صحافة إسرائيلية

صحيفة: جيش الاحتلال غير مستعد لضرب برنامج إيران النووي

ذكرت الصحيفة أن الاحتلال يخشى إثارة صراع مع أمريكا في حال توجيه ضربة عسكرية لإيران - جيتي
ذكرت الصحيفة أن الاحتلال يخشى إثارة صراع مع أمريكا في حال توجيه ضربة عسكرية لإيران - جيتي

نشر موقع المونيتور مقالا أشار فيه إلى أن الجيش الإسرائيلي غير مستعد حاليا لضرب برنامج إيران النووي رغم تقديرات مراقبين خلال الأشهر الماضية حول احتمال شن هجوم إسرائيلي على إيران.

 

وفي 2 كانون الأول/ ديسمبر، قال رئيس الموساد ديفيد بارنيا قوله: "لن تمتلك إيران أسلحة نووية، ليس فقط في السنوات المقبلة، بل أبدا. هذا هو التزامي الشخصي والتزام الموساد". 


وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر، قال وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إنه أبلغ إدارة بايدن بأنه أصدر تعليمات للجيش بالاستعداد لتوجيه ضربة ضد إيران.


من ناحية أخرى، وفي تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في 18 كانون الأول/ ديسمبر، قدر مسؤولون من دولة الاحتلال أنه في الوقت الحالي، لا يمتلك الجيش الإسرائيلي القدرة على مهاجمة المنشآت النووية في إيران.


وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21"، كان الاحتلال أكثر استعدادا في بداية العقد الماضي، ولكن مع توقيع الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، قررت "إسرائيل" تحويل الموارد إلى قضايا أمنية ملحة أخرى، مثل الاستعداد لمحاربة حزب الله. كان الافتراض أنه ما دام الاتفاق النووي ساري المفعول، فلن تنتهكه إيران صراحة، ولن يكون من الضروري القيام بعمل عسكري إسرائيلي.


وفي عام 2018، عندما انسحبت أمريكا، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، من الاتفاق النووي، افترضت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن حملة "الضغط الأقصى" التي فرضها ترامب على إيران ستنجح. 


وحتى في عام 2019، عندما استأنفت إيران سباقها نحو القنبلة، لم يغير الاحتلال الإسرائيلي من سياسته، إذ اعتبر أنه من الصعب تصديق أن إدارة بايدن ستقرر رفع العقوبات عن إيران قبل توقيع اتفاق نووي جديد. يبدو الآن أن هذا النهج سمح لإيران بالفعل بتسريع عملية تخصيب اليورانيوم.


وبحسب معلومات محدثة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فعلى الرغم من سرعة التخصيب الإيرانية، تمتلك طهران أقل من نصف المواد اللازمة لصنع قنبلة نووية واحدة، بمستوى تخصيب 60%.


بالمقارنة، قبل الاتفاق النووي مع إيران في عام 2015، كان لدى طهران ما يكفي من المواد المخصبة على مستوى منخفض لسبع قنابل نووية. في إطار خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA)، وافقت إيران على التخلي عن إمدادها من اليورانيوم المعتدل التخصيب (عند مستويات تخصيب 20%) وتقليل احتياطيات اليورانيوم الأقل تخصيبا بشكل كبير (عند مستوى تخصيب 3.5%). واليوم لديها اليورانيوم المخصب الذي يمكن أن يستخدم لتصنيع ثلاث قنابل نووية بمستويات تخصيب منخفضة.


وبحسب الصحيفة، فإن الفترة الزمنية اللازمة لتخصيب اليورانيوم من الصفر إلى مستوى 20% أطول بكثير من الوقت اللازم لتخصيب اليورانيوم من مستويات منخفضة إلى مستويات أعلى. وبالتالي، فإن تخصيب اليورانيوم من 20% إلى 60% قد يستغرق عدة أشهر، ومن 60% إلى 90% بضعة أسابيع فقط. ويقدر الاحتلال أنه إذا لم يوقف أي شيء إيران، فقد تصل طهران إلى ما يكفي من المواد النووية عالية التخصيب لقنبلة واحدة في غضون أسابيع قليلة. 


ويفترض الاحتلال أنه في النهاية، ستخصب إيران كمية اليورانيوم الكافية لقنبلة نووية واحدة - حوالي 40 كغم مخصبة بنسبة 90%. لكن القيادة العسكرية الإسرائيلية أشارت في الأسابيع الأخيرة إلى أنه لن يكون لإيران أي اهتمام بالمواد النووية المخصبة بدون قنبلة أو صواريخ لحملها.


وأشارت الصحيفة إلى أن مغزى هذه التصريحات هو أن الاحتلال، حرك الخط الأحمر الذي رسمه في الماضي، بشكل غير رسمي، حيث كان رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قد قرر في الماضي أنه يجب منع إيران من تكديس ما يكفي من اليورانيوم المخصب لقنبلة واحدة. 


في المقابل، ظل الأمريكيون لسنوات يرون أنه طالما أن إيران ليس لديها المكونات الأخرى للخطة، فإنها لا تشكل تهديدا نوويا من الناحية العملية.


وعندما أوضح مسؤولون من دولة الاحتلال كبار أن لدى تل أبيب ما يكفي من الوقت للاستعداد لتوجيه ضربة، لأن إيران لا يزال أمامها طريق طويل لتطوير صاعق نووي وصواريخ باليستية، فهذا يعني أن الخط الأحمر قد تحرك قليلا، ما يعني أن الاحتلال قبل بالتفسير الأمريكي لتوقيت برنامج إيران النووي.


وبحسب التقديرات المتفائلة في إيران، من المتوقع أن يستغرق استكمال المنشأة النووية والصواريخ ما لا يقل عن عام ونصف، إن لم يكن أكثر، وهذه فرصة للاحتلال للاستعداد لضربة. 

 

اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: نستعد لحرب شاملة مع إيران تبدأ بهذه الخطوة

وفي أعقاب توجيهات رئيس الأركان، اللواء أفيف كوخافي، يستعد جيش الاحتلال بشكل مكثف للهجوم على إيران، فيما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أنه مع كل يوم يمر يتزايد استعداد الاحتلال.


وخلص المقال إلى أنه "حتى لو كانت لدى إسرائيل القدرة على مهاجمة إيران في الوقت الحالي، فمن غير المرجح أن تفعل ذلك طالما أن أمريكا تحافظ على اتصالات مع طهران فيما يتعلق بالاتفاق النووي، حتى لا تثير الصراع مع الإدارة الأمريكية، وكي لا تتهم بالعدوان وتخريب الجهود الدبلوماسية الأمريكية".


التعليقات (0)