هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استمرارا لاتفاقيات
التطبيع بين دولة الاحتلال والدول العربية والخليجية، تتواصل اللقاءات الثنائية في
شتى المجالات التي تتجاوز القضايا السياسية والأمنية لتصل إلى القطاعات التعليمية
والثقافية والفنية، في مسعى إسرائيلي واضح للوصول بالتطبيع إلى الجوانب الشعبية
فضلا عن المستويات الرسمية.
سلمت المكتبة
الإسرائيلية في القدس المحتلة، أرشيف إمارة أبو ظبي، نسخا من صور نادرة للغاية
محفوظة لديها، عن تاريخ سكان الخليج العربي ونشأتهم.
إيتمار آيخنر المراسل
السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر في تقرير ترجمته "عربي21" أن
"إدارة المكتبة الإسرائيلية قامت بتزويد نظيرتها القادمة من دولة الإمارات
العربية المتحدة بنسخ من الوثائق النادرة لسكان الخليج العربي، تعود في تاريخها
إلى 120 عامًا، قام بتوثيقها باحث يهودي ألماني، بزعم أن ذلك عنصر مهم في تعزيز
العلاقات الثنائية بين إسرائيل والإمارات، وتبادل المعرفة بينهما".
وأضاف أنه "بعد
توقيع اتفاقيات التطبيع تم توقيع اتفاقية تعاون منذ عام بين مكتبة إسرائيل الوطنية
والأرشيف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي سيتحول قريبًا ليصبح اسمه
المكتبة الوطنية للإمارات، وخلال هذه الزيارة تم لأول مرة توقيع مذكرة التفاهم بين
المكتبتين، لتشكل تعاونًا حقيقيًا بينهما".
ويدور الحديث عن صور
ورسائل ووثائق من أرشيفات هيرمان بوركهارت (1909-1857)، وهو باحث ومصور ألماني
يهودي سافر ووثق بلدان الشرق الأوسط في أوائل القرن العشرين، ويتضمن الأرشيف
الإسرائيلي سجلاً غير عادي للحياة اليومية لسكان منطقة الخليج، التي كانت آنذاك
تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية منذ حوالي 120 عامًا، وتحتوي المجموعة النادرة
أيضا على يوميات سفر تاريخية للشيخ زايد، وهو جد مؤسس دولة الإمارات العربية
المتحدة زايد بن سلطان.
وقد طلب مديرو الأرشيف
الوطني للإمارات نسخة من هذه المجموعة من المكتبة الإسرائيلية، كونها تعبر عن حقبة
تاريخية هامة في تاريخ أبوظبي ودبي واليمن ودول الخليج الأخرى، مع العلم أن
التوثيق الفوتوغرافي في تلك السنوات كان نادرا، لأنه لم يكن هناك مصورون في الخليج
والمنطقة العربية، على عكس أوروبا، حيث كان التوثيق الفوتوغرافي متاحا منذ منتصف
القرن التاسع عشر.
وتخللت زيارة وفد
الأرشيف الإماراتي إلى إسرائيل تركيزا على التعاون الثنائي في مجالات الوصول
للمعلومات، ورقمنة المحفوظات والمخطوطات المهمة، وتبادل المعرفة في مجالات
الدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط، وتم الاتفاق على أوجه تعاون إضافية مثل
تدريب الموظفين، وعقد الندوات والجولات المهنية، والفعاليات والأنشطة التربوية
والثقافية المشتركة، وتبادل المعارض.
وتزعم الأوساط
الإسرائيلية أن المكتبة الوطنية تمثل لها عنصرا هاما في تعزيز العلاقات الدولية
وتبادل المعرفة للمكتبة الوطنية الناشئة في الإمارات، في ما يتعلق بالترويج لتاريخ
وتراث شعوب الشرق الأوسط، وتدعي أن التعاون مع الأرشيف الوطني لدولة الإمارات
العربية المتحدة يعزز أهدافهما المشتركة، بما يشمله ذلك من حفاظ على التراث
الثقافي للإسلام والشرق الأوسط، وإتاحته لأعضاء جميع الأديان، انطلاقا مما تعتقده
الإمارات حول "الديانات الإبراهيمية" وفق وصفهم.