هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا انتقد وجود أطفال في سجن الحسكة، الذي تشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مؤكدة أنه ما كان يجب أن يكونوا هناك.
وكان هناك ضحايا من الأطفال الذين يوجدون في السجن، بزعم أنهم يشكلون خطرا بسبب أنهم من أبناء عناصر التنظيم، ويطلق عليهم اسم "أشبال الخلافة".
وتحدثت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، عن الظروف التي يعيشها الأطفال من القاصرين، الذين احتجزوا من أولاد عائلات تنظيم الدولة في سجن "غويران" في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وقالت الصحيفة؛ إن الصبية ينامون في السجن في مجموعات تتكون كل مجموعة من حوالي 15 فردا في زنزانة بلا نوافذ، ويحصلون على الهواء النقي ويرون الشمس، في أثناء زياراتهم إلى الفناء المحاط بسور، لكنهم لا يستقبلون أي زائر.
وتتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاما، ولم يتلقوا أي تعليم منذ أن تم احتجازهم قبل ثلاث سنوات أو أكثر.
اقرأ أيضا: التايمز: هذا ما يحدث في معسكرات أشبال تنظيم الدولة
وقال المتحدث باسم "قسد"، فرهاد شامي، في 26 من كانون الثاني/ يناير، للصحيفة؛ إن القوات استعادت السجن بعد أنباء عن مقتل مئات المقاتلين، ولكن مصير مئات الأولاد الذين أخذوا كرهائن واستخدموا كدروع بشرية لا يزال محل تساؤل.
ويعيش عشرات الآلاف من الأطفال المحتجزين في السجون ومعسكرات الاعتقال في شمال شرقي سوريا؛ لأن والديهم ينتمون إلى التنظيم.
ويقول عمال الإغاثة والمدافعين عن حقوق الإنسان؛ إن احتجاز الأطفال يعاقبهم على خطايا آبائهم، ويمكن أن يغذي التطرف.
ونقلت عن ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في سوريا، بو فيكتور نيلوند، قوله؛ إنه "بموجب القانون الدولي، يجب أن يكون احتجاز الأطفال هو الملاذ الأخير. ولم يؤخذ في الاعتبار الجانب الكامل لهؤلاء الأطفال كضحايا لظروفهم".
أما المتحدث باسم قسد، فقال؛ إن الطوابق العليا من مبنى السجن هي عنبر الأطفال، حيث تم اعتقال 700 منهم.
وقالت مديرة منظمة "هيومن رايتس ووتش"؛ إنها تحدثت مع رجلين وصبي داخل المبنى المحاصر، وقالوا إنهم رأوا العديد من القتلى والجرحى من الأولاد، دون طعام أو ماء.
ويعيش عشرات الآلاف من الأطفال، معظمهم من السوريين والعراقيين، في المخيمين الرئيسين في المنطقة، إلى جانب آلاف الأطفال من جنسيات أخرى، بحسب ما قاله مدير المعهد الأمريكي للاستهداف والقدرة على الصمود لمكافحة الإرهاب، أرديان شاكوفتشي، الذي بحث في هذه القضية.
ويُعتقد أن من 200 إلى 220 طفلا موجودون في مركزين لإعادة التأهيل، تديرهما "الإدارة الذاتية" التي تحكم المنطقة.
وعارضت الإدارة منذ فترة طويلة تقديم معلومات عن عدد الصبية في سجونها، لكن شاكوفتشي قال إن هناك حوالي 700 في منشأة الحسكة ونحو 35 في سجن آخر في مدينة القامشلي، معظمهم من السوريين والعراقيين، كما يوجد حوالي 150 قاصرا من الأجانب.
وتحسنت ظروف القصّر منذ ذلك الحين بشكل طفيف، وفقا لعمال الإغاثة، وفصلوا عن البالغين ونقلوا إلى المبنى الخاص بهم على الجانب الشمالي من المجمع، حيث يوجد ثلاثة طوابق بها حوالي 15 زنزانة لكل منها.
وجلبت لهم مجموعات الإغاثة البطانيات والفرش ومستلزمات النظافة والملابس، ولديهم حمامات مشتركة وساحة خاصة بهم، حيث يحصلون على وقت استجمام منتظم.
اقرأ أيضا: طفل يروي كواليس معسكرات الأشبال في تنظيم الدولة
وقال عمال الإغاثة للصحيفة؛ إنه على مدار الـ15 شهرا الماضية، ارتفع عدد القصّر من حوالي 550 إلى 700، حيث كانت الإدارة تنقل بعض المراهقين إلى السجن في بعض الحالات، وتفصلهم عن أمهاتهم في المخيمات.
وأبعد الأطفال لعدة أسباب بعضها بعد حوادث أمنية، أو بسبب المخاوف من حمل النساء في المخيمات، وفقا لعمال الإغاثة وشاكوفسي.
ونفى المتحدث نقل أي فتية من المعسكرات إلى السجن، لكنه قال إن بعضهم نُقل إلى مراكز إعادة التأهيل؛ لأنهم معرضون لخطر التحول إلى التطرف في المعسكرات، حيث يظل العديد من المعتقلين مؤيدين ثابتين للخلافة، وفق قوله.
وقال ممثل "يونيسيف" في سوريا، بو فيكتور نيلوند؛ إن بعض الأولاد كان بإمكانهم أداء أدوار في القتال، لكنه قال إنه كان من الصعب تحديد خلفية كل طفل، وإن بعضهم كانوا أصغر من أن يقاتلوا، ولم يُتهم أي من الصبية بارتكاب جريمة ولم يُعرضوا على قاض.
واعتبر أن هؤلاء الأطفال معرضون لخطر شديد بالسقوط كأهداف في مرمى النيران، مع تصاعد القتال بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية، وربما إعادة تجنيدهم أو تجنيدهم لأول مرة، وينتهي بهم الأمر في أيدي التنظيم.
وتقول "قسد" على موقعها الإلكتروني؛ إنها اضطرت لاحتجاز هؤلاء الأطفال كخيار مؤقت لا بد منه؛ حفاظا على سلامتهم وسلامة المجتمع منهم في الوقت ذاته بحسب تعبيرها.
وشددت على أن الإجراءات مؤقتة لحين إيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع هذه القضية، على الرغم من مرور سنوات على هذا الوضع.
وختمت بأن الأطفال الذين فُصلوا عن البالغين من مقاتلي تنظيم الدولة، خصصت لهم مهاجع بناء على توصيات من الأمم المتحدة.