هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أغلقت مفوضية الانتخابات في ليبيا باب قبول أوراق المرشحين لرئاسة البلاد مساء الإثنين، بعد أن تقدم 80 مرشحا من بينهم حوالي 50 مرشحا من الغرب الليبي.
وطرح ارتفاع أعداد المرشحين من غرب ليبيا وتنافس شخصيات ذات شعبية كبيرة معا كثيرا من التساؤلات عن تأثير ذلك على فوز مرشح بعينه، وما إذا كان الأمر يساهم في تفتيت الأصوات ومن ثم يصب ذلك في مصلحة مرشحي شرق البلاد وعلى رأسهم اللواء، خليفة حفتر.
"حراك وخلايا نائمة"
وتداولت بعض وسائل الإعلام المحلية أنباء تفيد بأن بعض المجموعات المؤيدة لحفتر أو الرافضة لمرشحي غرب البلاد تخطط للقيام بدور جمع الأصوات لصالح حفتر، مع توقعات بتنازل أغلب المرشحين في شرق ليبيا لصالح حفتر في مرحلة ما من العملية الانتخابية.
وذكرت بعض الصفحات التابعة لعملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة الليبية أن مرشحا رئاسيا كان رئيسا لناد في طرابلس سابقا، قد يقوم بدور في دعم حفتر لشعبيته في طرابلس وأنه ربما يتنازل للأخير وسيكون دوره بتجميع أصوات له من بعض المدن في غرب البلاد، وفق معلوماتهم التي لم يتم التأكد من دقتها.
وأعلن حراك ما يسمى "دعم القوات المسلحة" بمدينة الخمس (غرب ليبيا) الدعم الكامل للمرشح الرئاسي، خليفة حفتر، مطالبين كافة المواطنين بالمدينة بالتصويت لحفتر والعمل على اختيار مرشحي البرلمان الذين لديهم مواقف مناهضة ومعادية للجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وفق زعمهم.
والسؤال: هل تساهم الخلايا النائمة في غرب البلاد في دعم حفتر وتجميع الأصوات له؟ وهل يسبب كثرة المرشحين من غرب ليبيا تفتيت الأصوات هناك؟
"خطأ يدعم حفتر"
من جهته رأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن "ترشح هذا العدد الكبير لرئاسة البلاد من الغرب سيشتت الأصوات ويتيح الفرصة لحفتر للفوز ربما من الجولة الأولى خاصة وأنه سيعمل على شراء الأصوات في الغرب وجمعها عنوة في الشرق".
اقرأ أيضا: المدعي العسكري الليبي يطالب بوقف إجراءات ترشح حفتر وسيف
وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "كثرة المرشحين من غرب البلاد خطأ فادح يرتكبه المتعطشون لكرسي الحكم وتجاهلهم للحقائق على الأرض، وسيعزز ذلك العزوف المتوقع في الغرب عن الانتخاب بسبب الضبابية وانعدام الثقة في المرشحين"، وفق تقديره.
لكنه استدرك قائلا: "لكن ترشح الدبيبة رسميا يشكل تحديا كبيرا ضد حفتر وغيره من المترشحين، وقد يلجأ الناخبون إلى اختيار الأول نظرا لنجاحه في مد جسور التواصل مع شعبه وأن فئات كثيرة ارتبطت مصالحها بوجوده مثل الشباب والمعلمين والطبقات الهشة والمتقاعدين وغيرهم"، حسب رأيه.
"الجنوب وآلة أمنية"
الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي رأى أن "قلة الإقبال على الترشح لرئاسة البلاد في المنطقة الشرقية والجنوبية تعود إلى أن قوة الآلة الأمنية والقبضة الحديدية التي يمارسها حفتر على هؤلاء تخيف المنافسين له ولم يترشح في هاتين المنطقتين إلا من دعاهم حفتر للترشح".
وأوضح أن "الوضع في الجنوب والشرق يخضع لوضع خاص حيث يتحكم حفتر في تفاصيل كل شيء لكن بعد ظهور وترشح سيف القذافي ربما تختلف الأمور كون للأخير شعبية في الجنوب لذا ستحاول قوات حفتر تعزيز سيطرتها للحد من تحركات نجل القذافي هناك والدعاية لبرنامجه الانتخابي"، كما قال لـ"عربي21".
"صفقات"
وقال المحلل السياسي من الشرق الليبي، أحمد جمعة عرقوب إن "بعض المرشحين خاصة التكنوقراط منهم يعلمون أن حظوظهم قليلة وضعيفة في الفوز لكنهم يريدون نيل شرف المحاولة واستغلال الأصوات التي يتحصلون عليها في التفاوض وعقد صفقات مع المرشح الأقوى لحجز مكان في الحكومة الجديدة".
وبخصوص تأثير ذلك على التصويت، قال لـ"عربي21": "هذا العدد سيتقلص قبل 24 ديسمبر بالطعون أو الرفض لعدم استيفاء الأوراق، أما تشتيت الأصوات فهو أمر وارد لكنه لن يذهب إلى حفتر بسبب ترشح سيف الإسلام القذافي وكذلك ترشح رئيس البرلمان، عقيلة صالح وهو ما سيحرم حفتر من كتلة تصويتية كبيرة في معقله"، وفق رأيه.