أكد كاتب إسرائيلي، أن التغيير الحاد الحاصل في
مكانة
روسيا الدولية يجعلها دولة منبوذة، ما يدفع بعض جيرانها لاتخاذ خطوات كفيلة
بأن تغضب موسكو.
وأوضح المحامي والكاتب الإسرائيلي أريئيل
بولشتاين، وهو أحد أبرز وجوه حزب "الليكود" الإسرائيلي، في مقال له
بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "الأسبوع الأول من الحرب في أوكرانيا
جلب معه الكثير من الأحداث التي يمكن أن نسميها غير مسبوقة، فبشكل مفاجئ وغير
متوقع، لم تحصل مثلا، ضربة سايبر روسية تشل منظومات القيادة والتحكم والبنى
التحتية الأوكرانية لم تأت في بداية الغزو، والتوقعات بأن نرى حربا أولى في تاريخ
البشرية تحسم بواسطة تعطيل إلكتروني لعموم منظومات العدو، تبددت".
وفي المقابل، "العقوبات، المقاطعات
ووسائل العزل التي اتخذت في غضون وقت قصير نسبيا تجاه روسيا العدوانية، هي
بالتأكيد غير مسبوقة، ويخيل أن الغرب في هذا الجانب فاجأ نفسه إيجابا"، موضحا
أن "رؤساء دول العالم، وإن كانوا وعدوا قبل الغزو بمعاقبة روسيا في حال تجرأت
على استخدام القوة ضد أوكرانيا، إلا أنهم لم يخططوا مسبقا لكل هذه العقوبات التي
فرضت في نهاية المطاف".
ورأى أن "وسائل العزل الهامة للغاية ضد
روسيا تقررت دون إعداد مسبق، في رد فعل غريزي تقريبا على الظلم الذي وقع أمام
ناظرينا، فلقد تبين أن الصدمة من وقاحة الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين توجد لها قوة
خاصة بها".
ونبه بولشتاين، أن "عقوبات بهذا الحجم
والحدة غير المسبوقة، تستوجب من إسرائيل أن تطرح مطلب فرض جملة من العقوبات المشابهة
على إيران بلا إبطاء إذا ما واصلت التقدم نحو النووي، وإذا كانوا زعموا أن
العقوبات غير ناجعة، الجواب الآن ببساطة، أنهم لم يستخدموا العقوبات
الصحيحة".
صدمة
الروس
وذكر أنه "نتيجة الوضع المتشكل في روسيا
حاليا بعد الغزو والعقوبات، الجمهور الروسي، وعلى رأسه الشريحة العليا الحاكمة،
يعيشون صدمة مزدوجة؛ صدمة من قرار بوتين بالغزو، غير واضح الهدف بالنسبة لهم،
وصدمة الدوامة التي بدأت في أعقابه، فالاقتصاد ومستوى المعيشة في روسيا يوشكان على
انهيار أليم وغير مسبوق".
وقال: "عندما يطالب رب مال شديد القوة مثل
أولغ دريفسكا؛ وهو أحد المتأثرين بالعقوبات الاقتصادية الأمريكية، السلطات بأن
تشرح من سيتحمل كلفة الحرب والعقوبات التي تأتي بسببها، فإن لبوتين ما يدعوه إلى
القلق"، مضيفا: "إذا كان دريفسكا يتحدث هكذا علنا، يمكن تقدير حدة
الادعاءات التي تسمع في الغرف المغلقة".
وقدر الكاتب، أنه "لا يزال من السابق
لأوانه التقدير، إذا كان الوضع الجديد سيثير هزات تحتية عميقة في الدولة الكبرى،
ولكن هذه الإمكانية لم يعد ممكنا استبعادها"، مؤكدا أن "التغيير الحاد في
مكانة روسيا الدولية يجعلها دولة منبوذة مما يجعل بعض جيرانها يتخذون خطوات كفيلة
بأن تغضب الروس، والتي لم يسبق أن اتخذت من قبل".
ونبه إلى أن "قرار تركيا إغلاق مضائق
البوسفور والدردنيل في وجه الأسطول الروسي، والقرار الفنلندي بتزويد أوكرانيا
بالسلاح، يؤشران لعصر جديد في العلاقة مع روسيا"، موضحا أن "للخطوة
التركية أثرا فوريا؛ ففي 2019 كان الثلثان من عموم السفن الحربية التي مرت في
المضائق هي سفن الأسطول الروسي، والإغلاق يقطع الأسطول الروسي في البحر المتوسط عن
البحر الأسود".
وبين بولشتاين، أن "الأتراك لم يخافوا رغم
أن للروس قدرة على الثأر منهم في سوريا، كما أن الفعل الفنلندي رمزي بشكل لا مثيل
له"، منوها أنه "منذ أن وقفت فنلندا أمام العدوان السوفياتي، اجتهدت
دوما على مصالحة الروس وعدم إثارة غضبهم، أما الآن فهي تتحداهم علنا ويبدو أن
الخوف من بوتين لم يعد كما كان عليه الأمر، وهذا أيضا شيء غير مسبوق".