هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يواصل النظام السوري إجراء التسويات منتقلا من محافظة إلى أخرى، وصولا إلى الرقة وريفها الجنوبي الخاضع لسيطرته.
والأربعاء، أعلن النظام عن افتتاح مركز لتسوية أوضاع الراغبين من أبناء محافظة الرقة في مدينة السبخة جنوبي المحافظة.
ونقلت وكالة الأنباء التابعة للنظام (سانا)، عن محافظ الرقة، عبد الرزاق خليفة، التابع للنظام، تأكيده أن جميع الحواجز والنقاط الأمنية والعسكرية والمدنية مستنفرة لأجل استقبال أبناء محافظ الرقة الراغبين في "التسوية"، معبراً عن أمله في "ألا تكون هناك معوقات يمكن أن تقوم بها ميليشيات قسد، التي قد تعمل على منع الراغبين في التسوية من الوصول إلى مركز الباسل في مدينة السبخة".
التجييش ضد "قسد"
ويبدو أن تركيز النظام على المحافظات الشرقية (الرقة، دير الزور) وخصوصا على المناطق المتاخمة من سيطرة "قسد"، لم يأت اعتباطيا، كما يقول الصحفي الكردي شيرزان علو لـ"عربي21"، موضحاً أن "النظام يحاول زيادة التجييش الشعبي ضد "قسد"".
ويتفق مع علو، معاون وزير الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، سعد الشويش من الرقة، ويرى أن النظام، يحاول عبر إجراء التسويات في المناطق المتاخمة لسيطرة "قسد"، سحب البساط الشعبي من "قسد"، وتحديداً بين أبناء العشائر العربية، استغلالا للغضب الشعبي والنقمة على ممارسات "قسد" الأسوأ من ممارسات النظام، على حد تأكيده.
اقرأ أيضا: نظام الأسد يبدأ بإجراء تسوية في محافظة دير الزور
ويوضح الشويش لـ"عربي21"، أن عددا من قاطني مناطق "قسد" يتوجهون لمناطق النظام، وأكثرهم من الموظفين في الدوائر الحكومية، وبالتالي هناك حركة انتقال للأشخاص بين مناطق النظام و"قسد".
وحول حجم الإقبال على مراكز التسوية، يؤكد الشويش أن الإقبال يكاد يكون معدوما، ويتابع بقوله: هي عبارة عن مسرحية يجريها النظام في مناطق سيطرته، لإرسال رسائل إلى الحاضنة، وكذلك إلى "قسد".
رفض عشائري
وجوبه إعلان النظام السوري عن إجراء التسويات في الرقة برفض عشائري واسع، عبرت عنه البيانات المتعاقبة الصادرة عن شيوخ عشائر عربية من الرقة.
وفي هذا الإطار، أشار المتحدث باسم "مجلس القبائل والعشائر السورية" الشيخ مضر حماد الأسعد، إلى "التهويل" المتعمد من جانب النظام للتسويات في الرقة، مبينا في حديثه لـ"عربي21"، أن الرقة هي أول محافظة سورية خرجت بالكامل عن سلطة نظام الأسد.
ولفت حماد الأسعد إلى الرفض العشائري الواسع في الرقة للتسويات، وقال: "بنية الرقة هي بنية عشائرية بشكل كامل، وغالبية أبناء العشائر ضد النظام".
وحسب المتحدث القبلي السوري، فإن التسويات التي يجريها النظام هي بدفع روسي إيراني، بهدف إظهار أن السوريين يقفون إلى جانب النظام، مستدركاً: "علماً بأن مواقف الشعب السوري واضحة، وما يدل على ذلك وجود الملايين خارج سوريا".
وبذلك يعتقد حماد الأسعد، أن "مسرحية التسويات غير قابلة للتصديق، وخصوصا إذا ما نظرنا إلى الوضع الأمني في المناطق التي اُجريت فيها التسويات، مثل درعا ودير الزور، حيث قامت أجهزة النظام باعتقال عشرات الأشخاص بعد إجراء التسوية هناك، وتم اقتياد غالبيتهم إلى التجنيد الإجباري".
اقرا أيضا: إيران تعزز تواجدها في ديرالزور بواسطة مليشيا عراقية
وبعد ذلك، حذر حماد الأسعد أبناء المحافظات الشرقية من تصديق النظام السوري، قائلا: "ليس لهذا النظام أي عهد، وتجربة الثورة السورية أكدت ذلك".
تفاهمات روسية- إيرانية
من جهته، يشير نائب رئيس "رابطة المستقلين الكرد السوريين" المحامي رديف مصطفى، بدوره إلى دور روسي –إيراني وراء التسويات التي يجريها النظام، ويوضح لـ"عربي21"، أن هذه العمليات (التسويات) تتم في إطار إعادة تقاسم النفوذ والاستفادة الاقتصادية ومحاولات روسية إيرانية بشكل أساسي تستهدف النفوذ والدور الأمريكي هناك.
ويجري ذلك، وفق مصطفى، بينما لا يزال الحوار والتواصل مستمرا بين قسد والنظام، مختتماً: "التحالف بين قسد والنظام، هو تحالف استراتيجي لأنه يدار فعليا من طرف "العمال الكردستاني" المقرب من طهران".
وقبل الرقة ودير الزور، كان النظام قد أجرى "تسويات" في درعا (جنوب البلاد)، بإشراف روسي.