هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "الدراسات الاستراتيجية" تقريرا تحدث فيه عن الندوة التي نظمها مركز أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا في معهد الدراسات الاستراتيجية عبر الإنترنت حول "الدورة الثامنة والأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: تقييم"، بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الإيرانية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه كان من ضمن الحاضرين اللواء أحمد الميموني، مدير المعهد الدولي للدراسات الإيرانية "رصانة"؛ والسفير رضوان شيخ، المندوب الدائم لجمهورية باكستان الإسلامية لدى منظمة التعاون الإسلامي؛ والسفير السعودي السابق في باكستان، علي عواض عسيري؛ وسردار نادر نعيم، رئيس معهد كابول للسلام؛ وكاظم سجادبور، السفير الإيراني السابق لدى الأمم المتحدة؛ وداوود عبد الله، مدير منظمة "ميدل إيست مونيتور"؛ والجنرال ليفنت جوزكايا، القائد التركي السابق للقيادة الإقليمية في كابول؛ والسفير إعزاز أحمد شودري، المدير العام لمعهد الدراسات الاستراتيجية؛ والسفير خالد محمود، رئيس مجلس إدارة معهد الدراسات الاستراتيجية؛ وأمينة خان، مديرة مركز أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا في معهد الدراسات الاستراتيجية.
وخلال ملاحظاتها التمهيدية، صرحت أمينة خان بأن باكستان شاركت على مر السنين في دعم التعاون بين الدول الأعضاء والدعوة إلى حلول عادلة لمختلف القضايا التي يواجهها المجتمع المسلم. وكانت باكستان نشطة للغاية في مكافحة الإسلاموفوبيا، وبفضل جهود باكستان، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 آذار/ مارس يومًا دوليًا لمكافحة الإسلاموفوبيا.
وأضافت خان أن "باكستان تؤمن إيمانا راسخا بإمكانات منظمة التعاون الإسلامي كما تدعو وتؤيد الحاجة إلى تبني نهج جماعي في مواجهة التحديات المستمرة التي تعترض الأمة المسلمة. عُقدت ندوة لمناقشة نتائج دورة مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي وكذلك تعزيز الالتزام والتعاون بين الدول الأعضاء".
وأشارت إلى أن العالم الإسلامي يواجه العديد من التحديات، وبعد انعقاد الدورة 48 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، من المهم جمع مختلف وجهات نظر دول العالم الإسلامي.
وخلال كلمته الترحيبية، صرح السفير إعزاز أحمد شودري بأن الدورة 48 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تشير إلى ارتباط باكستان العميق بالقضايا الإسلامية، وتزامن ذلك مع الذكرى 75 لتأسيس باكستان.
وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن تضامنها الكامل مع جامو وكشمير وفلسطين وأفغانستان، ومختلف الدول الإسلامية التي تعاني من الاضطرابات. وقال شودري إن الإسلاموفوبيا استحوذت على اهتمام العالم بصدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال شودري، "إذا تمكنا من استخدام أدوات منظمة التعاون الإسلامي والتركيز أكثر على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الإسلامية، فإن هذا سيساعد على تعزيز مكانة منظمة التعاون الإسلامي في المستقبل".
من جانبه، قال اللواء أحمد الميموني إن "منظمة التعاون الإسلامي منظمة هامة للوحدة الإسلامية، فهي تدل على الأخوة والروابط القوية بين الدول الأعضاء. لقد حققت ندوة منظمة التعاون الإسلامي نجاحًا باهرًا، كما أشاد الميموني بجهود باكستان تجاه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الإسلاموفوبيا. وشدد على أن منظمة التعاون الإسلامي يجب أن ترتقي إلى مستوى التوقعات الإسلامية ويمكنها أن تلعب دورًا حاسمًا في توحيد المسلمين".
وهنأ السفير عسيري الحكومة الباكستانية على النتيجة الإيجابية للدورة 48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي. وفي الواقع، يعكس مثل هذا الاجتماع المهم في إسلام أباد جهود باكستان وأهميتها في توحيد الأمة الإسلامية.
ويشير وجود الصين لأول مرة إلى أنها تريد توطيد علاقاتها مع العالم الإسلامي. وأعرب عسيري عن تقديره للمبادرات المختلفة التي اتخذتها منظمة التعاون الإسلامي، بما في ذلك خلال الأزمة المستمرة في أوكرانيا وكذلك الأزمة الإنسانية في أفغانستان والقضية المتنامية للإسلاموفوبيا في جميع أنحاء العالم. كما أعرب عن أمله في إنشاء لجنة متابعة فرعية تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي للتأكد من تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه فيما يتعلق بأفغانستان.
من جهته، صرح السفير رضوان سعيد شيخ بأن الدورة 48 لمجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي كانت ناجحة وأفضل مما كان متوقعًا. وقال إن منظمة التعاون الإسلامي حققت إنجازات طيبة فيما يتعلق بكشمير ومن خلال هذا الاجتماع حصلت باكستان على خطة عمل بشأن كشمير. وأوضح أنه من المفترض أن يقوم مجلس حقوق الإنسان بتصنيف مختلف قضايا حقوق الإنسان والنظر في انتهاكاتها.
