هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، مقالا للكاتب ديفيد
إغناتيوس، تحدث فيه عن إمكانية دعم إدارة بايدن لمليشيات أوكرانية في حال
غزو روسيا لأوكرانيا، ما يكرر سيناريو الاتحاد السوفيتي وأفغانستان عام 1979، حسب
قول الكاتب.
وفي
المقال الذي ترجمته "عربي21"، قال الكاتب إن إدارة بايدن درست ما إذا
كان يمكن للولايات المتحدة أن تدعم التمرد المناهض لروسيا داخل أوكرانيا، وكيف
يمكن ذلك إذا قام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بغزو أوكرانيا والاستيلاء على
أراضيها.
وذكر
الكاتب أن مسؤولا مطلعا قال إن التخطيط يتضمن طرقا لتوفير الأسلحة وأنواع الدعم
الأخرى للجيش الأوكراني لمقاومة القوات الروسية "الغازية"، حسب قوله،
ودعما لوجستيا مماثلا للجماعات المتمردة إذا أطاحت روسيا بالحكومة الأوكرانية لبدء حرب العصابات.
اقرأ أيضا: روسيا تعلن "الطرد بالمثل" لدبلوماسيين ألمانيين.. وبرلين تندد
وأشار
الكاتب إلى أنه من الأسلحة التي قد توفرها الولايات المتحدة الصواريخ المضادة
للطائرات المحمولة على الكتف، مضيفا أنه كان لتسليم وكالة المخابرات المركزية لمثل
هذه الأسلحة، المعروفة في ذلك الوقت باسم "ستينجرز"، تأثير مدمر على
القوات السوفيتية خلال حربهم التي استمرت 10 سنوات في أفغانستان، من 1979 إلى
1989.
وقال
الكاتب إن فرقة العمل التابعة للإدارة، والتي تضم وكالة المخابرات المركزية وغيرها
من الوكالات الرئيسية، كانت تدرس كيفية تنظيم حركات التمرد ضد السوفييت في
أفغانستان، والقوات المدعومة من روسيا في سوريا، وكذلك ضد الولايات المتحدة في
العراق وأفغانستان.
وأضاف
أنه مثال مثير للسخرية لقلب الطاولة، وموازنة ما إذا كان سيتم إلحاق ضرر مشابه لما
عانته القوات الأمريكية في السنوات الأخيرة وكيفية القيام بذلك.
أشار
الكاتب إلى أن فرقة العمل تضم فريقا قانونيا يدرس كيفية تقديم أي مساعدة للتمرد
الأوكراني دون انتهاك القوانين الأمريكية أو الدولية.
وأكد الكاتب أن الهدف الأساسي للإدارة الأمريكية هو فرض
تكاليف إذا غزا بوتين أوكرانيا، دون إشراك القوات الأمريكية بشكل مباشر، وهي خطوة
استبعدها الرئيس بايدن.
وأردف
الكاتب أن مسؤولي البيت الأبيض يعتقدون أن التهديد بالتدخل العسكري المباشر سيكون
خطأ لأن بايدن ليس على استعداد للمخاطرة بحرب شاملة على أوكرانيا، وأن تكتيكات
المنطقة الرمادية أفضل.
وذكر
الكاتب أن تخطيط التمرد يُكمل جهود إدارة بايدن لزيادة المخاطر بالنسبة لبوتين، وكان
قد حذر المسؤولون الأمريكيون من أن أمريكا وحلفاءها الأوروبيين قد يفرضون عقوبات
اقتصادية قاسية يمكن أن تشل الاقتصاد الروسي.
وأضاف
أنه قد أعلن الناتو عن أن خطط الأسبوع الماضي لدفع القوات إلى الأمام باتجاه روسيا
إذا تجاهل بوتين التحذيرات، من شأنها أن تجعل روسيا أكثر عرضة للضغط العسكري
الغربي بعد الغزو، على عكس ما يأمل بوتين في تحقيقه، وفي إطار صياغة خطط الطوارئ
هذه، تحاول الإدارة تحقيق توازن.
وزعم
الكاتب أن البيت الأبيض يريد ردع الغزو، دون تقديم ذريعة للرئيس الروسي لتصعيد
الأزمة، مضيفا أن الكثير من "قعقعة السيوف" يمكن أن تؤدي بالضبط إلى
السيناريو الذي تأمل واشنطن في تجنبه.
