ملفات وتقارير

قراءة إسرائيلية في هجمات إيران الإلكترونية.. وتوقع المزيد

اتفق مختصون إسرائيليون على أن "الهجمات الإلكترونية الإيرانية يمكن أن تكون خطيرة"- تويتر
اتفق مختصون إسرائيليون على أن "الهجمات الإلكترونية الإيرانية يمكن أن تكون خطيرة"- تويتر

لا تزال مسألة الهجمات السيبرانية الإيرانية، تتصدر اهتمام تقارير الاحتلال الإسرائيلي، ويناقش المختصون في تل أبيب رسائل طهران الموجهة من وراء هذه الهجمات.


وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في مقال ترجمته "عربي21" إن الهجمات الإيرانية تهدف إلى تحدي "البراعة الإلكترونية الإسرائيلية"، مشيرة إلى أن الخبراء يتوقعون المزيد من الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية لإسرائيل في العام المقبل، وذلك مع اشتداد الحرب السيبرانية.


واستدركت الصحيفة: "معظم الهجمات الإلكترونية الصادرة من إيران لم تكن مدمرة للغاية"، لافتة إلى "القرصنة الإيرانية ضد موقعي صحيفتي معاريف و"ذا بوست"، ونشر صورة مصحوبة بنص باللغتين الإنجليزية والعبرية، مكتوب عليها: نحن قريبون منك، حيث لا تفكر في ذلك".

 

هجمات بذكرى اغتيال سليماني


ونوهت الصحيفة إلى أن استهداف المواقع المذكورة تم في الذكرى الثانية لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الذي قتل في غارة جوية أمريكية بطائرة مسيرة في العراق.


وذكرت أن الهجمات الإيرانية ضد المنشآت الإسرائيلية تصدرت عناوين الصحف في الأشهر الأخيرة، موضحة أنه "في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي اخترقت مجموعة إيرانية تعرف باسم (بلاك شادو) خوادم شركة إسرائيلية مضيفة للإنترنت، ما أدى إلى حذف العديد من المواقع الشهيرة بشكل مؤقت".


وتابعت: "كما سرقت المجموعة الإيرانية كما هائلا من المعلومات الخاصة بشركة تأمين إسرائيلية في كانون الأول/ ديسمبر 2020، والتي تم بيعها بعد ذلك على شبكة الإنترنت، بعد أن رفضت الشركة دفع فدية".


ويقول مختص إسرائيلي في المجال السيبراني إيتاي ليفي إن "تل أبيب تتصدر اللعبة عندما يتعلق الأمر بمكافحة الهجمات الإلكترونية"، مبينا أن "الوضع في إسرائيل جيد نوعا ما، ولكن في جميع أنحاء العالم، هناك مشكلة أكثر خطورة، لأن هناك الكثير من الشركات التي ليس لديها معرفة وقدرة على تفادي القرصنة".

 

اقرأ أيضا: قراصنة يخترقون مواقع إسرائيلية.. نشروا صورة سليماني


ورأى ليفي أن هدف إيران من اختراق مواقع إخبارية مشهورة مثل "جيروزاليم بوست" و"معاريف"، هو إضعاف معنويات الإسرائيليين وتشويه سمعة مزاعم تل أبيب بأنها قوة عظمى على الإنترنت، مضيفا أن "الإيرانيين يريدون أن يظهروا للعالم أن إسرائيل ليست دولة إلكترونية، كما تعلن عن نفسها، ويريدون أن يظهروا للإسرائيليين أن بياناتهم ليست آمنة".


من جانبه، يقول اللواء المتقاعد بجيش الاحتلال إسحاق بن إسرائيل، والذي يشغل حاليا مدير مركز الأبحاث السيبرانية بجامعة تل أبيب، إن "فكرة وجود حرب إلكترونية بين طهران وتل أبيب، مبالغ فيها للغاية".


وأوضح أنه "في ظل اللوم المتبادل بين إسرائيل وإيران بشأن هذه الهجمات، فإن أحدا لا يعرف حقا من فعلها (..)، ولست متأكدا ما إذا كان القراصنة مجموعة من المتسللين أم إنهم يتبعون للحكومة الإيرانية"، مشددا على أن "الضرر الذي تسببه الهجمات المنسوبة إلى إيران كان ضئيلا".

 

تعطيل البنية التحتية الحيوية


وتابع بن إسرائيل: "هذا لا يعني أنه يمكن تجاهل مثل هذه الهجمات الإلكترونية"، معتبرا أن "هذه الهجمات لم تكن ناجحة أو ضارة للغاية، بسبب الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لمنعها"، وفق تقديره.


وأكد المختص الإسرائيلي على أهمية مواصلة كل ما يجب لمنع نجاح مثل هذه الهجمات الإلكترونية الإيرانية، لأن هناك محاولات عديدة، معتقدا أنه "يمكن حماية مواقع الويب التي يمكن اختراقها بسهولة، لكن في بعض الأحيان يتجاهل أصحاب مثل هذه المواقع الحاجة إلى اتخاذ الاحتياطات من طرفهم".


وبحسب ليفي، فإن الحرب الإلكترونية الأكثر خطورة لا تحدث في المجال المدني، منوها إلى أنه "تم إجراء محاولات عدة في السنوات الأخيرة، لتعطيل البنية التحتية الحيوية لإسرائيل، رغم أن هذه الهجمات لم يتم نشرها على نطاق واسع بشكل عام".


وبيّن ليفي أنه "على سبيل المثال انقطعت الكهرباء وشركات الاتصال لعدة ساعات وحتى أيام، إثر القرصنة الإيرانية، إلى جانب تعرض بعض شركات المياه للهجوم"، مضيفا أن "الحكومة الإيرانية تحاول الوصول إلى البنية التحتية الحيوية لإسرائيل من أجل تعطيل الخدمات اليومية".


واتفق بن إسرائيل على أن الهجمات الإلكترونية يمكن أن تكون خطيرة، مستشهدا بالهجوم على إمدادات المياه الإسرائيلية في نيسان/ أبريل 2020، حينما حاول المتسللون تعطيل أجهزة الكمبيوتر التي تتحكم في تدفق المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي في منطقتين ريفيتين بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ما سمح بزيادة كمية الكلور في إمدادات المياه إلى مستويات عالية بشكل خطير.


ولفت إلى أنه تم التصدي للهجوم قبل حدوث أي أضرار جسيمة، وبعد ثلاثة أشهر حدث هجوم آخر انطلق من إيران، واستهدف مضخات المياه الزراعية في الجليل الأعلى، وآخر ضرب البنية التحتية وسط "إسرائيل".


بالمقابل، فقد حاول الاحتلال الإسرائيلي استغلال تقنياته وخبراته المتطورة في محاولة تعطيل برنامج إيران النووي، وتسببت الهجمات الإلكترونية في تعطيل عمل أجهزة الطرد المركزي، وإلحاق أضرار بالأنظمة الكهربائية في بعض المنشآت النووية، بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".


وعلى الرغم من ذلك، قال ليفي إن "إيران تمثل تهديدا خطيرا للغاية لإسرائيل (..)، وتل أبيب تدرك مخاطر أي هجوم إلكتروني، لكن لو نجح أي هجوم لبضع ساعات فقط، فسيؤدي ذلك إلى بعض الأضرار، ولن تنجح إيران في تحقيق أهدافها كاملة".

التعليقات (0)