هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن وزارة الدفاع الأوكرانية قامت بتجميع مالكي الطائرات بدون طيار في ألوية لمقاومة الغزو الروسي، وحولت أجهزة "الدرونز" إلى أدوات لرصد تحركات قوات موسكو، وأدوات دعاية حربية، وإلى أسلحة في بعض الأحيان.
في اليوم التالي لبدء الغزو الروسي، دعت وزارة الدفاع الأوكرانية الأفراد الذين يستخدمون طائرة بدون طيار في صفحتها على "فيسبوك" إلى الإعلان عن أنفسهم للسلطات من أجل وضع أجهزتهم على ذمة الدولة.
ووفرت الوزارة مساحة يمكن للجميع من خلالها تعريف أنفسهم وتحديد نوع الجهاز الذي يمتلكونه، وتجاربهم السابقة بالدرونز، وخاصة المكان الذي يعيشون فيه. وفي الأيام التي تلت ذلك، أظهرت القصص المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي قيام التجار ببيع هذا النوع من الأجهزة، ما أدى إلى نقص المخزون، ما يشير إلى سماع دعوة الحكومة على نطاق واسع.
ومنذ ذلك الحين، تنشر وسائل الإعلام الأوكرانية وحتى شبكات التواصل الاجتماعي كمية من الصور يتم تصويرها من الجو كل يوم، تصور المقاومة ضد الدبابات الروسية أو تظهر ركودها؛ أو حتى الكشف لبقية العالم عن حجم الدمار الذي أحدثه القصف على المدن المحاصرة.
وفي الحرب التي يلعب فيها الاتصال دورا مهما، والذي ساهم بلا شك في السرعة التي تحرك بها المجتمع الدولي، وأدانها ثم فرض عقوبات على روسيا، يمكن لأي مدني لديه طائرة بدون طيار تم شراؤها أن يشارك في أحد المكونات الأساسية للصراع: حرب المعلومات.
ومع ذلك، فإن هذا الاستخدام لا يستنفد جميع القدرات التكتيكية لطائرة بدون طيار مدنية، لا سيما في سياق حرب المدن مثل تلك التي تترسخ تدريجيا في أوكرانيا.
وعلق المحلل زاكاري كالينبورن الاستخدامات المختلفة التي يستخدمها الأوكرانيون لهذه الطائرات المدنية بدون طيار، والتي يطلبها الجيش أحيانًا لاستخدامها في أغراض عسكرية، والتي يديرها أحيانًا مدنيون وفقا لتعليمات السلطات.
وقال الخبير بالجيش الأمريكي، والذي يدرس أيضا في جامعة ميريلاند، إن "مثل هذه الطائرات بدون طيار تسمح لمن يدافعون عن منطقة ما بأن تكون لهم أعين في كل مكان في الهواء، ومراقبة المباني والأشجار أو أي عوائق أخرى تعيق مجال الرؤية، تقديم معلومات قيمة عن مواقع العدو وكشف نقاط الضعف أو نقاط الإمداد للقوات الروسية".
وفي مقابلة مع "لوفيغارو"، كشف كالينبورن الاستخدامات الأخرى لاحتياطيات أوكرانيا لهذه الأجهزة الصغيرة التي تقتصر رحلاتها على مسافات قصيرة، نظرا لقصر مدة البطاريات وخفة المعدات، قائلا: "يسمح استخدام صور الطائرات بدون طيار للسكان بالابتعاد عن تبادل إطلاق النار".
وبمجرد حدوث قصف مكثف، فقد اعتاد الأوكرانيون على السعي لتحديد موقع قطعة المدفعية في منشأ الطلقات باستخدام طائراتهم بدون طيار، كما في الصور أدناه.
— (Little) Think Tank (@L_ThinkTank) March 12, 2022
والسبت،أعلن سلومير هوزالا، مالك شركة سبارتكس، أن شركة بولندية لتصنيع الطائرات المسيرة بدأت عملية لاستعادة طائرات مدنية بدون طيار لمساعدة الأوكرانيين في مواجهة العدوان الروسي. وأوضح سلومير هوزالا في رسالة أن هذه طائرات بدون طيار مجهزة بكاميرات يمكنها تقديم خدمات مختلفة: "التحقق مما إذا كان بإمكانهم الخروج بأمان من ملجأ، وتحديد أماكن ضحايا القصف، وحتى توثيق الدمار وجرائم الحرب".
يتم إصلاح الأجهزة التي تبرع بها أصحابها من قبل فنيي سبارتكس، مع تزويدها ببطاريات جديدة وجعلها مجهولة المصدر وغير واضحة، مع إطفاء مصابيحها. كجزء من هذا الإجراء المسمى "طائرات بدون طيار للشرق"، تم بالفعل تسليم 26 آلة، مع تعليمات فنية باللغة الأوكرانية، إلى السلطات الأوكرانية على الحدود، بحسب ما ذكرت الشركة في صفحتها على الإنترنت.
اقرأ أيضا: قتلى بقصف سوق في كييف.. ورفض للاستسلام بماريوبول
يبدو أن استخدام الطائرات المدنية بدون طيار يبدو أكثر تشجيعا لأن التكنولوجيا تسمح، من الناحية النظرية، لطيارها بالبقاء على مسافة جيدة. كما أن الأوكرانيين قاموا بتجريب ذلك من داخل السيارات ليكونوا مستعدين لمغادرة مكان الحادث بسرعة إذا لزم الأمر.
لكن هذا الأمان في الواقع نسبي: كما يشير زاكاري كالينبورن، توجد الآن تطبيقات تتيح لقائد طائرة بدون طيار تحديد الموقع الجغرافي بسرعة أثناء الرحلة. تواجه التقنيات الصينية، على وجه الخصوص، صعوبة في الهروب من هذا النوع من الخلل، الذي يمكن أن ينقلب بعد ذلك ضد المدنيين.
وأضاف الخبير العسكري أن "استخدام الطائرات بدون طيار يعطي ميزة استراتيجية واضحة للأوكرانيين، فقط لأن ذلك يساعد على تعقيد الطبيعة والأشكال التي يتخذها القتال".
وتابع: "الحرب في أوكرانيا متعددة الأوجه، وتتضمن بشكل خاص شكلا مما يسمى حرب التحرش. إنها مسألة مضايقة العدو، والإبقاء دائما على رأسه، وعدم إعطائه أي فترة راحة. في هذا السياق، تقدم الطائرات المدنية بدون طيار مساهمة مهمة في القدرات العسكرية الأوكرانية".
وخلص الخبير كالينبورن إلى القول إن "الحدود بين الطائرات بدون طيار المدنية والطائرات بدون طيار العسكرية ضعيفة لأن الطائرات بدون طيار التي يستخدمها الجيش هي في الواقع نماذج تجارية مخصصة لعامة الناس، تم تعديلها ببساطة لتصبح آلات عسكرية، ولا سيما صاروخ بيرقدار الذي حقق نتائج جيدة جدا منذ بداية الصراع. أما بالنسبة للطائرات المدنية بدون طيار، فقد تم العبث بها أكثر فأكثر بحيث يمكنك إرفاق قنبلة يدوية أو زجاجة مولوتوف بها، وفي هذه اللحظة تصبح سلاحا مباشرا".