هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار الهجوم الذي شنه الحوثيون، الاثنين، داخل العمق الإماراتي، تساؤلات عدة حول دلالات ذلك من حيث التوقيت والمكان.
وأعلنت جماعة الحوثي، عن
استهداف مطاري دبي وأبوظبي، ومنشآت "حساسة" في الإمارات بخمسة صواريخ
باليستية، وعدد "كبير" من المسيرات.
فيما اعترفت إمارة أبوظبي بانفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة
قرب مطار أبوظبي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
"دلالات محلية وخارجية"
وتعليقا على هذا الموضوع،
يرى الصحفي والباحث اليمني في الشأن الخليجي، عدنان هاشم، أن الهجوم الحوثي يحمل دلالات
محلية ودولية.
وقال هاشم في حديث
لـ"عربي21": "محليا، فالحوثيون يحملون الإمارات المسؤولية عن
خسارتهم لمناطق في شبوة ومأرب، شرق البلاد، وهم بذلك يهاجمون أبوظبي؛ لإجبارها على
وقف دعمها المحلي".
أما دلالته خارجيا، فيؤكد
الصحفي اليمني، أن "إيران تريد إرسال رسالة بحجم نفوذها على المراكز
الاقتصادية الإقليمية في مفاوضات فيينا"، مضيفا أن الرسالة الإيرانية تشير إلى أنه "لن تسلم
المراكز الاقتصادية الإقليمية، فيما الاقتصاد في طهران ينهار".
ويعتقد الباحث اليمني في
الشأن الخليجي أن تعاطي أبوظبي مع الهجوم سيكون من خلال المحاولة على الحفاظ على
سمعتها الاقتصادية، بكونها منطقة استقرار في منطقة مضطربة.
اقرأ أيضا: صور أقمار صناعية تظهر آثار هجوم الحوثي في أبوظبي (شاهد)
ولم يستبعد أن ترد الدولة
الخليجية بقوة على الحوثيين بغارات جوية في صنعاء، ومناطق سيطرتهم وبضغط دبلوماسي؛ لإعادتهم إلى قوائم الإرهاب الأمريكية، وزيادة عزلتهم الدولية.
ورأى الصحفي والباحث اليمني
"هاشم" أن الهجوم هو "تأكيد فشل نزع فتيل التوتر في الخليج العربي
من خلال المفاوضات بين السعودية وإيران من جهة، وبين الإمارات وإيران من جهة
ثانية".
"رد إيراني غير مباشر"
فيما اعتبر رئيس مركز أبعاد
للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، أن العملية الهجومية الحوثية لاشك أنها ردة
فعل من قبل الجماعة على عودة الإمارات إلى مسرح العمليات في اليمن.
وقال في حديث
لـ"عربي21": "في الحقيقة، هو رد إيراني بشكل غير مباشر عبر
الحوثيين، لأنه عندما انسحبت الإمارات قبل سنوات من الحرب في اليمن، توجهت إلى
طهران لطمأنتها وتأكيد الانسحاب".
لكن مع عودة العمليات
الأخيرة بقيادة وتخطيط إماراتي بالفعل، يشير رئيس مركز أبعاد اليمني، إلى أن
أبوظبي ربما عادت بفعل ضغط سعودي، ووعود سعودية وإقليمية ودولية أيضا، بمساعدتها
وحمايتها من أي عمليات انتقامية.
ووصف الباحث اليمني محمد
العملية بأنها "خطيرة جدا"، كونها تعدت مسألة المواجهة المباشرة إلى
الضرب في المناطق الحساسة والمؤلمة وهو "عصب اقتصاد الدولة"، حيث ضرره سيكون انعكاسا على المنطقة برمتها.
كما أن الهجوم الحوثي له
دلالاته من حيث التوقيت، إذ جاء بعد حادثة اختطاف السفينة الإماراتية في ممر
الملاحة الدولي -في وقت سابق من الشهر الجاري- وهو ما يعطي، وفقا للمتحدث ذاته،
انعكاسات بأن الحرب في اليمن تذهب إلى تهديد إقليمي ودولي، أبعد من وصفها حربا داخلية.
ولم يستبعد رئيس مركز أبعاد
للدراسات أن ترد الإمارات على هذا الاستهداف، لكنها لن ترد بشكل منفرد.
وعبر عن اعتقاده بأن هذه
الاستهداف لن يؤدي إلى انسحاب أبوظبي من اليمن مجددا، معللا ذلك أن عودتها جاء
بدعم إقليمي ودولي، وأن الرد سيكون إقليميا ودوليا، وبقيادة التحالف الذي تتزعمه
السعودية.
