أطلق أقارب بعض المعتقلين
المصريين بسجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية (شمالي القاهرة) نداء استغاثة جراء "الانتهاكات" التي يتعرض لها ذووهم، مطالبين بضرورة الإفراج عنهم، وإيقاف ما وصفوه بـ"الانتهاكات القاسية" التي يتعرضون لها.
وبحسب رسالة وصلت "عربي21" نسخة منها، تتعمد قوات الأمن إهانة المعتقلين وأهاليهم، وتقوم بإدخال المعتقلين الجُدد من بوابة السجن بالملابس الداخلية، ويتم إيداعهم في عنبر الإيراد بالسجن لفترة طويلة، وأثناء التسكين في الزنازين يتم عمل ما يُسمّى "تشريفة"، التي تتمثل في الاعتداء بالضرب على المعتقلين بالأيدي، والمترافق بشتائم وإهانات.
وأضافت الرسالة: "ما يحدث بعق معتقلي سجن برج العرب قمة في الإهانة والقهر والإذلال"، لافتة إلى أن الزيارة تكون من خلف الأسلاك لمرة واحدة فقط في الشهر.
وأردفت الرسالة: "
المعتقلون يريدون إيصال صوتهم، وعليكم فعل أي شيء، والبعض يبكون جراء الإهانة والقسوة الشديدة التي يتعرضون لها"، منوهة إلى ما وصفته بـ "مسلسل التدوير المستمر من قضية إلى أخرى، وهو الأمر الذي يتعرض له جميع المعتقلين".
من جهته، أكد مركز الشهاب لحقوق الإنسان أن "هذه الاستغاثة لم تكن الأولى، فقد سبقها العديد من الاستغاثات الأخرى الصادرة من أهالي سجن جمصة بمحافظة الدقهلية شمالي القاهرة، ومن بعض أهالي السجناء بسجون متفرقة تتضمن انتهاكات مماثلة".
ولفت إلى أن "هذا الأمر يؤكد على تجاوزات وزارة الداخلية ومصلحة السجون تجاه المعارضين، والسعي المستمر للتخلص منهم أو كسر إرادتهم".
وطالب مركز الشهاب النائب العام بالتحرك، واتخاذ اللازم قانونا لمحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات.
يشار إلى أن مصر تشهد في ظل حكم رئيس
الانقلاب العسكري عبد الفتاح
السيسي أسوأ أزمة حقوقية منذ عقود؛ فلا يزال عشرات الآلاف من منتقدي النظام، ومن بينهم صحفيون ومدافعون حقوقيون، مسجونين بتهم ذات دوافع سياسية، والعديد منهم في الحجز المطول قبل المحاكمة، وفقا لمنظمات حقوقية دولية.
كما تستخدم السلطات المصرية غالبا تهم الإرهاب ونشر أخبار كاذبة ضد النشطاء السلميين، وضايقت واعتُقلت أقارب معارضين في الخارج.
في حين أدى تفشي فيروس كورونا المستجد إلى تفاقم الأوضاع المزرية في السجون المكتظة.
غير أن القاهرة عادةً ما تنفي صحة الانتقادات الموجهة إلى سجلها الحقوقي، وتؤكد احترامها الكامل للحريات والحقوق باستمرار، معتبرة أن بعض المنظمات الحقوقية الدولية تروِّجها في إطار "حملة أكاذيب" ضدها، وفق قولها.
كان السيسي قد أعلن، في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلغاء تمديد حالة الطوارئ التي كانت سارية في البلاد منذ سنوات، زاعما أن بلاده أصبحت، "بفضل شعبها ورجالها المخلصين، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة".