هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا معتقلون مصريون في عدد من السجون وأماكن الاحتجاز المصرية من كافة الاتجاهات السياسية، شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إلى القيام بوساطة مع النظام الحاكم من أجل إنهاء معاناتهم وظروفهم "القاسية"، مُحمّلين إياه "المسؤولية أمام الله والتاريخ، وأن يكون هو صاحب هذا الحل".
وأشاروا، في رسالة كُتبت بتاريخ 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وحصلت "عربي21" على نسخة منها، إلى أنهم طالبوا سابقا بمصالحة أو تسوية شاملة لإخراجهم من "المعتقلات التي أكلت سنين من أعمارنا، وزهرة شبابنا، وراحة شيوخنا وعجائزنا، وتحل تلك الأزمة برمتها، وتلم الشمل وتوحد الصف".
كان حقوقيون ونشطاء مصريون قد تداولوا مطلع الشهر الجاري رسالة لهؤلاء المعتقلين، أعلنوا فيها موافقتهم على مصالحة مع النظام أو تسوية شاملة في الإطار الذي تحدده الدولة مقابل إطلاق سراحهم.
يشار إلى أن شيخ الأزهر كان قد أجرى مؤخرا بعض الفحوصات الطبية بدولة ألمانيا ضمن رحلة علاجية، وعاد يوم السبت 9 تشرين الأول/ أكتوبر مواصلاً أداء مهام عمله.
فيما لا تعدّ تلك المناشدة لشيخ الأزهر هي الأولى من نوعها؛ فقد طالب معتقلون آخرون، خلال شهر أيلول/ سبتمبر 2019، أحمد الطيب بالتوسط بين النظام والشباب في السجون لوضع خريطة لإنهاء هذه الأزمة، ووقف أضرارها على الوطن وأبنائه.
لكن شيخ الأزهر لم يبد -حتى الآن- أي موقف تجاه تلك المناشدات لا السابقة أو الحالية.
وكان رئيس سلطة الانقلاب العسكري في مصر، عبدالفتاح السيسي، قد أطلق في يوم السبت 11 أيلول/ سبتمبر الماضي، أول استراتيجية وطنية شاملة لحقوق الإنسان، وسط انتقادات محلية ودولية للأوضاع الحقوقية بالبلاد.
ويعاني أكثر من 60 ألف معتقل لنحو 8 سنوات في سجون النظام في ظل ظروف إنسانية وصحية صعبة، مع بطش النظام وتجاهله لجميع النداءات الحقوقية والمبادرات الإنسانية للتخفيف من معاناتهم أو حل الأزمة مع جماعة الإخوان المسلمين.
وتاليا نص الرسالة الجديدة، والتي وصلت "عربي21" نسخة منها:
إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف
بداية، نحمد الله أن خرجتم من الوعكة الصحية الأخيرة على خير، سائلين المولى الشفاء لكم ولمرضانا ومرضى المسلمين.. نحن مجموعة من الشباب والشيوخ المعتقلين احتياطيا، ومحكومين بالسجون وأقسام الشرطة، قد أصدرنا بيانا بتاريخ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنا فيه موقفنا إزاء التصريحات الإيجابية التي صدرت يوم 11 أيلول/ سبتمبر في مستهل الإعلان عن استراتيجية حقوق الإنسان.
وافقنا فيه وطالبنا بمصالحة أو تسوية شاملة تخرجنا من المعتقلات التي أكلت سنين من أعمارنا، وزهرة شبابنا، وراحة شيوخنا وعجائزنا، وتحل تلك الأزمة برمتها، وتلم الشمل وتوحد الصف.
ونطلب منك يا فضيلة الإمام بصفتك على رأس الأزهر الشريف أهم مؤسسة تدعو للتصالح والتعايش بين الشعوب أن تتحمل مسؤوليتك أمام الله والتاريخ، وأن تكون صاحب هذا الحل.
كما نوسطك بيننا وبين الدولة وبين أطراف هذه الأزمة.
نرسل إليك هذه الرسالة سائلين العلي القدير أن تكون سببا في إنقاذ الآلاف وإعادتهم إلى ذويهم.