هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رفضت
الحكومة الأردنية طلب حزب جبهة العمل الإسلامي إقامة احتفال بذكرى المولد النبوي
الشريف، وجاء الرفض في الوقت الذي تم السماح فيه بإقامة حفلات غنائية عدة، أحياها
عدد من الفنانين، مثل عمرو دياب وتامر حسني، إلى جانب حفل مرتقب للمطرب مصطفى
قمر.
وأثار
هذا التناقض في مواقف الحكومة تجاه التجمعات والحفلات تساؤلات عن أسبابه، فهل هو
رفض لأسباب صحية أم سياسية؟ وما هي حجج الحكومة التي أوردتها في رفضها إقامة
احتفال المولد النبوي الشريف من قبل حزب جبهة العمل الإسلامي؟
مناكفات
سياسية
ولمعرفة
أسباب رفض الحكومة طلب الحزب بإقامة احتفال المولد النبوي، تواصلت "عربي21"
مع وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية فيصل الشبول، الذي أشار بدوره
لبيان أصدرته وزارة الداخلية حول الأمر.
ووفقا
للبيان الذي نشرته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، واطلعت عليه "عربي21"، قال الناطق
الإعلامي باسم وزارة الداخلية "إن طلباً غير مسبوق تقدم به حزب جبهة العمل الإسلامي
إلى وزارة السياحة والآثار للحصول على موافقتها بإقامة احتفال بذكرى المولد النبوي
الشريف في 29 من الشهر الحالي، بحيث يقام في المدرج الروماني، وذلك رغم معرفة
الحزب بأن وزارة الداخلية ومن خلال الحكام الإداريين هي الجهة ذات الاختصاص وفقاً
للقانون".
ولفت
إلى "أن الاحتفالات بهذه المناسبة قد جرت بصورها الرسمية والشعبية في المساجد
والأماكن التي اعتاد الأردنيون على إقامتها عبر الزمن، مشيراً إلى أن طلب الحزب
وتحديد الزمان والمكان لإقامة حفله بعد عشرة أيام من ذكرى المولد النبوي، وتجاوز
الجهة ذات الاختصاص يحمل دلالات سياسية ومناكفات غير مبررة".
وأشار البيان إلى أن "الوزارة قد فوجئت بنشر صورة طلب الحزب عبر بعض وسائل الإعلام ومنصات
التواصل الاجتماعي، بما لا يعبر عن أصول التخاطب بين الأحزاب السياسية ومؤسسات
الدولة".
وقال:
"وبناء على ذلك (...) قرر محافظ العاصمة عدم السماح بإقامة هذه
الفعالية".
وفي رده على توضيح الوزارة، قال الناطق باسم حزب جبهة العمل الإسلامي، ثابت عساف: "خاطبنا الجهات المختصة رسمياً، ووزارة الداخلية تعلم بالطلب عبر مخاطبة رسمية من الجهة المسؤولة عن المدرج وهي وزارة السياحة، وعند مراجعة محافظ العاصمة قبل أيام بخصوص الرد تم إعلامنا بأن نتابع وزارة السياحة لأنهم سيرسلون الرد إليها، وهو ما جرى اليوم حيث كان الرد بالرفض".
اقرأ أيضا: هل يحتذي الأردن بالمغرب في التعاطي مع الإسلاميين؟
من جهته قال أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، إن "الحكومة لم تبد مبررات لرفض الاحتفال، ولم تجب على طلبنا خطيا بل كان الرد شفويا، ولهذا لا نعلم سبب ومبررات رفضهم".
وتابع
العضايلة خلال حديثه لـ"عربي21": "بعثنا الكتاب لوزارة السياحة وهي
بدورها حولت البيان للآثار التي بدورها خاطبت محافظ العاصمة للحصول على الموافقة
الأمنية، واليوم أبلغتنا الآثار بقرار الحكومة، ولم يتم منحنا خطابا خطيا بأسباب
الرفض".
