هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعترف القائد السابق لقيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال احتياط نيتسان ألون، بفشل سياسة الجيش في العدوان الأخير على قطاع غزة.
وأكد الجنرال ألون، الذي حقق في الجوانب التي تتعلق بالوعي والمعرفة لسلوك الجيش في العدوان الأخير على غزة والذي أطلق حملة "حارس الأسوار"، أن "الإنجاز العملياتي كان غير متناسب تماما مع الضرر الذي أحدثه على صعيد الوعي الدبلوماسي"، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلي "كان".
وانتقد بشدة استهداف جيش الاحتلال لبرج "الجلاء" وسط مدينة غزة الذي احتوى على مكتبي قناة "الجزيرة" القطرية ووكالة "أسوشييتد برس" العالمية، خلال معركة "سيف القدس" كما أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية.
ولفت إلى أن الاحتلال "قدم لواشنطن أدلة مزعومة بأن حماس شغلت أنظمة لتعطيل القبة الحديدية" من خلال البرج المذكور، كاشفا عن نتائج التحقيق الذي قام به في العملية وتأثيرها على الوعي.
وقال: "كانت مهاجمة مكاتب وكالة "أسوشييتد برس" هجوما من تلقاء أنفسنا، من أجل أن نصنع الذات بالنسبة لنا، وهو هدف لم يقبله الجميع في جيش الإسرائيلي، وأنا مقتنع بأنه خطأ".
وأوضح خلال كلمته في مؤتمر "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب الذي تناول الأمن القومي والديمقراطية، أن "الإنجاز العملياتي كان غير متناسب تماما مع الضرر الدبلوماسي الواعي الذي تسببت به مهاجمة البرج".
ونبه الجنرال، إلى أن "نجاح الجيش في البعد العام للوعي، كان هامشيا للغاية؛ وهذا بالطبع له تأثير على الرأي العام العريض على الحملة نفسها، ولكن أثناء المعركة، من الصعب للغاية إحداث تأثير فعال في وقف القتال".
اقرأ أيضا: قناة عبرية: هذا تبرير كوخافي لتدمير برج يضم وكالة "AP" بغزة
ونقلت "معاريف" عن ألون تأكيده أن "هناك العديد من الدروس المستفادة من العملية؛ بعضها يتعلق بالتنسيق بين المنظمات، والتنظيم داخل جيش الإسرائيلي، واستخدام التقنيات الموجودة".
واعترف بـ"وجود فجوات داخل الجيش"، وقال: "هناك ثقافة مختلفة ونقص في التواصل والقيادة والسيطرة الإضافية والجوانب الأخرى التي نشأت في التحقيقات، والجيش منخرط في تصحيحها".
وبين أنه "من أجل وجود صلة بين العمل على المستوى الواعي وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، فإن من الضروري الوصول إلى صانعي القرار على الجانب الآخر"، زاعما أن "نقطة الضعف الرئيسية في الحملة الإسرائيلية على غزة، تمثلت في التأثير على الرأي العام في غزة أثناء القتال، من أجل الضغط على صناع القرار في حماس".
وبدأ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة يوم 10 أيار/ مايو 2021 واستمر 11 يوما، مخلفا دمارا واسعا في البنيات السكانية والبنية التحية والعديد من المرافق والمنشآت العامة.
وأدى عدوان جيش الاحتلال إلى ارتكاب 19 مجزرة بحق 19 عائلة فلسطينية، حيث ارتقى 91 شهيدا بينهم 41 طفلا من تلك العائلات، والتي كان أكثرها عائلة "الكولك" التي قتل جيش الاحتلال منها 21 شهيدا.
وتسبب القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع، في تدمير المئات من المنازل والأبراج والشقق السكنية والطرق الرئيسية والأماكن العامة وشبكات المياه والاتصالات والإنترنت، إضافة إلى تدمير العديد من المؤسسات الحكومية المختلفة، وتشريد الآلاف من بيوتهم، وترك المئات من الصواريخ والقذائف والقنابل التي لم تنفجر.