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: 6 أسباب تدفع الروس لغزو أوكرانيا
وأشار
الكاتب إلى تصريح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين: "نحن على
استعداد للنظر في عدد من الأشياء التي لم نأخذها في الاعتبار في الماضي، وستكون
النتائج عميقة للغاية بالنسبة للاتحاد الروسي، لكنني لن أخوض في التفاصيل".
وذكر
أن ترسانة الولايات المتحدة من الأسلحة السيبرانية هائلة، لكن المسؤولين لم
يناقشوا مثل هذه الخيارات.
وتابع
الكاتب أن عملية الموازنة الدقيقة واضحة أيضا في جهود الإدارة الأمريكية للسعي إلى
تسوية دبلوماسية للأزمة، حيث قالت الولايات المتحدة إنها مستعدة للتفاوض بشأن
تسوية في إطار بروتوكولات "مينسك" لعامي 2014 و2015، وهو ما قد يعني
على الأرجح شبه حكم ذاتي للانفصاليين الناطقين بالروسية في منطقة دونباس الشرقية
بأوكرانيا.
وأوضح
أن بوتين طالب بما هو أكثر من ذلك بكثير، بما في ذلك ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى
الناتو أبدًا، مذكرا برفض بايدن التفكير في مثل هذه الإملاءات، على الرغم من أن
واشنطن لا تسعى للحصول على عضوية الناتو لكييف.
وذكر
الكاتب رفض الإدارة الأمريكية مقترحات بوتين المتطرفة بشأن مناطق النفوذ في أوروبا
الشرقية، قائلا إنها تريد إبقاء المفاوضات مفتوحة.
وأشار
الكاتب إلى تصريحات المسؤول الأمريكي الكبير عن مطالب بوتين، عندما قال إن
"هناك بعض الأشياء في تلك الوثائق التي يعرف الروس أنها غير مقبولة.. ولكن
هناك أشياء أخرى نحن على استعداد للعمل معها وتستحق بعض المناقشة".
وأشار
الكاتب إلى أن الجيش الأوكراني لا يضاهي القوات الروسية من الناحية العسكرية، ولكنه
أكبر بنسبة 50 في المائة من القوة التي كانت تمتلكها أوكرانيا في عام 2014، عندما
استولت روسيا على شبه جزيرة القرم، مضيفا إلى ذلك، قالت المصادر إن حوالي 500 ألف
أوكراني تلقوا تدريبات للميليشيات منذ عام 2014، وأن ما لا يقل عن مليون قطعة سلاح
في أيدي أفراد.
وأضاف أن هذه ستكون من بين اللبنات الأساسية للتمرد، حيث ناقش المخططون الأمريكيون
مخابئ الأسلحة والأدوات اللوجستية الأخرى التي يمكن أن تدعم "شبكة البقاء في
الخلف" القوية إذا غزت روسيا.
ولفت
الكاتب إلى أن الولايات المتحدة كانت قد زودت الجيش الأوكراني بأسلحة جافلين
المضادة للدبابات، تحت رقابة مشددة في البداية، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن تنطبق
ضوابط مماثلة على أي أسلحة مضادة للطائرات، للتأكد من أنها لم تقع في أيدي "الإرهابيين".
وزعم
الكاتب أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة قد لا تزود الأسلحة المضادة للطائرات
بشكل مباشر، إلا أن عمليات التسليم يمكن أن تتم من قبل حلفاء الولايات المتحدة أو
شركائها.
وأشار
الكاتب إلى أن هناك عددا صغيرا من قوات العمليات الخاصة الأمريكية يقومون، بتقديم
المشورة للأوكرانيين كجزء من فريق عسكري أمريكي قوامه حوالي 150 شخصا هناك الآن،
مضيفا أن لدى وكالة المخابرات المركزية أيضا فرع شبه عسكري لديه خبرة في
تنظيم حركات التمرد في أفغانستان وسوريا.
وختم قائلا: "عندما كانت القوات الأمريكية تقف على حدود العراق في عام 2003، لم
يفكر المسؤولون الأمريكيون في الحرب الطاحنة والمثقلة بمكافحة التمرد التي تنتظرهم"،
مضيفا "أن إدارة بايدن تعتقد أن بوتين ربما يكون على وشك ارتكاب خطأ مماثل في
أوكرانيا، وقال إنهم يأملون ألا يتخذ القرار الخاطئ، لكن إذا قام بغزو، فإنهم
يريدون جعله مؤلما".