وتحذير من "حرب دينية" (مباشر)
وطالب "المجتمع الدولي بالتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين، والتعامل مع القضايا الدولية وفق ازدواجية المعايير"، منوها إلى أن "المجتمع الدولي يتنصر لمبادئ حقوق الإنسان متى وأينما يشاء، ويصمت ويبدي جميع أشكال التجاهل والتقاعس واللامبالاة في تحمل مسؤولياته في تحمل جرائم الاحتلال وانتهاكاته لمبادئ حقوق الإنسان الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في الحرية والحركة والوصول إلى دور العبادة للصلاة فيها".
واعتبر السفير أن "ما جرى صباح اليوم في القدس والأقصى، هو اختبار حقيقي للأمة العربية والإسلامية وللموقف الدولي، وهو في ذات الوقت يكذّب ما ادعاه نفتالي بينيت (رئيس وزراء الاحتلال) وإسحاق هرتسوغ (رئيس الاحتلال) خلال اليومين الماضيين، بشأن حفاظ دولة الاحتلال على الوضع القائم في المسجد الأقصى".
وقال: "نحن نطالب جميع الأطراف الدولية بالوفاء بالتزاماتها والضغط على دولة الاحتلال لوقف هذه الاعتداءات الاستفزازية، والحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك".
وعن سعي الخارجية ومن خلفها قيادة السلطة الفلسطينية لوقف عدوان الاحتلال المستمر، ذكر المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطينية، أن "الخارجية على تنسيق دائم مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية (صاحبة الوصاية على المسجد الأقصى)، بهدف تعميق الحراك السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لتوفير الحماية لشعبنا عامة، وللقدس ومقدساتها بشكل خاص".
وأكد الديك أن "الاتصالات لوقف عدوان دولة الاحتلال على الأقصى لم تنقطع، ونحن حذرنا سابقا من النوايا المبيتة لجمعيات ما يسمى أمناء الهيكل بتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى وتقديم قرابين في ساحاته، تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وتكريسا لتقسيمه المكاني كما حصل في الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل".
وتابع: "تم إثارة هذه القضية في رسائل متطابقة للأمين العام للأمم المتحدة، ولرئاسة مجلس الأمن الدولي، ورئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك بعثتنا في جنيف، التي قامت بتقديم العديد من الرسائل المتطابقة للمفوض السامي لحقوق الإنسان وللدول الأطراف الموقعة على اتفاقيات جنيف، وبشكل مبكر قمنا بإثارة هذه القضية وحذرنا منها، وطالبنا الأطراف الدولية الأممية بتحمل مسؤوليتها في وقف هذا التدهور الخطير المتعمد من قبل قوات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي".
وعن المفهوم الدقيق لما يسمى بـ"الوضع القائم" في القدس والأقصى، أوضح السفير الديك أن "الوضع القائم، هو الوضع الذي كان قائما في القدس والمسجد الأقصى قبل احتلالها عام 1967، وهو يتضمن الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني والديمغرافي، دون القيام بأي تعديلات أو إجراءات".
اقرأ أيضا: لماذا يمنع الاحتلال "قرابين الفصح" في الأقصى؟.. خبيران يجيبان
ونبه إلى أن "أي تعديلات أو تغييرات قامت بها دولة الاحتلال على القدس والمقدسات والمسجد الأقصى، باطلة ولاغية حسب القانون الدولي بما فيها، اقتحامات المسجد الأقصى، والتقسيم الزماني للأقصى، إضافة لعمليات الاستيطان في القدس وحفر الأنفاق وكل إجراءات الاحتلال باطلة ولاغية، وتندرج في إطار تغيير محاولات الوضع القائم".
وذكر المستشار السياسي، أن "إعادة فتح الاحتلال لأبواب المسجد الأقصى، يعني أن سلطات الاحتلال تريد أن تثبت أن مفاتيح فتح الأقصى وإغلاقه بيدها، هي التي تسيطر عليه وهي التي تسمح ولا تسمح، وهذا مرفوض وجزء لا يتجزأ من محاولات الاحتلال تغيير الوضع القائم"، مؤكدا أن "قادة الاحتلال يكذبون، بشأن حديثهم عن منع تقديم قرابين في الأقصى ومزاعمهم بالحفاظ على الوضع القائم في الأقصى".
واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى عقب صلاة فجر الجمعة، واعتدت على المصلين والمعتكفين، وقامت بإطلاق قنابل الصوت وقنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط صوب المصلين والمعتكفين، ما تسبب بوقوع العشرات من الإصابات، واعتقال أكثر من مئة من المعتكفين.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أولي لها وصل إلى "عربي21"، أنها قامت بنقل 117 إصابة من داخل المسجد الأقصى لمستشفيات القدس؛ المقاصد والمستشفى الميداني للهلال الأحمر.
وأوضحت أن طواقم الإسعاف قامت بالتقديم العلاج الميداني للعديد من الإصابات، منوهة إلى أن الإصابات هي بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت واعتداء بالضرب.
كما أكد شاهد عيان من داخل المسجد الأقصى المبارك لـ"عربي21"، أن قوات الاحتلال المدججة بالسلاح التي اقتحمت الأقصى، قامت باعتقال أكثر من 120 من المصلين والمعتكفين فقط من داخل المصلى القبلي.