تعاني العديد من دول العالم، نقصا في الكثير من
المواد، ومنها الماء والقهوة والشرائح الإلكترونية التي تدخل في تصنيع الكثير من
الأجهزة والأدوات.
وتسببت جائحة كورونا، في أزمة عالمية وخلقت
اضطرابا في إنتاج الكثير من المواد، إضافة إلى عوامل عديدة.
لبنان: الماء والأدوية
على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، عانى
البلد من أزمة اقتصادية دفعت بنحو ثلاثة أرباع سكانه إلى الفقر والعوز، وأدت إلى
انهيار عملته وكانت السبب في اندلاع مظاهرات كبيرة ضد الحكومة والنظام السياسي في
لبنان.
وكان اقتصاد البلاد يعاني أصلا من مشاكل قبل
تفشي الوباء، لكن الجائحة جعلت الأوضاع أسوأ بكثير.
وقد أدى
نقص الوقود إلى انقطاع التيار
الكهربائي بشكل متكرر، ما جعل الشركات والعائلات تعتمد على مولدات الكهرباء الخاصة
باهظة الثمن، والتي تعمل بالديزل، هذا بالطبع في حال كانت العائلة قادرة أصلا على
تحمل تكاليف هذه المولدات.
وفي آب/أغسطس المنصرم، قالت منسقة الأمم
المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان نجاة رشدي، إنها "قلقة للغاية بشأن تأثير
أزمة الوقود على تأمين خدمات الرعاية الصحية وإمدادات المياه لملايين الأشخاص في
لبنان".
الصين: الفحم والورق
"عاصفة عاتية" تضرب المتسوقين
والشركات في الصين في الداخل والخارج. وتؤثر على كل شيء، من الورق والغذاء والمنسوجات ولعب الأطفال إلى شرائح
الهواتف الذكية.
وتعتمد الصين على الفحم بشكل أساسي في إنتاج
الطاقة الكهربائية.
وتنبع المشكلة بشكل رئيسي من أزمة الكهرباء،
حيث شهدت أكثر من 20 مقاطعة انقطاع التيار الكهربائي.
ويأتي أكثر من نصف كهرباء البلاد من الفحم،
الذي ارتفع سعره في جميع أنحاء العالم. وحيث أنه لا يمكن وضع عبء هذه التكاليف على
المستهلكين الصينيين بسبب سقف سعر صارم تفرضه السلطات، تعمل شركات الطاقة على
تقليل الإنتاج.
وقد تأثر إنتاج الفحم بفحوصات السلامة الجديدة
في المناجم، والقواعد البيئية الأكثر صرامة والفيضانات الأخيرة، كما تقول الدكتورة
ميدان.
الولايات المتحدة: الألعاب وورق المرحاض
حذر مسؤول في البيت الأبيض من أنه "ستكون
هناك أشياء لا يستطيع الناس الحصول عليها"، خلال فترة عيد الميلاد.
سوف تتأثر مخزونات الألعاب، وكذلك المواد
الغذائية الأساسية مثل ورق المرحاض والمياه المعبأة في زجاجات والملابس الجديدة
وأغذية الحيوانات الأليفة.
وجزء من المشكلة هو المأزق الحاصل في الموانئ
الأمريكية، إذ أن أربع حاويات شحن من أصل 10 تدخل الولايات المتحدة عبر ميناءين
فقط، في لوس أنجلوس ولونغ بيتش في ولاية كاليفورنيا.
الهند: سيارات وشرائح كمبيوتر
شهدت أكبر شركة لتصنيع السيارات في الهند،
ماروتي سوزوكي، انخفاضا حادا في الإنتاج، ويرجع ذلك جزئيا إلى النقص العالمي في
شرائح الكمبيوتر.
وتشغل هذه الشرائح ميزات مثل إمدادات المحرك
والفرملة في حالات الطوارئ.
والسبب الأساسي وراء هذا النقص هو الاضطرابات
المرتبطة بالوباء في بلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
وقد كان الطلب العالمي على الشرائح، التي
تُستخدم أيضا في الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، يرتفع قبل الوباء، بسبب
اعتماد تقنية الجيل الخامس G5.
وأدى التحول إلى العمل من المنزل إلى ارتفاع
إضافي في الطلب، حيث بات الناس بحاجة إلى أجهزة كمبيوتر محمولة أو كاميرات ويب
للعمل.
ويعاني أكبر مصنعي السيارات في الهند بسبب نقص
شرائح الكومبيوتر.
وقد تفاقم النقص في المكونات القادمة إلى الهند
بسبب اضطراب الطاقة في البلاد، إذ أن مخزونات الفحم أخذت تنخفض بشكل خطير.
وانتعش الاقتصاد بعد الموجة الثانية القاتلة من
فيروس كورونا في الهند، مما أدى إلى زيادة الطلب على الطاقة، لكن أسعار الفحم
العالمية ارتفعت بينما انخفضت واردات الهند.
البرازيل: القهوة والماء
يعد الجفاف الذي حاق بالبرازيل، والذي يعتبر
الأكثر حدة منذ ما يقرب من قرن، مسؤولا بشكل جزئي عما حل بمحصول البن الذي جاء
مخيبا للآمال هذا العام.
وقد ساهم الجفاف إلى جانب الصقيع والدورة
الطبيعية للحصاد، في انخفاض كبير في إنتاج البن.
كما تفاقمت التحديات التي تواجه منتجي البن
بسبب ارتفاع تكاليف الشحن ونقص الحاويات.
وحتما ستنعكس تكاليف البن المرتفعة تلك على
المقاهي في جميع أنحاء العالم، حيث أن البرازيل هي أكبر منتج ومصدر للبن.
أضف إلى ذلك، ونظرا لأن معظم كهرباء البلاد
تأتي من الطاقة الكهرومائية التي تستخدم الخزانات، فإن نقص المياه له تأثير مباشر
على إمدادات الطاقة في البلاد.
نيجيريا: الغاز الطبيعي
تعاني نيجيريا من نقص في الغاز الطبيعي المسال (LNG)، والذي يستخدم بشكل
رئيسي في الطهي.
هذا على الرغم من امتلاك الدولة أكبر احتياطيات
من الغاز الطبيعي في أفريقيا.
وقد ارتفع سعر الغاز الطبيعي المسال بنسبة 60
في المئة تقريبا بين أبريل/ نيسان ويوليو/ تموز، مما جعله بعيدا عن متناول العديد
من النيجيريين.
نتيجة لذلك، تحولت المنازل والشركات إلى
استخدام الفحم الأكثر تلوثا، أو الحطب للطهي.
ويبدو أن أحد أسباب ارتفاع الأسعار هو النقص
العالمي في العرض، إذ لا تزال الدولة تعتمد على الغاز الطبيعي المسال المستورد.
كما أنه من المحتمل أن يكون الوضع قد تفاقم
بسبب انخفاض قيمة العملة، وإعادة فرض الضرائب على الغاز الطبيعي المسال.