هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ورغم تدني نسب
التصويت في غالبية المحافظات، إلا أن محافظة القاهرة، رغم أنها الأكبر بين جميع
المحافظات، جاءت بأقل نسبة؛ حيث ذكرت اللجنة المشرفة على الانتخابات أن محافظة
القاهرة كانت أقل محافظة في نسبة التصويت بنسبة مشاركة تقل عن 1 بالمئة.
رسالة الأطباء
وأرجع أمين
عام مساعد النقابة العامة للأطباء، الدكتور رشوان شعبان، تدني نسب المشاركة في
الانتخابات إلى سببين، "أولهما، عزوف عدد كبير من الأطباء عن الحضور
والمشاركة في انتخابات التجديد النصفي، وثانيهما، مقاطعة تيار الاستقلال الذي كان
مهيمنا على مقاعد النقابة".
وأوضح في تصريحات
لـ"عربي21" أن "نسبة الحضور متدنية مقارنة بالانتخابات الأخرى، وهي
تعكس حالة العزوف لدى قطاع كبير من الأطباء لسببين أيضا، أولهما، عدم تعاطي
الحكومة وخاصة وزارة الصحة مع مطالب الأطباء وتحديدا في أزمة كورونا، وثانيهما،
تحول النقابة إلى أشبه ما يكون بمكتب لوزارة الصحة في النقابة".
وأكد شعبان أن
"عمل نقابة الأطباء خلال الفترة الماضية، وتحديدا خلال أزمة جائحة فيروس
كورونا، لم يكن على المستوى المأمول، في الوقت الذي كان من المفترض فيه أن يولي
العمل النقابي أهمية قصوى لحماية، وتأمين الأطباء، وتقديم دعم كاف لهم
ولأسرهم".
كاشفة لأوضاع النقابات
من جهته، قال
مقرر اللجنة القانونية والحريات بنقابة الأطباء المصرية سابقا، أحمد شوشة، إن
"ما جرى في انتخابات التجديد النصفي رسالة كاشفة لأوضاع النقابات، عموما في
مصر، ومن بينها نقابة الأطباء، التي لم تشهد أي إقبال حقيقي للترشح أو حتى
التصويت".
ودلل على حديثه
بالقول في تصريحات لـ"عربي21": "عندما يقال إن نسبة المشاركة أقل
من 7 بالمئة، وعدد الحضور لا يتجاوز 11 ألف صوتا، فهذا يعني فقدان الثقة في نقابة
الأطباء، ورغم تراجع المشاركة في الانتخابات عموما، لكن مجموع المشاركين كان هو
مجموع الأصوات التي كان يحصل عليها أحد المرشحين لمجلس النقابة في وقت سابق".
اقرأ أيضا: حملة باطل: مصر الأعلى عالميا بنسب وفيات الأطباء بكورونا
ودعا شوشة،
وهو مفوض النقابة العامة للأطباء سابقا أيضا، "النقابة إلى إعادة قراءة نتائج
الانتخابات بشكل جاد، وتصحيح الأخطاء التي بسببها عزف آلاف الأطباء عن ممارسة حقهم،
وليس الحقيقة أن وجود 70 ألف طبيب في الخارج هو وراء تراجع نسبة المشاركة، ولكنه
جزء من الحقيقة".
تلاشي العمل النقابي عموما
وتشهد
النقابات المهنية في مصر بشكل عام حالة من العزوف عن المشاركة أشبه بانتخابات
مجلسي النواب والشيوخ، وتدني نسب الحضور بعد سنوات من تراجع الحياة السياسية بشكل
لافت، وخروج أحزاب سياسية كبيرة ومعروفة من المشهد لصالح أخرى موالية في مشهد، يؤكد
نجاح الدولة في تفريغ العمل النقابي من مضمونه.
وهو ما أكده النقابي السابق والذي شغل مواقع عدة
في الدفاع عن حقوق العاملين في النقابة العامة للأطباء، أن هناك العديد من الأسباب
تتعلق بالمناخ العام الذي تمر به البلاد، والتوجه نحو هيمنة فريق معين على مجالس
النقابات بشكل عام.
وتراجع
الاهتمام بالعمل النقابي، الذي يشكل صداعا للحكومات المصرية المتعاقبة من قبل
نقابات مهنية مرموقة مثل نقابة الصحفيين والمحامين والأطباء، إلى جانب نقابات أخرى
مستقلة تمثل شرائح واسعة من العمال على مستوى القطاعات كعمال الغزل والنسيج
والحديد والصلب وغيرهم.
وبات من الواضح سيطرة الموالين للسلطة، سواء على
مقاعد النقباء أو مجالسها، في ظل تمرير الحكومة بعض بنود برامجهم الانتخابية من أجل
جذب الحد الأدنى من المقيدين على جدول الانتخابات للمشاركة في التصويت وتبرير
نجاحهم.