هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت وسائل إعلام تركية، الأربعاء، إن تركيا أمام فرصة ذهبية لتحسين اقتصادها المتأرجح، مشيرة إلى أن أنقرة يمكنها ملء الفراغ الذي تركته القوى الغربية في روسيا، عقب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشاركت صحيفة "صباح" التركية، مقالا، قالت فيه إن الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي في الأسواق الروسية، سيكون فرصة ذهبية أمام تركيا لتحسين اقتصادها المتذبذب.
وأشارت الصحيفة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، وحمل عنوان: "سوف يملأ الأتراك الرفوف في روسيا"، إلى أن الشركات الكبيرة والعالمية غادرت روسيا، عقب غزو بوتين لأوكرانيا.
ونوهت إلى أن هذا الفراغ الذي تركته الشركات الكبيرة في الأسواق الروسية، فرصة ذهبية أمام تركيا، مشيرة إلى أنه يجب اغتنام الفرصة وملأ الفراغ بالشكل المطلوب.
اقرأ أيضا: ما مصير الاقتصاد التركي في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا؟
وامتدحت صحيفة "صباح"، التحركات الأخيرة لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا، مشيرة إلى أن الاجتماع الذي قرر المجلس إجراؤه بين جمعيات مراكز التسوق الروسية والتركية، الأسبوع المقبل، سيعود بالفائدة على الاقتصاد التركي، الذي يعاني من التضخم.
من جانبه، أكد رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا "عزت إكمكجي باشي"، خلال حديثه مع صحيفة "جمهورييت"، أن تركيا اتخذت خطوات جادة لاغتنام الفرصة والدخول إلى الأسواق الروسية، بعد خروج العديد من العلامات التجارية التابعة لأمريكا والاتحاد الأوروبي منها.
وأشار إلى أنهم التقوا مع غرفة التجارة في روسيا وزاروا مراكز التسوق، منوها إلى أن المجلس قرر جمع جمعيات مراكز التسوق الروسية والتركية في تركيا، الأسبوع المقبل.
وقال: "سلاسل العطور والمنسوجات والغسيل والقهوة والوجبات السريعة الموجودة في روسيا والتابعة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي غادرت البلاد، وهذه فرصة ذهبية لنا وسنعمل على اغتنامها".
وأكد أن بعض الشركات التركية، يمكنها الدخول بسهولة إلى الأسواق الروسية، وذلك لأنها تمتلك كل شروط الجودة المطلوبة للدخول إلى الأسواق الروسية والأوروبية.
ونوه إلى أن قضايا التجارة باستخدام الروبل الروسي ستطرح على جدول الأعمال بعد زيادة التجارة مع روسيا، وقال: "الأسبوع الماضي، عقدنا اجتماعا في موسكو بمشاركة سفيرنا، وتحدثنا مع البنوك التركية والمؤسسات المالية الأخرى في البلاد".
وأضاف: "إذا كان من الممكن زيادة التجارة باستخدام الروبل الروسي، فيمكننا تحقيق مركز هام في السوق الروسية، ويمكننا زيادة صادراتنا إلى 15 مليار دولار".
وشدد على أن "الشركات التركية تخطط لتصبح رقم واحد في الأسواق الروسية، حتى بعد انتهاء الأزمة"، مؤكدا أن الأيام القادمة "ستحمل أخبارا سارة للأتراك".
ولفت إلى أن شركات المقاولات التركية في روسيا، ما زالت تواصل عملها، دون أي مشاكل، قائلا: "لم توقف الشركات البناء خلال هذه الفترة، ونحن بدورنا سنقدم كل أنواع الدعم لهم في عملهم المقدر بنحو 6.5 مليار دولار".
من جهتها، اعتبرت الخبيرة الاقتصادية التركية "إيلام أوزتورك"، أن الفرصة الذهبية التي يتحدث عنها المسؤولون الأتراك محفوفة بالمخاطر والعقبات.
وأشارت خلال حديثها لـ"عربي21"، إلى أن دخول السوق الروسية، يحتاج إلى شركات ضخمة وقوية، وقادرة على الإنتاج بجودة عالية، مشيرة إلى أن معظم الشركات التركية حاليا لديها مشاكل في الجودة.
ونوهت إلى أن تقرب أنقرة من روسيا بهذه اللحظات، سيغضب الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي من تركيا، وهو ما قد يعود بالسلب على الاقتصاد التركي.
وأكدت أن الوضع الاقتصادي في تركيا، غير مستقر ومتذبذب، مشيرة إلى أن أي حركة غير محسوبة ستكلف الاقتصاد التركي خسائر فادحة، قد لا يمكن تعويضها بأي شكل من الأشكال.
ودعت الخبيرة التركية، المسؤولين الاقتصاديين في بلادها إلى اتخاذ إجراءات مدروسة بعناية وتأني، مشددة على ضرورة عدم الاستعجال باتخاذ القرارات التي قد تكلف تركيا الكثير.
ومنذ أيام، أفادت وكالة "الأناضول" التركية، بأن شركات عالمية بدأت بنقل مقار عملها من روسيا إلى تركيا، باعتبارها "ملاذا آمنا في المنطقة" و"قاعدة مهمة للتجارة".
ونوهت الوكالة إلى أن الشركات الأمريكية التي تحتل المركز الثاني في استثمارات رأس المال الدولية، رزت على إجراء زيارات عمل لتركيا من أجل معرفة إمكانات التعاون وتقييم الفرص الاستثمارية في البلاد، بعد أن ألقت جائحة كورونا واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية بظلالهما الثقيلة على نشاط الشركات الغربية في روسيا وخططها الاستثمارية.
وأكدت الوكالة أن مجموعة من الشركات بدأت تحويل ثقلها الاستثماري من روسيا إلى تركيا، مع الأخذ بالحسبان وجود الفرص وأسعار الطاقة ورسوم النقل والقوى العاملة.