هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت
صحيفة "التايمز" إن قصف كييف وخاركيف بدا مظهرا مألوفا بشكل مرعب
بالنسبة للسوريين الذين يكافحون ضد الشتاء في مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء الشرق
الأوسط.
وفي
مقال لمراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، أشارت فيه إلى أن السوريين
الذين بقوا في مناطق سيطرة النظام السوري ربما يشاهدون جانبا مختلفا من حرب
أوكرانيا، في ظل العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا، وتسببت في موجة صادمة
للاقتصاد الروسي.
ولفتت
إلى أنه قد لا يفهم الروس العاديون، مثل السوريين العاديين أو البريطانيين
العاديين، تفاصيل سياسة العملة الورقية وأسعار الصرف، لكن يمكنهم معرفة الوقت
المناسب للحصول على العملة الصعبة قبل أن تختفي تماما، موضحة أن العقوبات المفروضة
على روسيا سوف تستهدف قلب النظام المالي، واحتياطيات البلاد من النقد الأجنبي
البالغة 640 مليار دولار وبنكها المركزي.
ونبهت
إلى أن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، يقول إنه لن يخوض حربا مع روسيا بسبب
أوكرانيا، لكن العقوبات أشبه ما تكون بالحرب، كما حصل بشأن عراق صدام حسين وفي
سوريا التي شلت بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية منذ عقد.
وأشارت
إلى أن لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا الآن جحافل من
الدبلوماسيين والمحامين يضبطون بدقة القيود على بروتوكولات الشحن والعملات
الأجنبية والبنوك لتعديلها لإحداث أقصى قدر من الألم لروسيا.
ورأت
أن الألم المستمر الذي عانى منه السوريون العاديون بعد عشر سنوات من الحرب التي
توقفت، من الناحية العملية، أو صمود استبداد كيم جونغ أون المسلح نوويا الآن بشأن
كوريا الشمالية يجب أن يحث الدبلوماسيين على شيء من التأمل واعادة النظر على
الأقل.
اقرأ أيضا: روسيا تحاصر "ماريوبل" بعد السيطرة على خيرسون (تغطية)
وأوضحت
أن العقوبات في النهاية لم تجعل صدام مطيعا للغرب أو أدت إلى الإطاحة به، كما أن رئيس
النظام السوري بشار الأسد بقي في منصبه، متسائلة: ولماذا يكون الأمر بخلاف ذلك؟ إن
أي رجل مستعد لقصف شعبه إلى قيام الساعة لن يتأثر بمشهد طوابير الخبز.
وشددت
على أن أولئك الذين يقترحون أن العقوبات ستقود تلقائيا تقريبا إلى تغيير النظام لا
يؤيدهم التاريخ، ما لم يكن لديك نظرة أكثر تفاؤلا حول الديمقراطية الروسية من معظم
المراقبين.
وتساءلت
عن ما إذا كانت العقوبات جزءا من خطة أوسع لعرقلة استخدام روسيا للقوة، أم إنها مثل
العقوبات النووية الإيرانية، التي توفر "الجزرة والعصا".
وأكدت
أنه "إذا لم ينجح بوتين عسكريا في أوكرانيا، فسيصبح أكثر خطورة على الأرجح،
كما فعل صدام بعد فشله في هزيمة إيران"، مشددة على أن أي طريقة يتم تصميمها
لإعادة قبول روسيا في نهاية المطاف في المجتمع الدولي أفضل من حصار نووي مسلح يخدم هدفا مقدسا لروسيا، في وضع أكثر سوءا من أي وقت مضى.