وفي هذا الصدد، طُلب من منظمة التعاون الإسلامي مراجعة الوضع في جامو وكشمير. وأضاف السفير أنه تم التصدي بشدة لموضوع الإسلاموفوبيا وطلب من الأمين العام تكليف مبعوث خاص معني بالإسلاموفوبيا كذلك. وفيما يتعلق بمشاركة الصين في الندوة، شدد على ضرورة بحث كل من الصين ومنظمة التعاون الإسلامي عن سبل للعمل معًا. وتعد الاتفاقيات التجارية التفضيلية أفضل السبل للمضي قدمًا.
أوضح السياسي الأفعاني سردار نادر نعيم أن أفغانستان عانت لأكثر من أربعة عقود من الغزو الأجنبي. لقد تصدت للقوى الكبرى وهو ما انجر عنه تكبّد البلاد خسائر وخيمة. تعاني البلاد من أزمة مالية ما يمكن أن يترتب عنه سقوط البلاد في حرب أهلية. كان الاقتصاد الأفغاني يعتمد على المساعدات الخارجية التي تسبب قرار تعليقها في أزمة إنسانية. وأدت القيود المفروضة على البنوك إلى إحداث أزمة سيولة مالية وتفاقم معاناة الأفغان.
وأضاف نعيم أنه "ينبغي أن نضمن ألا تقع البلاد في أيدي الإرهابيين. لذلك، تحتاج بعض القضايا إلى حلول جذرية لمنع انهيار الدولة واستمرار تدفق المساعدات ورفع العقوبات - التي تضر الشعب الأفغاني أكثر من غيره - وإلغاء تجميد الأصول الأفغانية"؛ مشيرا "إلى الدور الذي يمكن أن تضطلع به منظمة التعاون الإسلامي في العالم الإسلامي وخارجه".
وصرح سجادبور بأن منظمة التعاون الإسلامي تعتبر من الأصول التي تساعد على ترسيخ مفهوم التعاون بين الدول الإسلامية وينبغي الحفاظ عليها. كما تعتبر هذه المؤسسة متعددة الأطراف أداة دولية تخدم مصالح جميع البلدان الإسلامية.
علاوة على ذلك، سلط سجادبور الضوء على مدى أهمية هوية منظمة التعاون الإسلامي في أماكن مثل نيويورك وجنيف موضحا أنه إذا أرادت الدول الإسلامية الحفاظ على هذه المؤسسة، فعليها أن تكتسي طابعا كونيا في معالجة المشاكل التي تواجهها جميع البلدان الإسلامية وليس البعض منها.
وحسب داوود عبد الله فإن قرار منظمة التعاون الإسلامي بتعيين مبعوثين مختلفين مهم ولكن هناك الكثير من الإجراءات التي يتعين القيام بها، حيث تحتاج النزاعات الجارية بدءا من الحرب في ليبيا وصولا إلى موزامبيق إلى حلول. كما تواجه مناطق الصراع الكثير من التحديات تشمل الافتقار إلى التمويل. فيما يتعلق بمسألة الإسلاموفوبيا، يجدر بنا أن نهنئ منظمة التعاون الإسلامي على صدور القرار وهو إنجاز عظيم بعد سنوات من العمل الشاق.
اقرأ أيضا: إيران تشارك في اجتماعات "التعاون الإسلامي" بالسعودية
وأضاف عبد الله أنه لا تزال قضايا اللاجئين الفلسطينيين دون حل وهناك جهود متضافرة من جانب إسرائيل لتفكيك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ينبغي على منظمة التعاون الإسلامي التصدي لها ودعم الأونروا.
كما تحدث عبد الله عن موضوع تطبيع العديد من الدول العلاقات مع إسرائيل، واعتراف العديد من الدول وكذلك منظمات حقوق الإنسان بأنها نظام فصل عنصري، والجهود التي ينبغي أن تبذلها منظمة التعاون الإسلامي من أجل نصرة فلسطين والإنسانية ككل.
أوضح الجنرال جوزكايا أن منظمة التعاون الإسلامي يمكن أن تلعب دورًا رائدًا في توجيه الدول الأعضاء للعب دور مهم في محاربة الإسلاموفوبيا؛ مشددا على أن وحدة المسلمين تعد عاملا حاسما في مجابهة مثل هذه القضايا.
في سياق متصل، أوضح السفير خالد محمود أن "الدورة الثامنة والأربعين لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حققت بالفعل نجاحًا باهرًا وتناولت القضايا الرئيسية التي تؤثر على الأمة الإسلامية مثل القضية الفلسطينية والوضع في أفغانستان وكشمير وظاهرة الإسلاموفوبيا".
وأكد السفير أن الحوار هيمنت عليه قضايا الأمن في المنطقة، إلا أنه لم يتم التطرق إلى القضايا الاقتصادية والثقافية الأخرى؛ مشددًا على أن منظمة التعاون الإسلامي تعد من أحد الأصول الإسلامية التي ينبغي الحفاظ عليها؛ وأكد أيضا الدور الذي على باكستان أن تضطلع به لإثبات كفاءتها على المستوى الدولي.