هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خرج آلاف اليمنيين الجمعة، في تظاهرة حاشدة جابت شوارع مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة ( جنوب شرق) رفضا لضغوط مارستها السعودية لإبعاد محافظ شبوة من منصبه.
واحتشد الآلاف من أبناء شبوة، عقب صلاة الجمعة، وسط هتافات رافضة لإقالة الرئيس عبدربه منصور هادي، محمد صالح بن عديو، من قيادة السلطة المحلية في محافظة شبوة الاستراتيجية.
ورفع المتظاهرون صورا لابن عديو، وحملوا لافتات مكتوبا عليها عبارات داعمة للرجل، منها "شبوة قالت كلمتها.. يبقى صانع نهضتها".
وترددت منذ أيام، معلومات مسربة، عن ضغوط سعودية على الرئيس هادي بإبعاد محافظ شبوة من منصبه، وتعيين بديل منه، وسط تحذيرات من قطاع واسع من اليمنيين لأي استجابة لهذه الضغوط.
والأربعاء، كشف مصدر يمني مسؤول، عن رضوخ الرئيس هادي، لضغوط سعودية بإبعاد محافظ شبوة (شرقا) من منصبه، تلبية لرغبة إماراتية.
وأشار المصدر إلى أن الرئيس هادي رضخ للضغوط السعودية، بعدما اشترطوا استمرار الدعم الجوي لقوات الجيش في جبهات محافظة مأرب، بقرار الإطاحة بمحافظ شبوة المحاذية لها من جهة الجنوب.
اقرأ أيضا: مصدر لعربي21: هادي يرضخ لضغوط الرياض بإبعاد محافظ شبوة
"رسالة جماهيرية عميقة"
وفي هذا السياق، قال وزير النقل اليمني السابق، صالح الجبواني: "اليوم جماهير شبوة بحشودها العارمة ترسل رسالة عميقة المعاني للمملكة السعودية، أن تحترموا إرادتنا ولا تتدخلوا في شؤوننا فقد وصل السيل الزبى".
وأضاف عبر تويتر: "أي كسر لهذه الإرادة بقرارات غبية تخدم غير أهداف هذا الشعب، ستكون له ردات فعل، قد لا تتوقعون نتائجها، وإن دخلتم من باب الفتنة لن تسلموا منها".
— Saleh Algubwani (صالح الجبواني) (@AlgubwaniSaleh) December 24, 2021
لماذا يتم تغييره؟
من جانبه، علق السفير اليمني لدى منظمة اليونسكو، محمد جميح، على الحشود التي خرجت تأييدا لمحافظ شبوة قائلا: "إذا كانت تلك الحشود تريد بقاء ابن عديو فلماذا يتم تغييره؟".
وأضاف متسائلا، عبر تويتر: هل تغيير المحافظ سيحل مشاكل المحافظة أم سيدخلها في مشاريع فوضى؟ وهل تغييره سيحل بعض الإشكاليات السياسية بينه وبين بعض المكونات؟
وأشار جميح: "أي قرار يتخذ ينبغي أن يراعي حساسيات الوضع في شبوة سياسيا واجتماعيا".
— د. محمد جميح (@MJumeh) December 24, 2021
وفيما كان منتظرا أن تضغط الرياض على الإماراتيين بـ"إخلاء منشأة بلحاف لتصدير الغاز المسال عبر بحر العرب من قواتها المتمركزة فيها منذ 2016، بموجب اتفاق رعته في آب/ أغسطس الماضي مع السلطات المحلية في شبوة"، فإنها انقلبت وتنصلت عن تعهداتها تلك، وذهبت بعيدا عن ذلك الاتفاق، تلبية لمطامعها مع أبوظبي، وفق مراقبين
" استفتاء"
من جهته، قال نائب الملحق الإعلامي بالسفارة اليمنية لدى الرياض سابقا، أنيس منصور، معلقا على مظاهرات شبوة: "هذه السيول البشرية ليست مسيرة ولا تظاهرة شعبية عاطفية، ولكنها استفتاء".
وتابع منصور في تويتر: "فمن أحبه الله أحبه الناس، وعلى التحالف والشرعية مراجعة القرارات الخاطئة ومازال هناك متسع"، في إشارة إلى ابن عديو المزمع إقالته من منصبه.
وبحسب أنيس منصور، فإن الوطن ليس بعدد من عاشوا به، بل بمقدار الحب الذي يعم الوطن"، مؤكدا أن "حب الشعب للقائد هو سور الأمان للوطن"، على حد قوله.
— أنيس منصور - Anes Mansoor (@anesmansory) December 24, 2021
وبرز ابن عديو، كواحد من المسؤولين اليمنيين، الذين تصدروا واجهة الدعوات والمطالب بإنهاء الوجود العسكري الإماراتي في المحافظة، وتحديدا في منشأة بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي عبر بحر العرب.
اقرأ أيضا: هل يطيح الرئيس اليمني بمحافظ شبوة تلبية لرغبة إماراتية؟
وتنظر الإمارات إلى محافظ شبوة المقرر عزله بـ"عدائية مفرطة"، بعدما نجح في إفشال كثير من مخططاتها منذ إلحاق الهزيمة بالقوات الانفصالية الموالية لها في آب/ أغسطس 2019.
وترى الدولة الخليجية، أن الرجل مصدر إزعاج دائم لها، وحائط صد أمام نفوذها، ولذلك، بدا مطلب تغييره ضرورة لرفع الطوق الشديد على استعادة نفوذها في هذه المحافظة الاستراتيجية.
وأواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أخلت القوات الإماراتية وجودها العسكري في قاعدة "العلم" في مديرية جردان، شرقي مدينة عتق، عاصمة شبوة، وسلمتها لقوات موالية لها، قبل أن تقوم القوات الحكومية باقتحام القاعدة والسيطرة عليها، بعد سنوات من تحكم الإمارات بها.
ويرى مراقبون ومتابعون للشأن اليمني، أن استجابة ورضوخ الرئيس اليمني لضغوط الرياض بإبعاد ابن عديو من منصبه، رغم شعبيته الساحقة في شبوة، يكون بذلك قد حقق رغبة أبوظبي في الانتقام من سلطات المحافظة المدنية والأمنية والعسكرية، التي مثلت عائقا أمام بسطها لنفوذها عبر أدواتها.