اقرأ أيضا: الإمارات تدعو مجلس الأمن إلى الاجتماع لإدانة هجمات الحوثيين
وحدد معالم رد التحالف على
الاستهداف الحوثي للعمق الإماراتي، أهمها "تنفيذ ضربات ضد مخازن تابعة للجماعة
في المناطق التي تسيطر عليها"، وربما يذهب الأمر بعيدا، إلى "استهداف
قيادات عسكرية وسياسية حوثية"، كما حدث في الفترة الماضية، بحسب عبدالسلام
محمد.
وأضاف أن التحالف قد يدفع
بتعزيز لجبهات القتال مع الحوثيين، واحتمال تحريك جبهات أخرى مثل جبهات الحدود
والساحل الغربي وجبهتي القتال في محافظتي تعز والضالع (جنوبا) خلال الفترة المقبلة.
وتوازيا مع ذلك، أوضح الباحث السياسي اليمني أن الرد سيكون من خلال التحرك الدبلوماسي مع المجتمع الدولي، لإعادة الحوثي إلى قوائم الإرهاب.
"عودة دورها وضرب اقتصادها"
وفي سياق مواز، قال رئيس
الكاتب اليمني ورئيس مركز نشوان الحميري للدراسات، عادل الأحمدي، إن هناك أكثر من
دلالة للهجوم الحوثي على الإمارات، إذ نه يأتي وكأنه رد على عودة الدور العسكري
الإماراتي بقوة إلى اليمن، باعتبار أن قوة العمالقة انتقلت من الساحل إلى
شبوة بدعم من أبوظبي.
وأضاف في حديث
لـ"عربي21": "كان الطيران الإماراتي مشاركا في الدفاع عن مأرب، وفي
التغطية للمعارك الأخرى عسكريا، وهو ما أحدث فارقا واضحا على الأرض".
وتابع: "لذلك، كان على
الحوثيين جراء الهزائم التي تلقوها في جبهات البلق بمأرب، وفي شبوة، أن يبعثوا
برسائل من خلال هجوم الاثنين، لمحاولة فرملة هذا الدور من أبوظبي".
أما دلالة الهجوم من ناحية
المكان، فيشير الكاتب اليمني إلى أن الغرض محاولة إلحاق ضرر اقتصادي بسمعة
الإمارات، حيث يقوم اقتصادها على السمعة، مستدركا القول: لكن هذا الهجوم لم يحقق
أهدافه، ولم يؤثر على سير المعارك، بل قوبل بضربات استهدفت مجاميع حوثية في صنعاء
وغيرها، كما أعلن عنه التحالف بقيادة الرياض.
وتوقع رئيس مركز نشوان الحميري
للدارسات أن تقوم الإمارات باستغلال هذا الهجوم لزيادة الضغط على الحوثيين؛ لإثبات
أن اشتراكها في عمليات التحالف، لمكافحة خطر إرهابي عابر للحدود، لافتا إلى أنها
ستستغله دبلوماسيا أمام العالم لحصد الإدانات،
وهو ما تجلى بإدانات واسعة من الجامعة لعربية ودول الخليج والمنطقة ودول آسيوية
وغربية.
وبحسب الأحمدي، فإن هذا
الأمر سيكون ورقة بيد الإمارات بشكل خاص، والتحالف بقيادة الرياض بشكل عام.
بدورهم، واصل الحوثيون تهديد أبوظبي بالمزيد من الهجمات حال لم تكف يدها عن اليمن.
وقال محمد عبدالسلام، المتحدث
باسم الحوثيين، مساء الاثنين، عبر حسابه بـ"تويتر": "دويلة صغيرة
في المنطقة تستميت في خدمة أمريكا وإسرائيل، كانت قد زعمت أنها نأت بنفسها عن
اليمن، لكنها انكشفت في الآونة الأخيرة، خلاف ما زعمت".
وتابع المتحدث باسم
الحوثيين: "وعلى إثر ذلك، فهي بين أن تسارع لكف يدها عن العبث في اليمن أو
جاءها بقوة الله ما يقطع يدها ويد غيرها".
وقتل 14 شخصا الليلة
الماضية، بينهم قائد عسكري موال للحوثيين يدعى "العميد الركن، عبدالله
الجنيد، مدير كلية الطيران"، في قصف جوي نفذته مقاتلات التحالف على مبنى في
صنعاء، ردا على الهجوم الذي استهدف أبوظبي في الإمارات، الشريكة بالتحالف.
وذكرت وسائل إعلام سعودية
أن التحالف قال في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، إنه بدأ ضربات جوية على معاقل
ومعسكرات في صنعاء تابعة لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، والضربات على ما يبدو
هي الأكثر دموية بالنسبة لصنعاء منذ 2019.
ولفت التحالف وفق بيان له، إلى
أنه اعترض ثماني طائرات مسيرة أطلقت باتجاه المملكة الاثنين.