هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أحيى آلاف الفلسطينيين في الداخل المحتل، الجمعة، الذكرى السنوية الـ 65 لمجزرة كفر قاسم، التي التي نُفِّذتها شرطة الاحتلال الإسرائيلي في 29 أكتوبر/تشرين أول 1956.
ونُظّمت مسيرة في مدينة كفر قاسم، شمالي البلاد، رُفعت خلالها الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، وتقدمتها قيادات ونواب عرب بالكنيست، ورؤساء مجالس محلية عربية.
وحمل المتظاهرون لافتة كبيرة كُتب عليها "الذكرى الـ 65 لمجزرة كفر قاسم، لن نصالح، لن نسامح"، وصور شهداء المجزرة.
وارتكبت شرطة الاحتلال مجزرة كفر قاسم وهي مدينة عربية في شمالي فلسطين المحتلة، ضد فلسطينيين عزل وراح ضحيتها 49 منهم، ومن ضمنهم 23 قاصرا.
وكان الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قد أسقط، الأربعاء، مشروع قانون يطالب باعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن المجزرة.
وتجمعت المسيرة، عند صرح الشهداء، في وسط مدينة كفر قاسم، حيث تم الوقوف دقيقة صمت، حدادا على أرواح الشهداء.
وقال رئيس بلدية كفر قاسم، عادل بدير، في كلمة أمام المتظاهرين: "ها هي الذكرى الـ65 لمجزرة كفر قاسم الرهيبة، تُجمعنا وتُوحدنا كما هو العهد، مع هذه الذكرى دائما".
وأضاف: "تأتي الذكرى في هذا العام، وما زالت التحديات والمخاطر تواجهنا".
وتابع: "لكننا هنا اليوم لنقولها بصوت عالٍ وصريح، إنه رغم كل ذلك، سنبقى نحمل الأمل في قلوبنا لغد ننعم فيه بالأمن والحرية والسلام".
وأكمل:"مجتمعنا وبرغم كل التحديات سيبقى شامخا إلى الأبد، من خلال انتماء أبنائه لثوابتنا الوطنية وقيمنا الأخلاقية والدينية".
وبدوره، تطرّق محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية (أكبر تجمع للفلسطينيين داخل إسرائيل)، إلى الزيارة التي يعتزم رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، تنفيذها الجمعة، إلى كفر قاسم.
وأضاف في هذا الصدد، خلال كلمة ألقاها أمام المتظاهرين: "تحدثت معه، وقلت له إنني أبارك هذه الزيارة، وآمل أن يقف هنا وأن يعلن تحمّل دولة اسرائيل، المسؤولية عن المجزرة".
لكن بركة، لفت إلى أن الرئيس السابق رؤوبين ريفلين زار كفر قاسم أيضا في السنوات الماضية.
وأضاف: "المطلوب هو أن تتحمل إسرائيل رسميا مسؤولية هذه المجزرة".
وتابع يقول: "نقف هنا كجسم واحد مجتمعين، على دم الشهداء".
وأردف: "هذه المجزرة لم تكن خللا في المشروع الصهيوني، بل كانت في صلبه، فما لم يُستكمل في نكبة عام 1948 بحق الشعب الفلسطيني، أرادوا استكماله في هذه المنطقة في عام 1956".
وأضاف: "كان لمجزرة كفر قاسم، هدف إجرامي، وهو أن ينفذوا عملية ترانسفير (ترحيل) لمن تبقى من أبناء شعبنا في وطنهم".
وتابع بركة: "هذا المشروع يستهدفكم، يستهدفنا ويستهدف أولادنا ويستهدف تاريخنا وعلاقاتنا مع الأرض ومع الوطن".
وبحسب مؤرخين وباحثين، فإن إسرائيل هدفت من وراء المجزرة، التي وقعت في اليوم الأول، من "العدوان الثلاثي" على مصر، إلى دفع ما تبقى من عرب فلسطين، إلى الهجرة، عبر ترهيبهم، على غرار ما جرى في مجزرة دير ياسين، لكنها فشلت في ذلك.