أجرت القوات الروسية تدريبات عسكرية على حماية المجال الجوي لشبه جزيرة
القرم، باستخدام منظومات الدفاع الجوي "إس-400".
وسيطرت القوات الروسية في عام 2014 على شبه الجزيرة، التي تعتبر ضمن
الأراضي الأوكرانية، ثم ضمت إلى
روسيا بعد استفتاء شعبي رفضته أوكرانيا والدول
الغربية.
وقال المكتب الصحفي للمنطقة العسكرية الروسية الجنوبية، إن تشكيلات من
القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي التابعة للمنطقة العسكرية الجنوبية، المنتشرة في
شبه جزيرة القرم، أجرت تمرينا خاصا للدفاع الجوي التكتيكي باستخدام منظومات إس-400،
وفق وكالة "نوفستي" الروسية.
وأوضح المكتب الصحفي أن قوات الدفاع الجوي قامت بنشر منصات إطلاق صورايخ
"إس-400"، وتشغيل الرادارت، وتنسيق البيانات والإحداثيات ووضع الأنظمة في
حالة استعداد، وبكشف العدو المفترض الذي تمت مرافقته وتوجيه ضربات بقذائف إلكترونية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن هذه التدريبات تم التخطيط لها مسبقا، وفي
الوقت نفسه، تتزامن مع التوتر في البحر الأسود وعلاقته بالأزمة الأوكرانية.
من جهة أخرى طالب ثلاثة نواب أمريكيين، الثلاثاء، إدارة الرئيس جو بايدن
بفرض عقوبات وقائية على موسكو وإرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا لردع روسيا عن غزو
جارتها الغربية.
وقال النواب، وهم جمهوري وديمقراطيان وثلاثتهم عسكريون سابقون، في أعقاب
زيارة قاموا بها إلى أوكرانيا، إنّهم مقتنعون بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان
يفكّر جدّياً بغزو أوكرانيا عندما حشد عشرات آلاف العسكريين على الحدود مع جارته الغربية.
وقال النائب الديمقراطي سيث مولتون للصحفيين: "علينا أن ننشغل بردع
بوتين أكثر من استفزازه".
وأضاف: "إذا قام بوتين بغزو (أوكرانيا)، أريده أن يعرف أنّه سيجد
صعوبة في أن يشتري في الدقائق الخمس التالية مشروباً غازياً من آلة بيع، وليس أنّ حلف
شمال الأطلسي سيدعو لاجتماع لمناقشة ماذا سيفعل خلال الأسابيع التالية".
والأسبوع الماضي قال بايدن إنّه حذّر بوتين من عقوبات أمريكية غير مسبوقة
في حال شنّت القوات الروسية هجوماً على أوكرانيا.
بدوره قال النائب الجمهوي مايك والتز إنّه يجب على الولايات المتحدة أن
تفرض عقوبات على روسيا بسبب زعزعتها استقرار المنطقة، مشدّداً على أنّ التهديد
"بإجراءات صارمة (...) لن يكون مفيداً كثيراً في ميزان حسابات بوتين".
وحثّ والتز إدارة بايدن على تجاوز الإجراءات البيروقراطية والروتينية
وتزويد أوكرانيا فوراً بأسلحة، بما في ذلك صواريخ للدفاع الجوي.
وعلى غرار بايدن، استبعد النواب، الثلاثاء، نشر قوات أمريكية دفاعاً عن
أوكرانيا.
وكان بوتين دعا، الثلاثاء، إلى إجراء مفاوضات "فورية" مع حلف
شمال الأطلسي والولايات المتحدة حول الضمانات التي ينبغي تقديمها لروسيا بشأن أمنها
ولا سيّما لجهة "منع أيّ توسّع مستقبلي للحلف شرقاً أو نشر منظومات أسلحة تهدّد
روسيا في أوكرانيا أو في دول أخرى مجاورة".
إلى ذلك شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي مع نظيره
الروسي، فلاديمير بوتين، على الالتزام بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
وقال قصر الإليزيه في بيان، الأربعاء: "لقد أكد الرئيس ماكرون من
جديد التزامه بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وكذلك تصميمه على العمل لصالح تنفيذ اتفاقيات
مينسك ضمن إطار نورماندي بمشاركة فرنسا وألمانيا".
وأكد الرئيس الفرنسي دعمه لاتخاذ تدابير إنسانية (إطلاق سراح المعتقلين،
وفتح نقاط التفتيش، وتأكيد وقف إطلاق النار)، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة،
وطلب دعم الرئيس بوتين بهذا الصدد.
وبدوره أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،
على أهمية الإطلاق الفوري لمفاوضات دولية لإعداد ضمانات أمنية ثابتة قانوناً.
ودعا بوتين ماكرون لتفهم المخاوف التي
أعربت عنها روسيا بشأن الضمانات الأمنية والمشاركة في مناقشتها.
وتريد موسكو الحصول على ضمانات، بأن أوكرانيا
لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ لكن القوى الغربية تقول إن سيادة أوكرانيا
يجب أن تُحترم.