وحول
تعليقه على الرفض قال العضايلة: "نعتبر هذا الرفض ازدواجا في المعايير التي
تمارسها الحكومة تجاه الحالة الشعبية، ونحن نعتقد أنه من المؤسف أن الحكومة تصدر
تراخيص للحفلات ولفعاليات عديدة دون أي رادع، وفي الوقت نفسه تمنع الاحتفال برسول
الله عليه أفضل الصلاة والسلام".
واعتبر
أن الرفض "أمر مستهجن ومستغرب ويسيء لصورة البلاد، ويشعرنا بأن هذه الحكومة
تخوض معركة ضد الهوية العربية الإسلامية في البلاد، حيث ترخص لكل مغن أجنبي في
الوقت الذي تحرم فيه الناس من أن يحتفلوا بالرسول في بلد هويته عربية إسلامية وبلد
شرعية النظام السياسي فيه قائمة على العروبة والإسلام".
اقرأ أيضا: إسلاميو الأردن يطالبون بمحاسبة "مزوري" انتخابات البرلمان
الكيل بمكيالين
وأثار
هذا التناقض في قرارات الحكومة فيما يخص الاحتفالات وغيرها من الفعاليات تساؤلات
عن أسبابه
حيث قال
وزير الصحة الأسبق سعد الخرابشة: "رأينا تناقضات كثيرة وليس في هذه المسألة فقط، ولا أدري
ربما يكون له بعد سياسي، لكن إذا أردنا الحديث عن قضية أن الرفض من أجل الوقاية من
الوباء، هناك تجمعات أكبر بكثير من تجمع الاحتفال بالمولد النبوي، لماذا هذا الكيل
بمكيالين، (...) يجب أن يتم توجيه السؤال للحكومة والجهات الرقابية، فهي المسؤولة عن هذه الأمور".
ولم يستبعد الخرابشة خلال
حديثه لـ"عربي21"، أن تكون أسباب الرفض سياسية، لأنه إذا كان الهدف منع
الحشود وحضور الناس وللمحافظة على التباعد الجسدي والاجتماعي، فهذا الشرط مخترق
وبعلم كافة الأجهزة الرقابية، حيث يوجد هناك حفلات وأعراس يحضرها مئات الناس بدون أي رقابة، بالتالي لا أستبعد أن يكون خلف الرفض أسباب سياسية لا نعلمها".
اقرأ أيضا: إسلاميو الأردن: هذه الضغوط مورست علينا وهذا حجمنا (فيديو)
حزب جبهة العمل الإسلامي
وكان
حزب جبهة العمل الإسلامي أصدر بيانا رسميا علق فيه على رفض الحكومة طلبهم إقامة احتفال
المولد النبوي.
وجاء في البيان أن رفض الفعالية "خطوة مريبة تكشف حقيقة الدور الذي يسعى فيه صناع القرار لمنع الفضيلة ومحاربتها والسعي في ذات الوقت لنشر معالم التغريب والحفلات الماجنة والرذيلة والمجون بشكل ممنهج ومتسارع وغير مسبوق".
وتابع البيان: "إننا
أمام هذه المستجدات المتلاحقة وخصوصا في الآونة الأخيرة لنعلن عن قلقنا البالغ من
هذه التصرفات التي تمس أبواب الفضيلة والقيم والدعاة والمناهج ومراكز القرآن
ومؤسسة الأسرة، وفي ذات الوقت العبث بقيم المجتمع ودينه وأخلاقه بشكل ممنهج ومقنن
وغير مسبوق وفق الاشتراطات الغربية في أرض الحشد والرباط".
وختم البيان: "إننا في هذا الصدد لنرى بوضوح آلية التعامل الانتقائي وازدواجية المعايير مع قانون الدفاع وأوامره التي يتم تسليطها واستخدامها كأداة للتضييق والمنع خارج دورها الذي انتهى في مواجهة الوباء، وتوظيفها بشكل أمني وسياسي ينبغي أن يتوقف وينتهي".