هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب ديفيد إغناطيوس في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، كرر في زيارته الأسبوع الماضي، ما سبق وقاله مسؤولون أمريكيون إن على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الاعتراف بالمسؤولية عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وبحسب مقال إغناطيوس الذي ترجمته "عربي21"، فإن ولي العهد ردّ بالنفي، مؤكدا أنه اتخذ الخطوات لمنع حدوث مثل هذه القضية مجددا.
وأورد أنه مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، فإن هناك تحولات طفيفة في الشرق الأوسط تقوم من خلالها الدولة باستكشاف شراكات إقليمية جديدة وتتعامل مع عالم يبدو أن القوة العظمى قد فقدت بريقها فيه.
ويعلق بأن الاصطفاف الإقليمي الجديد يساعد على تخفيف الضغط، وهي النقطة التي تم التأكيد عليها منذ سنوات. ويبدو أن الدول تحاول حل مشاكلها عبر العلاقات الاقتصادية أكثر من الاعتماد على القوة العسكرية الأمريكية الضاربة، بحسب إغناطيوس.
وقال: "المشكلة في هذا هو تحول بعض الدول إلى الصين، وجعلها شريكا أمنيا جديدا، يحل مع الولايات المتحدة التي ترى أنه لا يمكن الاعتماد عليها".
اقرأ أيضا: إدارة بايدن: سوليفان بحث مع ابن سلمان قضية خاشقجي
وأشار إلى المبادرات الدبلوماسية البارزة، التي تضم المحادثات بين إيران من جهة وبين السعودية والإمارات من جهة أخرى. وكذلك التقارب الإماراتي مع كل من قطر وتركيا.
وقال: "في كل مبادرة كانت الأجندة المشتركة هي التجارة والازدهار والاقتصاد. وساعدت الدبلوماسية على تخفيض التوتر، لكن زخمها يظل خارج سيطرة واشنطن".
وقال إغناطيوس إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا يزال نقطة ضغط في العلاقات الأمريكية-السعودية. وكرر سوليفان التحذيرات التي قدمها زوار أمريكيون سابقون من أن على ولي العهد الاعتراف بمسؤولية قتل خاشقجي، والذي قالت "سي آي إيه"، إن الأمير قد وافق على مقتله.
واشتكى محمد بن سلمان لسوليفان أنه لم يحصل على الثناء لجهوده في تحديث المملكة، وتوسيع حقوق المرأة. ورد المسؤولون بأن هناك مطلبا من الحزبين في الكونغرس يدعو الرياض لبذل المزيد في مجال حقوق الإنسان.
وفي ضوء هذا المأزق قد تدفع السعودية إلى خيارات توسيع العلاقات مع الصين وروسيا بدون أن تقطع صلاتها مع واشنطن.
وباتت عبارة "لا أعداء ولا مشاكل" هي العبارة المتداولة وظهرت في الإمارات، حيث استمع سوليفان شرحا من ولي العهد في أبو ظبي والحاكم الفعلي. وقال إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كان ضربة قوية للإمارات، لأن عددا من أبناء ولي العهد قاتلوا مع التحالف الذي قادته الولايات المتحدة هناك.
وعبر محمد بن زايد عن قلقه مما يراه تعرجا في السياسة الأمريكية التي لم يعد أحد يتكهن بها، وتقدم بعلاج مستفز. واقترح أن العلاقات المستقبلية لبلاده مع الولايات المتحدة ستكون أكثر استقرارا لو تم توقيع معاهدة أمنية، وليس تحالفا مثل الناتو، ولكن معاهدة يقرها الكونغرس. ويدرس المسؤولون الأمريكيون الفكرة.
اقرأ أيضا: إحياء ذكرى خاشقجي أمام الكونغرس وسفارة الرياض بواشنطن (صور)
وتبني الإمارات علاقات مع الصين، بل وتحدث الصينيون عن ميناء في الإمارات يكون عقدة رئيسية في مبادرة الحزام والطريق التي تقودها الصين للتنمية الاقتصادية العالمية، بحسب تقارير إعلامية.
وأشار لتصريحات المسؤول الإماراتي أنور قرقاش، التي حذر فيها من حرب باردة تلوح بالأفق بين الولايات المتحدة والصين.
ويقول إغناطيوس: "بالنسبة للولايات المتحدة الذي عانى من 20 عاما من الحرب الأمريكية كان الانسحاب من أفغانستان بمثابة نقطة انعطاف، ولا يزال حلفاء الولايات المتحدة التقليديين معنا في اللعبة مع تعديل في التشكيلة".