هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف المبعوث الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، عن موقف الإدارة الأمريكية من التطورات
الحاصلة في ليبيا عقب تأزم العملية الانتخابية.
واعتبر
المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن الفترة الحالية التي تعيشها البلاد هي "اختبار
لحسن نية القادة الليبيين الذين يقولون إنهم ملتزمون بالانتخابات"، لكنه أشار
إلى أن المعرقلين منهم سيجدون أسبابا عدة للتأخير.
مشهد معقد
وأفاد
نورلاند بأن "السياسة الليبية معقدة؛ ومن الصعب على المراقبين الخارجيين تحديد
أسباب ذلك بالضبط"، متابعاً: "وبصفتي مراقباً، بدا لي أن ظهور بعض
(الترشيحات المتناقضة) في وقت متأخر نسبيا في العملية الانتخابية أدى إلى مخاوف
من اندلاع أعمال عنف؛ وهو ما دفع إلى توقف مؤقت على الأقل".
وأكد المبعوث الأمريكي أن "المفوضية الوطنية العليا للانتخابات كانت مستعدة
من الناحية الفنية لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، لكن ارتبك عملها بسبب تلك
(الترشيحات المتناقضة)، وللأسف، كانت بعض العناصر أكثر من سعيدة لاغتنام الفرص
لتأخير العملية الانتخابية".
واعتبر
الدبلوماسي الأمريكي أن تهرب الشخصيات السياسية الليبية من تحمل مسؤولية الإعلان
عن تأجيل الانتخابات لتخوفهم من مساءلة الشعب لهم، "يبرهن على أن قرار
الولايات المتحدة بدعم إجراء الانتخابات في موعدها لم يكن قرارا ساذجا أو قراءة
خاطئة للواقع السياسي والأمني الليبي كما يردد البعض، ومن ثم فهذه الشخصيات تتشارك
في تحمل المسؤولية عما حدث".
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) January 8, 2022
اقرأ أيضا: مجلة فرنسية تكشف خطة ما بعد الدبيبة.. وسياسي إيطالي يحذر
رغبة الانتخابات
وأكد
نورلاند أن "الليبيين هم الذين اختاروا موعد الانتخابات، فيما أيدت الولايات
المتحدة بشدة رغبتهم في الوفاء بهذا الموعد، رغم وجود عيوب في القانون الانتخابي"،
لافتاً إلى أنه "كان هناك تحرك حقيقي نحو إجراء الانتخابات، على الأقل إلى أن
تفجرت مسألة (المرشحين الجدليين) بدخولهم في العملية الانتخابية".
ونوّه المبعوث الأمريكي إلى أن الاستعدادات الفنية للمفوضية كانت على قدر عالٍ من الاحترافية والكفاءة، بينما كان الفاعلون السياسيون الأكثر جدية في ليبيا مؤيدين للانتخابات.
عقوبات أم حياد
وأوضح السفير مسألة التهديدات التي
وجهتها الولايات المتحدة للمعرقلين، بقوله إن مناقشة العقوبات تتعلق في الغالب
بالشخصيات التي كانت ترفض قبول نتائج الانتخابات، أو من مارسوا العنف المهدد
لعرقلة العملية الانتخابية، ملمحاً إلى أن الأمر لم يحسم بعد، وربما يتخذ قرار
بهذا الشأن في وقت لاحق، بحسب ما نشرته الشرق الأوسط.
وأضاف: "نحن أيدنا الرغبة القوية للشعب الليبي في انتخاب حكومة ذات سيادة موحدة وشرعية من أجل نقل البلاد إلى طريق ثابت نحو الاستقرار والازدهار". ورأى أن "قيام دولة ليبية قوية يخدم مصالح الشعب الليبي، ومصالح جيران ليبيا والمنطقة بشكل أوسع، وكذلك المصالح الأمريكية، لذا فإن بلادنا لم تدعم أو تعارض ترشح أي شخصية".
اقرأ أيضا: مركز كارنيغي: ليبيا مهددة بالحرب عقب تأجيل الانتخابات
توضيح وترحيب
أما
في ما يخص الادعاءات بأن تأجيل الانتخابات قد يعزز نفوذ بعض التشكيلات المسلحة، قال
نورلاند للصحيفة السعودية: "لدينا انطباع أن عدداً من هذه المليشيات كانت
داعمة للانتخابات في موعدها السابق، لأنهم، مثل معظم الفاعلين السياسيين، يدركون
أن هذا هو ما تريده غالبية الليبيين".
وعلق نورلاند على تعيين الدبلوماسية ستيفاني ويليامز بالقول: "الليبيون محظوظون بعودة ستيفاني ويليامز مستشارة أممية إلى البلاد، للاعتناء بهذا الملف، والعمل على دعم الشعب الليبي".
واختتم
نورلاند مقابلته الصحفية بالتأكيد على أنه "توجد بالفعل فرصة للبناء في ليبيا
على ما سبق من وقف إطلاق النار، والحوار السياسي الواسع الذي تم إجراؤه على مدار
العام الماضي، وما زال نافذاً لليوم بهدف إعادة الانتخابات إلى المسار الصحيح في
فترة زمنية معقولة".
وانتهى بالقول: "الانتخابات الحرة والنزيهة
والشاملة يمكن أن تؤدي إلى حكومة ديمقراطية تخدم مصالح الشعب الليبي بشكل أفضل".