قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن قوات
الاحتلال، تمارس التمييز العنصري، وتستخدم القوة المفرطة ضد تظاهرات سلمية
للفلسطينيين في مدينة
اللد الواقعة بالأراضي المحتلة عام 1948.
ولفتت المنظمة إلى أن الاحتلال، تعامل بصورة
غير متساوية، مع العنف الذي يرتكبه القوميون اليهود المتطرفون، ضد
الفلسطينيين،
وكانت ردود كبار المسؤولين
الإسرائيليين تشجع على ردود الفعل التمييزية، فضلا عن
أن الشرطة تمارس التمييز ضد الفلسطينيين.
وقال عمر شاكر، مدير "إسرائيل
وفلسطين" في منظمة هيومن رايتس ووتش: "ردت السلطات الإسرائيلية على أحداث
أيار/ مايو في اللد من خلال تفريق الفلسطينيين المتظاهرين سلميا بالقوة، واستخدمت
الخطاب التحريضي، ولم تتصرف بمساواة عندما هاجم القوميون اليهود المتطرفون
الفلسطينيين. هذا الرد، الذي يبدو أنه تمييزي، يبرز حقيقة أن جهاز الدولة
الإسرائيلي يمنح امتيازات لليهود الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين، أينما كانوا
ومهما كان وضعهم القانوني".
ولفتت المنظمة إلى أن اللد، تواجه تأثيرا متزايدا من مجموعة متطرفة
تدعى "غرعين توراني"، التي تسعى لتعزيز اليهودية في المنطقة وتمارس
التمييز ضد الفلسطينيين فيها، خاصة منذ 2013، بعد انتخاب يائير ريفيفو من حزب
الليكود رئيسا للبلدية، المتعاطف مع "غرعين توراني".
ومنذ العدوان على غزة، وقعت اضطرابات في اللد،
واستخدم الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين في المدينة، بسبب احتجاجهم على
ما يجري في القدس المحتلة وغزة، وتعرض الفلسطينيون لاعتداءات ممنهجة من قبل جماعات
يهودية، وتخريب المقبرة الإسلامية، وحرق عشرات السيارات واعتداءات على المنازل،
إضافة إلى قتل أحد المستوطنين شابا فلسطينيا بدم بارد.
ووثقت المنظمة، اكتفاء قوات الاحتلال، بمراقبة
الاعتداءات على الفلسطينيين، وعدم التدخل، وتركت المجال للجماعات اليهودية
المتطرفة بالتحرك بحرية، وبعضها جاء من خارج اللد ووفرت لهم البلدية مكان إقامة.
ولفتت إلى تعامل المحاكم الإسرائيلية مع استشهاد فلسطيني باللد،
بصورة مختلفة عن يهودي قتل في الفترة ذاتها، وقالت إن كافة قتلة الشهيد موسى
حسونة، كانوا من اليهود، وأفرج عنهم بكفالة بعد أقل من 48 ساعة على قتله، رغم وجود
مقطع مصور لحظة قتله، والذريعة كانت الدفاع عن النفس.
لكن في المقابل لا يزال 8 فلسطينيين معتقلين
منذ أشهر بزعم قتلهم ليغئال يهوشوع، وهو يهودي، رغم أن ملابسات مقتله غير واضحه.
وقالت المنظمة إن عشرات القوميين اليهود المتطرفين،
دخلوا إلى اللد مسلحين، في 12 أيار/ مايو، رغم إعلان السلطات الإسرائيلية، فرض حالة
طوارئ ومنع غير المقيمين من الدخول.
وأضافت أن سلطات البلدية استضافت الآتين من
خارج المدينة، طوال الليل، في مبنى تملكه بالقرب من مقبرة فلسطينية. وألقت هذه
المجموعات الحجارة ليلا على منازل ومتاجر فلسطينية وعلى الجامع العمري. تُظهر
مقاطع فيديو لبعض الحوادث عناصر الشرطة المتمركزين بالقرب من مثيري الشغب اليهود
وهم يرشقون الحجارة بينما لا يفعل عناصر الشرطة أي شيء.
ولفتت المنظمة إلى أن حصيلة الاعتقالات خلال العدوان على غزة، بلغت
2142، وكان 90 بالمئة منهم فلسطينيون. 120 منهم في اللد فقط.
وقالت إن الفلسطينيين يواجهون تمييزا منهجيا في
العديد من جوانب الحياة الأخرى، منها الوضع القانوني، وسياسات الأراضي، والحصول
على الموارد والخدمات، ويعكس هذا التمييز المنهجي السياسة العامة للحكومة
الإسرائيلية القاضية بتفضيل اليهود على حساب الفلسطينيين.