كشفت مصادر إعلامية مغربية وإسرائيلية النقاب عن أن شركة رفائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية تسعى إلى عقد صفقة مع المملكة المغربية لتزويد القوات المسلحة بنظام القبة الحديدية الشهير والذي تستعمله دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة "الأيام24" المغربية عن موقع "لوديسك" اليوم السبت أن شركة رافائيل (Rafael Advanced Defense Systems)، تواصلت مع القوات المسلحة الملكية، عن طريق آرييل كارو، نائب الرئيس التنفيذي للشركة، بخصوص تزويد المغرب بجهاز رادار ومركز التحكم الخاص به بميزانية تقدر بـ 190 مليون درهم، ويرتقب أن يحسم في هذه الصفقة خلال الزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للرباط.
وذكرت صحيفة "الأيام" المغربية، أن القوات المسلحة الملكية تواصل عملية تعزيز وتطوير قدراتها الدفاعية بأحدث التقنيات، خاصة على مستوى الجدار الدفاعي الذي يعد بمثابة الحصن الذي يحمي تراب المملكة من محاولات الاختراق والاستهداف من الحدود الشرقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة رافائيل الإسرائيلية الحكومية كانت قد كشفت النقاب في نيسان (أبريل) من عام 2010 عن قيامها بتطوير نظام أطلقت عليه اسم "القبة الحديدية" ويستطيع اعتراض صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي أطلق حزب الله اللبناني العديد منها على الأراضي المحتلة خلال حرب عام 2006، وفي عام 2011 تم نشر "القبة الحديدية" بالقرب من قطاع غزة الذي أطلقت حركة "حماس" منه عشرات صواريخ الكاتيوشا على الأراضي المحتلة.
وأضافت: "تعمل القبة الحديدية عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، قبل تقييم ما إذا كان سيتم توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ لاعتراضها. وقد تم تجهيز كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخاً، وتقول الشركة إن نسبة نجاح الاعتراض في الجو تبلغ 90 في المئة".
وتأتي هذه التطورات بينما تعيش المنطقة المغاربية على وقع تصعيد غير مسبوق في
العلاقات بين الجارتين المغرب والجزائر، بعد أن اتهمت الجزائر الرباط بقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف قالت إنه وقع في المنطقة الحدودية بين موريتانيا والصحراء الغربية المتنازع عليها متوعدة بأن الأمر "لن يمر دون عقاب".
وقد نقلت مصادر إعلامية مغربية في حينه عن مسؤول رفيع المستوى نفي الرباط شنّ قواتها العسكرية أيّ غارات جويّة سواء داخل الجزائر أو موريتانيا.
ويأتي ذلك بعد إعلان الجزائر وقف مدّ إسبانيا بالغاز الطبيعي عبر خطّ أنابيب يشقّ الأراضي المغربية، في خطوة تصعيدية تلت قطع الجزائر نهاية آب (أغسطس) الماضي، علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب ثم إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية.
وتشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا منذ عقود، بسبب قضية الصحراء على وجه الخصوص. والحدود بين الدولتين الجارتين المغلقة منذ عام 1994.
ويتنازع المغرب وجبهة "البوليساريو" على إقليم الصحراء، حيث تقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
يذكر أن العلاقات المغربية ـ الإسرائيلية تعرف تطورا منذ 10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حيث أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الديبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000، إثر تجميد الرباط العلاقات جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وفي كانون الثاني (يناير) 2021، عيّنت إسرائيل، السفير السابق لدى القاهرة دافيد غوفرين، ممثلا ديبلوماسيا لها في المغرب، قبل أن تفتح تل أبيب مكتبا تمثيليا لها بالرباط، في أغسطس الماضي.
والمغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان، فيما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع إسرائيل، منذ 1979 و1994 على الترتيب.