هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت شبكة "بي بي سي" تقريرا حول أطفال، انضموا إلى تنظيم الدولة خلال فترة شبابهم وقالت إنهم "ارتكبوا أعمالا إرهابية" في أوروبا الغربية.
وكشف التقرير عن أن المحكمة التي تنظر في دعوى هجمات باريس استمعت هذا الأسبوع إلى 14 رجلا وهم في قفص الاتهام، بينما يحاكم 6 آخرون غيابيا.
وفي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، شهدت العاصمة الفرنسية باريس سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي واحتجاز وقتل رهائن في مسرح "باتاكلان"، وكذلك ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ملعب بضاحية باريس الشمالية الذي كان يشهد مباراة كرة قدم بين المنتخبين الفرنسي والألماني، بحضور الرئيس السابق فرانسوا أولاند.
كما شهدت باريس في هذا اليوم تفجيرا انتحاريا آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع، وخلفت تلك الهجمات 130 قتيلا و400 جريح.
ويسلط المدعون العامون والمحامون حاليا خلال جلسات المحكمة الحاسمة في حياة المتهمين الخاصة والعملية والإجرامية. وهي المرة الأولى منذ بدء المحاكمة في أيلول/ سبتمبر الماضي التي يتم فيها تسليط الضوء على المتهمين وحياتهم الخاصة، وتساعد رواياتهم في تكوين صورة عن البيئة التي خرجوا منها.
الناجي الوحيد
وتناول التقرير شهادات المتهمين الـ14، من ضمنهم صلاح عبد السلام، "الناجي الوحيد" من منفذي هجوم باريس.
وتمكن عبد السلام، الذي وولد في بلجيكا لكنه يحمل الجنسيتين الفرنسية والمغربية، من الفرار من موقع الهجمات، بعد أن تخلى عن حزامه الناسف الذي كشف المحققون لاحقا أنه معيب.
وتم إلقاء القبض عليه بعد 4 أشهر في بروكسل، مختبئا في مبنى قريب من منزل عائلته.
وفي حديثه عن طفولته في جلسة الاستماع ، أفصح الشاب البالغ من العمر 32 عاما، عن شخصية مختلفة تماما عن تلك التي كان عليها في جلسات المحكمة حتى الآن، حتى أنه يروي بعد النكات المضحكة في قاعة المحكمة.
اقرأ أيضا: السعودية تبلغ دولا عن "إرهابيين" يحملون جنسيتها بالخارج
وصف نفسه بأنه "رجل هادئ ولطيف"، وقال: "كنت معروفا لدى المعلمين ومجتهداً في بعض المواد، درست بجد وبذلت كل ما بوسعي، لقد كنت شابا طموحا".
حصل على دبلوم في ميكانيك الكهرباء وبدأ العمل مثل والده في شركة ترام بروكسل، لكن بعد عام ونصف تم طرده بسبب دخوله السجن.
وفي نهاية عام 2010 شارك صلاح عبد السلام في عملية سطو فاشلة مع صديقه عبد الحميد أبا عود، الذي قاد هجمات باريس.
وقال للمحكمة: "ولدت وترعرعت في بلجيكا ودرست في مدرسة حكومية، تعلمت أسلوب الحياة الغربية، ومثل أي شخص، أردت الزواج وإنجاب الأطفال".
وتابع: "لكنني وضعت كل ذلك جانباً في اللحظة التي قررت فيها أن أكرس نفسي لمشروع آخر".
ما المشروع الآخر؟ سأله القاضي. وأجاب: "الأشياء التي أتهم بها الآن".
صاحب القبعة
كما نقل تقرير الـ"بي بي سي" شهادة محمد عبريني البالغ من العمر 36 عاما، والذي اتهم عبريني بنقل جهاديي باريس من بروكسل عشية الهجمات.
ويعتقد أيضا أنه "الرجل صاحب القبعة" الذي فشل في تفجير نفسه في الهجوم الدامي على مطار بروكسل في آذار/ مارس 2016.
كان محمد واحدا من بين سبعة أطفال لعامل بناء من مواليد المغرب الذي كان يحصل على دخل جيد "فلم نكن من الفقراء ولا الأغنياء"، حسب إفادته.
وكانت أول جريمة أدين بها من بين ستة جرائم وهو في عمر الـ 17 عاما سرقة سيارة.
ثم عمل في سلسلة من الوظائف غير العادية، كما كان مدمناً على القمار أيضا.
وحين كان عبريني يخطط لزواجه، قتل شقيقه الأصغر الذي يقاتل إلى جانب تنظيم الدولة في سوريا، ما دفعه إلى تعهد بالسير على خطاه والذهاب إلى هناك أيضا.
وعن والديه، قال المتهم أنهم أصيبوا بخيبة أمل، قائلا: "كنت أريد أن أجعل والدي فخورا، فقد بذل آباؤنا قصارى جهدهم لضمان نجاحنا في الحياة، لكن الحي الذي عشت فيه جرني إلى الهاوية".
القاضي: "ولكن، شقيقك الأكبر الذي نشأ هناك نجح في حياته".
وقال عبريني: "إذا أحصيت عدد الذين فشلوا وعدد الذين نجحوا، فستكون النسبة حوالي 80 و20، وأنا واحد من أولئك الذين لم ينجحوا".
وفي هذه القضية، يواجه المتهمين تهما متعددة، بينها تقديم الدعم اللوجستي لمنفذي الهجوم، والتخطيط للهجمات.
وفي حالة إثبات إدانتهم، سيواجه 12 من أصل 20 متهما قيد المحاكمة، بينهم عبد السلام، أحكاما بالسجن مدى الحياة.