صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي يتحدث عن النصر الكاذب للأسد في سوريا

زيسر: النظام منهك وضعيف، ووجوده لا يزال متعلقا بروسيا وإيران- الرئاسة السورية
زيسر: النظام منهك وضعيف، ووجوده لا يزال متعلقا بروسيا وإيران- الرئاسة السورية
أكد مؤرخ إسرائيلي أن رئيس النظام السوري بشار الأسد صاحب "النصر الكاذب"، لا يمكن أن يعيد بناء سوريا وهو لا يمتلك القدرة على توفير الاحتياجات المعيشية لسكان المناطق المتبقية تحت حكمه.

وأوضح أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن 11 عاما مرت على الحرب السورية، التي نجا فيها زعيم النظام هناك بشار الأسد "وبقي على كرسيه بفضل المساعدة التي قدمتها له كل من روسيا وإيران، لكنه لم يتبقَ من الدولة السورية التي يحكمها شيء تقريبا".

ورأى أن ما جرى في سوريا من دمار مقارنه بما دمرته روسيا في أوكرانيا حتى الآن والذي تسبب في "صدمة" للغرب، "يصغر أمام الرعب والفظاعة التي جلبها بشار على شعبه، حيث خلفت الحرب السورية نحو 600 ألف قتيل ونحو مليوني جريح، إضافة إلى ثمانية ملايين لاجئ".

وأضاف الخبير الإسرائيلي: "النصر ظاهرا الذي حققه النظام في دمشق على خصومه هو نصر ناقص، والنظام منهك وضعيف، ووجوده لا يزال متعلقا بروسيا وإيران، التي تسعى كل منها لضمان سيطرتها في الدولة، وفضلا عن ذلك، فإن نحو ربع الأراضي السورية لا توجد تحت سيطرة الأسد".

ونوه إلى أن "الأكراد في شرق سوريا، حيث توجد معظم حقول النفط في الدولة، أقاموا حكما ذاتيا يتمتع برعاية أمريكية، وفي شمال الدولة، تعمل جماعات الثوار، التي تتمتع برعاية تركية، وفي الأطراف الجنوبية والشرقية من سوريا، لا تزال تعمل خلايا تنظيم داعش".

ولفت إلى أنه "في تلك الأجزاء من سوريا التي توجد نظريا حتى حكمه، يقيم الأسد سيطرة جزئية وليس كاملة، بسبب التواجد الروسي والإيراني، مثلما أيضا في ضوء حقيقة أن جماعات من المسلحين تواصل العمل في المجال القروي وفي مناطق بلدات المحيط".

وقال زيسر إنه "لما كانت مقدرات النظام السوري الاقتصادية تنفد بل وليس لروسيا وإيران الأموال اللازمة لمساعدته، أصبح الأسد غير قادر على أن يعيد بناء الدولة أو حتى أن يوفر الاحتياجات المعيشية لسكان المناطق المتبقية تحت سيطرته".

وذكر أن أكثر من 66 في المئة من هؤلاء يعيشون دون خط الفقر الذي يبلغ 1.9 دولار في اليوم، بينما يبلغ معدل البطالة أكثر من 50 في المئة، ويسود في سوريا نقص خطير في الغذاء وفي الاحتياجات الحيوية، والاقتصاد لا يزال في شلل تام".

وتابع: "تشكل سوريا ليس فقط المقدمة للحرب والدمار الذي يجلبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا، بل وأيضا بقيود قوته؛ وأساسا للفجوة التي بين صورة الرئيس الروسي كمنتصر كلي القدرة وبين الواقع على الأرض، الذي يجد فيه الروس أنفسهم غارقين في الوحل السوري دون قدرة على إعادة بناء هذه الدولة وجعلها تقف على قدميها، وبذلك استخلاص المكاسب الاقتصادية منها، وفي هذا يوجد بالمناسبة ما يفسر لماذا لبوتين مصلحة في التنسيق مع إسرائيل لأعمالها في سوريا، لأن غياب مثل هذا التنسيق من شأنه أن يغرقه عميقا في الوحل السوري".

وبين المؤرخ أن "الأسد يسيطر بصعوبة في بلاده، ولكن من سوريا تأتي التقارير عن تجنيد متطوعين سيرسلون للقتال إلى جانب الروس في أوكرانيا، ويحتمل أن تكون هذه خطوة علاقات عامة لغرض إظهار الولاء لبوتين، رغم نقص المقاتلين في جيش الأسد، ومع ذلك، فإنه يمكن الافتراض أنه سيتوفر ما يكفي من أجور المتطوعين لتحقيق "النصر" لأوكرانيا أيضا".
0
التعليقات (0)