هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في محاولة رابعة، وتعد الثانية خلال أقل من عام واحد، تقدم أعضاء من الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ بمشروع قانون لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية".
وفشلت ثلاثة مشروعات سابقة بقوانين تقدم بها عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور تيد كروز، وآخرون، لمجلس الشيوخ، لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، ووضعها على قائمة الإرهاب الدولية، في أعوام 2015 و2017 و2020.
وأفاد بيان صادر عن مكتب السيناتور تيد
كروز، الذي يشاركه في صياغة المشروع 15 عضوا من مجلسي الشيوخ والنواب، بأن هناك
"مشروع قانون يحث وزارة الخارجية الأمريكية على استخدام سلطتها القانونية
لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية".
وأضاف البيان: "يتطلب هذا الإجراء
من وزارة الخارجية تقديم تقرير إلى الكونغرس حول ما إذا كانت جماعة الإخوان
المسلمين تنطبق عليها المعايير القانونية للتصنيف، وإذا كان الأمر كذلك، فسيمكن
للولايات المتحدة اتخاذ إجراءات يمكن أن تخنق التمويل الذي يتلقونه للترويج
لأنشطتهم الشريرة".
وأثار مشروع القانون الذي يتقدم به كروز
للمرة الرابعة، تساؤلات حول جدوى إعادة طرح المشروع الذي تم رفضه حتى في عهد
الرئيس الجمهوري المحافظ، دونالد ترامب، الذي دعم بقوة نظام رئيس سلطة الانقلاب،
عبد الفتاح السيسي، وأطلق عليه "ديكتاتوره المفضل".
وأعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان
المسلمين "تنظيماً إرهابياً"، في كانون الأول/ ديسمبر 2013، وأكدت أن "جميع أنشطتها -بما فيها التظاهر- محظورة"، وفي أعقاب ذلك القرار، وعلى مدار 8 سنوات، قام نظام السيسي بحل جمعيات
الإخوان الخيرية، والاستيلاء على ممتلكاتهم ومصادرتها.
توقعات بفشل مشروع القانون
وتوقع المتحدث باسم الجمعية المصرية
الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، سعيد عباسي، فشل المشروع مبكرا، وقال:
"لا جدوى من تقديم أعضاء من الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ مشروع لتصنيف
جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، فهذه المحاولة تكررت أكثر من ثلاث مرات في
السنوات السابقة، آخرها أثناء تولي الرئيس السابق دونالد ترامب، وكانوا يمثلون
أغلبية، لكنهم فشلوا، وسيفشلون أيضا هذه المرة".
وبشأن أسباب فشل المحاولات السابقة،
أوضح لـ"عربي21": "الأهم أنه لا تنطبق
على الإخوان المعايير القانونية للتصنيف، فالمجتمع الدولي برمته، وخاصة صناع القرار
في أمريكا، يعلمون جيدا أن جماعة الإخوان هي جماعة سياسية مسالمة لا علاقة لها
بالإرهاب أو أدني درجات المقاومة المسلحة".
ولم يستبعد عباسي وقوف الإمارات ومصر
واللوبي الإسرائيلي وراء تقديم مثل هذه المشروعات، قائلا: "أعتقد أن الإمارات ومصر، ومعهم اللوبي الصهيوني، يضغطون في هذا الملف بكل قوة، لكنهم سيفشلون كما فشلوا
مرارا، حتي في تبييض وجه الانقلاب العسكري وملف حقوق الإنسان في مصر أمام
الغرب"، وفق قوله.
ما علاقة صفقة القرن؟
من جهته، اعتبر مسؤول لجنة
العلاقات الخارجية لحزب "الحرية والعدالة" المصري، محمد سودان، أنه "رب ضارة نافعة" وراء المحاولات
الفاشلة المتكررة لتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية.
وقال لـ"عربي21": "هناك الكثير من أيادي اللوبي الصهيوني الموجود بالولايات المتحدة، والمدعوم من الكيان الصهيوني، بلا شك يسعون منذ عدة سنوات لإدراج جماعة الإخوان بقائمة الجماعات الإرهابية، وسبقت تلك المحاولة محاولات أخرى، وفشلت جميعها، وتكرار الفشل يعزز فشلها مجددا، وتصبح محاولات مكشوفة ومدفوعة".
وأكد
"أن الكونغرس لا يستطيع التصويت على هكذا مشروع قرار قبل أن تأتيه توصيات من
قبل عدة جهات أمنية، مثل Home Land Security هيئة الأمن القومي ثم
الـCIA هيئة المخابرات الدولية المركزية، وكذلك الـFBI المخابرات الفيدرالية، وكذلك الـSecret Services هيئة الخدمات السرية، بل بالعكس، ترى هذه الجهات أن جماعة الإخوان في العالم هي
رمانة الميزان، التي تجذب الشباب المسلم بعيداً عن المنظمات الإرهابية في
العالم"، بحسب قوله، في حين لم يصدر موقف رسمي منها.
وعن الهدف من وراء إثارة تلك المحاولة،
رأى سودان أن "هذا الضغط من الاحتلال الهدف الرئيس منه هو تمرير
صفقة القرن في هدوء و سلاسة، وبالتالي هم يضغطون بكل طاقاتهم لتقييد الإخوان في
العالم".