هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت تصريحات
وزير الداخلية بحكومة باشاغا في ليبيا حول قرب دخولهم العاصمة، وأن حكومتهم سيطرت
على ثلثي البلاد واتهاماته للدبيبة بإشعال الحرب وعرقلة الانتخابات بعض الأسئلة عن
أهداف التصريح الآن وما إذا كان حقيقة أم مجرد ضغط على حكومة عبد الحميد الدبيبة.
وقال وزير
داخلية حكومة باشاغا، عصام أبو زريبة إن "حكومتهم سيطرت على ثلثي البلاد شرقا
وجنوبا ولا يوجد تحت سيطرة الدبيبة إلا العاصمة طرابلس". مؤكدا وجود اتصالات
مكثفة مع الكتائب المسلحة هناك لترتيب عملية التسليم والاستلام.
واتهم أبو زريبة،
الدبيبة بأنه حاول الدفع نحو الاقتتال والحرب إلا أنهم فضلوا دخول العاصمة سلميا،
مشيرا إلى أن هناك تقدما في التواصل والتنسيق مع المسلحين في الغرب الليبي وأن سبب
التأخير فقط هو قرار باشاغا بعدم "الصدام المسلح"، وفق مزاعمه.
فهل تصريحات
حكومة باشاغا حقيقية وأنها ستدخل طرابلس خلال أيام أم أنها مجرد ضغط على الدبيبة الذي
تراجعت شعبيته؟
"فرصة
أخيرة أو الحرب"
من جهته قال
نائب الحاكم العسكري للشرق الليبي سابقا، عقيد سعيد الفارسي، إن "وزير
الداخلية بحكومة باشاغا يقوم فعلا بالفرصة الأخيرة للترتيب لدخول حكومتهم إلى
العاصمة طرابلس، وربما تكون هناك اتصالات مكثفة فعلا مع الكتائب المسلحة هناك، لكن
أغلب كتائب مدينة مصراتة يرفضون الخطوة".
اقرأ أيضا: مسلحون يغتالون قياديا بقوات حفتر في بنغازي
وأوضح في
تصريحات لـ"عربي21" أنه "في حال لم تنجح هذه الفرصة ستكون الحرب
والصدامات المسلحة إن أصر باشاغا على دخول طرابلس، وكل هذا يحدث من أجل تأجيل
الانتخابات حتى يقوم حلفاء حفتر وعقيلة صالح وعلى رأسهم مصر بترتيب الأوراق بعد فقد
الاثنين شعبيتهم حتى في برقة"، كما قال.
"باشاغا
الأقوى"
في حين قال
المحلل السياسي الليبي، السنوسي إسماعيل الشريف، إن "تأخر دخول باشاغا
وحكومته العاصمة طرابلس كان نتيجة رفض الأخير أي صدام مسلح وأن يكون الدخول سلميا
لذا قد يأخذ الأمر وقتا قد يمتد لأسابيع وهذا يشبه لعبة شد الحبل بين باشاغا
والدبيبة ليفوز الأقوى".
وأشار في
تصريح لـ"عربي21" إلى أن "محاولات فرض أي واقع باستخدام القوة لن
تنجح ليس لأن محاولات الإشعال لن تحدث لكنها لن تجد مواد قابلة للاشتعال وما حدث
مؤخرا من صدامات مسلحة في طرابلس راح ضحيتها قتلى وجرحى أكبر دليل ويؤكد أن هناك
من يريد إشعال حرب شوارع لمنع الاستلام والتسلم".
وتابع:
"هناك بالفعل ترتيبات وتجهيزات لدخول حكومة "باشاغا" العاصمة بشكل
سلمي ومنتظم لا يستدعي أي مواجهات مسلحة بين مجموعات لها تبعية لأي طرف سياسي
فالمعركة بدأت ولكنها لن تكون دموية إنها سياسية وقانونية بين حكومة الدبيبة
المنتهية وحكومة باشاغا الشرعية وهو كذلك صراع إرادات بين المؤسسات السيادية التي
تقع تحت نفوذ دول عظمى لا تريد أي توتر في بلد يصدر النفط والغاز"، وفق
تقديره.
"فشل
وانتكاسة"
من جهة أخرى،
رأى الصحفي الليبي، محمد الصريط أن باشاغا تعرض لانتكاسة في صفوف مؤيديه
قائلا: "هو شبه مكشوف ومن الناحية الميدانية لا أعتقد أنه سيتمكن من دخول
العاصمة بدون أن يخترق القوى الموجودة ميدانيا وهذه القوى لا يمكن تصور تحالفها مع
باشاغا الذي تحالف مع غريمهم في الشرق، في إشارة إلى حفتر".
وأضاف:
"على هذا الأساس يمكن فهم تصريحات وزير داخلية باشاغا كنوع من تجديد الدعاية
فقط، لأن الواقع والمعطيات لا تؤكد ما يقوله الأخير بل على خلاف ذلك، وإن كان فعلا
هناك اتصالات يجريها باشاغا مع القوى الفعلية على الأرض بغرب ليبيا إلا أن
المعلومات تفيد بفشلها"، كما صرح لـ"عربي21".