هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
آفاق جديدة دبلوماسية
وتجارية متوقع أن تفتحها الحرب الدائرة في أوكرانيا لدولة قطر، وفق تقرير لوكالة
رويترز.
ويشير التقرير إلى أن
قطر عززت تحالفها
مع واشنطن وسط توتر بين الولايات المتحدة ودول خليجية أخرى.
فقد
سعت قطر إلى اتخاذ موقف محايد إلى حد كبير إزاء الصراع، لكن أثناء محاولتها تجنب الانحياز
إلى أحد الجانبين، أشارت إلى أنها يمكن أن تقدم مساعدة سياسية واقتصادية كبيرة للشركاء
الغربيين.
وفي
خضم بحث كثيرين من مستوردي الطاقة الأوروبيين بشكل عاجل عن طرق لتخفيف اعتمادهم الشديد
على روسيا، أشارت قطر إلى أنها قد توجه المزيد من الغاز في المستقبل إلى أوروبا.
وعلى
النقيض، فقد قاومت السعودية والإمارات الدعوات الغربية لزيادة سريعة في إنتاج النفط لاحتواء
قفزة في أسعار الخام بسبب الصراع في أوكرانيا.
وشهدت
القوتان الخليجيتان، اللتان سعتا لسنوات لعزل قطر، توترا في علاقاتهما مع واشنطن في
السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيا إلى مخاوف بشأن الالتزامات الأمنية للولايات المتحدة
حيال شركائها العرب في الخليج.
وفي
الوقت نفسه، صنف الرئيس الأمريكي جو بايدن قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية
في الشرق الأوسط، حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي، وهو وضع
لم يتم منحه للإمارات ولا السعودية.
وقد
سعت قطر إلى لعب دور خلال المحادثات النووية الإيرانية ونقل رسائل بين طهران وواشنطن.
والتقى
وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الاثنين، بنظيره الروسي سيرغي
لافروف. وقال مصدر مطلع على المحادثات إنها ركزت على رفع الحواجز أمام استكمال الاتفاق
النووي الإيراني.
وقال
المصدر: "كان هناك تنسيق مع واشنطن قبل زيارة وزير الخارجية القطري إلى موسكو،
لا سيما في ما يتعلق بمناقشة خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".
وقبل
يوم من زيارته إلى موسكو، تحدث الشيخ محمد مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
والتقى أيضا بنظيريه في ألمانيا وفرنسا، وهما طرفان في محادثات إيران إلى جانب الولايات
المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا.
وبعد
الاجتماع، تراجع لافروف عن مطالبه السابقة التي أوقفت مفاوضات إحياء الاتفاق النووي
الإيراني.
وقال
مهران كامرافا الأستاذ في جامعة جورجتاون في قطر: "يبدو أن قطر لعبت دورا في المناقشات
على هامش المحادثات الإيرانية. ويبقى السؤال: إلى أي مدى كان هذا الدور مباشرا وما
مدى تأثيره".
اقرأ أيضا: واشنطن: علاقاتنا مع قطر عملت على تحسين حياة الفلسطينيين
"لا
تحاول التحوط"
برغم
أن الدوحة قد عززت في السنوات الأخيرة، مثل الرياض وأبوظبي، علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية
مع موسكو، إلا أنها حافظت على شراكة قوية مع واشنطن.
وفي
حين امتنعت الإمارات عن التصويت على قرار صاغته الولايات المتحدة في مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة الشهر الماضي، ولم يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل مباشر بعد مع
الزعيم الفعلي للسعودية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فقد التقى مع أمير قطر الشيخ
تميم بن حمد آل ثاني في البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير.
وقال
مارتن إنديك الزميل في مجلس العلاقات الخارجية والمبعوث الأمريكي السابق للسلام في
الشرق الأوسط: "قطر لا تحاول التحوط مثل السعودية والإمارات... خلاصة القول أن
هذا البلد الصغير، الذي يقع على حقل الغاز الضخم هذا والذي يجني مبالغ هائلة من المال،
يعتقد أن لديه مصدرا واحدا نهائيا للحماية فحسب ألا وهو الولايات المتحدة".
وقطر
من بين أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، وهي واحدة من أغنى الدول بالنسبة
لمعدل دخل الفرد ولا يتجاوز عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، 85 بالمئة منهم من العاملين
الأجانب.
وعلى
الصعيد الدولي، كان الدور المركزي لقطر هو استضافة محادثات السلام الأفغانية التي أدت
إلى اتفاق 2020 للانسحاب الأمريكي.
ولا
تزال حلقة الوصل الأساسية بين الدول الغربية والحكومة التي تقودها طالبان، إذ تستضيف
البعثات الدبلوماسية الأفغانية للغرب وتنقل المسؤولين إلى كابول، التي تساعد قطر في
إدارة مطارها.
وقال
أندرياس كريغ الأستاذ في كينغز كوليدج في لندن: "الآن، كلما سنحت الفرصة، تسعى
(قطر) لاغتنامها. إنهم يروجون لأنفسهم على أنهم امتداد لسياسة الولايات المتحدة الخارجية
والأمنية بطريقة لا تفعلها أي دولة خليجية أخرى".
فرصة
هائلة
عندما
قررت قطر زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2027، تساءل البعض كيف ستعثر
قطر على العملاء. لكن الآن، وسط طلب قوي وارتفاع الأسعار، يحث القادة الغربيون قطر
على زيادة الإمدادات إلى أوروبا وسط مخاوف بشأن روسيا، التي تزود القارة حاليا بحوالي
30 إلى 40 بالمئة من احتياجاتها من الغاز.
وقال
جاستن ألكسندر مدير خليج إيكونوميكس للاستشارات الخليجية: "الاهتمام المتجدد بتنويع
إمدادات الغاز الأوروبية يمثل فرصة هائلة لقطر لبيع الإمدادات الجديدة الهائلة القادمة".
وشدد
وزير الطاقة القطري سعد الكعبي في الآونة الأخيرة على أن كميات الغاز الطبيعي المسال
الجديدة مخصصة للعملاء في آسيا وأوروبا، في تحول عن رسائل سابقة مفادها أن الغاز الإضافي
مخصص لآسيا إلى حد كبير.
ومع
ذلك، فلم تعلن قطر بعد عن عقود أوروبية جديدة طويلة الأجل، يقول ألكسندر إنها ستستغرق
وقتا للتفاوض وتتطلب بنية تحتية جديدة لاستقبال ناقلات الغاز الطبيعي المسال القطرية.