هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تراقب الأوساط الأمنية الإسرائيلية، تزايد نشاطات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية لا سيما جنين ونابلس، مع فقدان السلطة الفلسطينية لقبضتها الأمنية هناك.
ويتوقع مسؤولون أمنيون في دولة الاحتلال تصعيدا أمنيا في الضفة الغربية قبيل انعقاد المؤتمر الثامن لحركة فتح وشهر رمضان، رغم مزاعم السلطة الفلسطينية بأن النشاط الأمني والعسكري الإسرائيلي في المنطقة "أ" أضعف موقفها في الشارع الفلسطيني.
تتزامن الادعاءات الإسرائيلية مع تنفيذ أجهزة الأمن الفلسطينية لعملية أمنية كبيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي في مخيم جنين، من أجل اعتقال مطلوبين ومصادرة أسلحة، لكن النواة الصلبة للعمليات المسلحة ما زالت تعمل رغم أنشطة السلطة الفلسطينية، ولذلك فقد أثبتت الأحداث التي وقعت في الأسابيع الأخيرة للجيش الإسرائيلي أن السلطة قد فقدت السيطرة على الوضع الأمني في منطقة جنين، وخاصة في مخيم اللاجئين، مما قد يدفع الجيش الإسرائيلي لاستئناف الأنشطة العملياتية ضد المقاومين في المخيم.
يوني بن مناحيم الضابط الإسرائيلي السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر في مقاله بموقع "نيوز ون"، ترجمته "عربي21" أن "المخاوف السائدة في أجهزة الأمن الإسرائيلية أن المجموعات الفلسطينية المسلحة لها توجهات أيديولوجية سياسية مختلفة لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية، وقد زاد من هذه المخاوف ما حصل قبل أسبوعين في جنين، حين تم تشكيل تحالف عملياتي جديد بين عدد من المجموعات العسكرية، التي نفذت عملية "جنين البطولية"، وعدة عمليات إطلاق نار".
اقرأ أيضا: انتقاد إسرائيلي لتآكل "قوة الردع" ومخاوف من المستقبل
وأضاف أن "قوات الجيش الإسرائيلي اقتحمت مخيم جنين للاجئين بداية أذار/ مارس في عملية مفاجئة بهدف اعتقال عماد أبو الهيجاء نجل القيادي في حماس جمال أبو الهيجاء، صحيح أن الجيش اعتقله، لكنه واجه مقاومة مسلحة، وتم الاعتداء على القوات بالحجارة وقنابل المولوتوف، وعقب الحادث أعلنت المجموعات المسلحة أنها تعتزم تصعيد الوضع الأمني، والانتقام للشهداء، وهددت الاحتلال بأنه لن ينعم بسلام على حواجزه ودورياته".
تزعم الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن "النواة الصلبة" للعمليات المسلحة في مخيم جنين تتكون من 12 مسلحاً مطلوبا، مع العلم أن فصائل المقاومة تؤكد أن نشاط الجيش الإسرائيلي في منطقة جنين يتم بالتنسيق مع قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، عبر تبادل المعلومات الاستخبارية بينهما، ونتيجة لذلك تم اعتقال عماد أبو الهيجاء.
في الوقت ذاته، تتخوف الأوساط الأمنية الإسرائيلية من وجود مؤشرات على احتمال انتشار ظاهرة المجموعات المسلحة إلى مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حيث عادت كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح للعمليات، وأطلقت النار على قوات الجيش الإسرائيلي، بعد اغتيال ثلاثة من أفرادها الشهر الماضي، في عملية مشتركة بين الجيش والشاباك واليمام.
المخاوف الإسرائيلية تصل إلى حد أن نشاط المجموعات المسلحة في شمال الضفة الغربية قد يزداد خلال الأيام المقبلة، في ظل ارتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، على خلفية المظاهرات التضامنية مع الأسرى المضربين في السجون الإسرائيلية.