هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتخذ مسؤولو المخابرات الغربية قرارا غير عادي، وهو
إخبار العالم بما يعرفونه، مع اقتراب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث كانت تشير المعلومات
الاستخباراتية إلى قرب اندلاع الحرب، قبل 12 يوما من وقوعها.
وقال مسؤول استخباراتي لهيئة الإذاعة البريطانية
"بي بي سي" (لم تسمه)، إنه "كان من الصعب تصديق أن الحرب حدثت بالفعل"،
مضيفا: "في ذلك اليوم، تحول الناس من قولهم "لمَ أنتم مذعورون إلى هذا الحد؟"
إلى قولهم "لماذا لم تكونوا أكثر صراخا؟"
وأكد مسؤول استخباراتي آخر أن ثبوت صحة تقييمهم ليس مبعث
ارتياح لديهم، لكنهم يشعرون على الأقل أنهم حاولوا وقف حرب، وظلوا يحذرون من حجم
رقعتها.
وشهدت الفترة التي سبقت الحرب والأسابيع التي أعقبت
اندلاعها قيام المخابرات الأمريكية والبريطانية بنشر بعض من أسرارها الأكثر حساسية
كجزء من حملة غير مسبوقة.
ولعقود من الزمان، كانت المعلومات السرية عادة لا يطلع
عليها إلا عدد قليل من الأشخاص.
ولم يمثل هذا تحولاً جذرياً في الطريقة التي كانت تعمل
بها المخابرات الغربية فحسب، بل كان يعني أيضاً مواجهة الإرث المشين لغزو العراق.
اقرأ أيضا: WI: ضعف الغرب قاد بوتين إلى أوكرانيا وأعداء آخرون يترقّبون
وبحسب المعلومات الاستخباراتية، فقد ظهرت أولى بوادر
نوايا روسيا قبل عام، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية إلى حشد القوات الروسية
بالقرب من أوكرانيا، لكن لم يكن لدى المحللين ما يشي بنوايا موسكو الحقيقية.
وأوضح مسؤول عسكري لـ "بي بي سي"، أن ذلك تغير
في منتصف عام 2021، مضيفا: "منذ الصيف رأينا مجموعة صغيرة من كبار المسؤولين
يخططون لغزو عسكري للبلاد بأكملها".
وأشار المسؤول العسكري إلى أن جمع المعلومات الاستخبارية
وتحليلها، كان عملاً مشتركاً بين الولايات المتحدة وبريطانيا، كما يقول المنخرطون
في ذلك، ووصف أحدهم الأمر بأنه شأن "عائلي".
وأكد أن المعلومات وصلت من مصادر متعددة، لكنها استمرت
بالوضوح، حيث علمت لندن وواشنطن بوضع اللمسات الأخيرة على خطط الغزو.
وقال أحد المسؤولين إن المرة الأولى التي علم فيها بعض
المسؤولين الروس بأن بلادهم جادة في شن حرب ضد أوكرانيا كانت عندما سمعوا ذلك من
مدير وكالة المخابرات المركزية.
وكانت المرحلة التالية هي نشر بعض المعلومات الاستخبارية
لعامة الناس.
وهناك الخوف على الجواسيس؛ لأن نشر المواد ينذر الجانب
الآخر بأن لديه تسرباً ومن المحتمل أن يكتشف مصدر التسرب. لهذا السبب، في الحرب
العالمية الثانية، حافظت المملكة المتحدة على سرية مركز جمع المعلومات السرية في
بلتشلي بارك بشكل محكم.
وكشفت واشنطن عن خطط موسكو لتقديم ذرائع للحرب، أو ما
يسمى الرايات الكاذبة، التي تتضمن عرض جثث لأشخاص، ويزعم زوراً أنها لأشخاص قتلوا
من قبل الأوكرانيين.
ويعتقد الجواسيس الأمريكيون والبريطانيون أن نشر هذه
المواد حرم موسكو من القدرة على تبرير الغزو لشعبها ودول أخرى كخطوة دفاعية.
واعتبر الجواسيس أنهم سهّلوا على الدول الأخرى اتخاذ
إجراءات أكثر صرامة وما كان ذلك ممكناً لو كانت الصورة مشوشة حول من هو المعتدي
الحقيقي.