هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توفي اليوم الجمعة رئيس المجلس الاستشاري لحزب السعادة، وزعيم حركة "ميللي غوروش" "الرؤية الوطنية"، أوغوزخان أصيل تورك، عن عمر يناهز "86 عاما".
ويعد أصيل تورك، أبرز الشخصيات السياسية الإسلامية في تركيا، وترأس "ميللي غوروش" التي أسسها رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان.
و"ميللي غوروش" (الرؤية الوطنية)، هي حركة سياسية دينية ومجموعة من الأحزاب الإسلامية التركية، وُصفت بأنها أكبر منظمة إسلامية تعمل في الغرب في ذلك الوقت، وكانت الأحزاب المحافظة جزءا منها.
وأدخل الزعيم الإسلامي أصيل تورك إلى مستشفى أنقرة في 13 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد شعوره بضيق التنفس بسبب الالتهاب الرئوي الذي أصيب به، بعد إصابته بفيروس كورونا.
وولد أصيل تورك عام 1935، ودرس في جامعة إسطنبول التقنية، في كلية الهندسة المدنية، وتقلد مناصب وزارية عدة، وكان عضوا في البرلمان التركي لفترات خمس.
وتقلد منصب وزير الداخلية، وكذلك عمل وزيرا للصناعة والتكنولوجيا، في الحكومة الائتلافية التي شكلت بين حزب الشعب الجمهوري وحزب السلامة القومي وحكومات الجبهة القومية.
واحتجز أصيل تورك لمدة عام واحد بعد الانقلاب العسكري في 12 أيلول/ سبتمبر 1980، ومنع من ممارسة السياسة لمدة 10 أعوام، وتم رفع الحظر عنه في استفتاء عام 1987 على الدستور، لينتخب أمينا عاما لحزب الرفاع في مؤتمره الأول.
وتولى رئاسة "ميللي غوروش" بعد وفاة أربكان، وشارك إلى جانبه في تأسيس حزبي "الرفاه" و"الفضيلة"، كما أنه أحد مؤسسي حزب السعادة التركي.
ويتمتع أوغوزخان أصيل تورك بثقل أكبر من منصبه رئيسا للمجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة؛ومؤخرا عمل على التقارب بين حزبه وحزب العدالة والتنمية، بعد لقاءات عقدها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومواقف أصيل تورك الأخيرة، ساهمت في تعزيز الخلافات داخل حزب السعادة، الذي تحركت جزء من قاعدته منتقدة البقاء في تحالف المعارضة إلى جانب حزب الشعب الجمهوري و"الشعوب الديمقراطي" الكردي.
اقرأ أيضا: خلافات في حزب "السعادة" التركي.. ماذا سيكسب حزب أردوغان؟
وفي حزيران/ يونيو الماضي، كتب أصيل تورك على حسابه في "تويتر" 53 تغريدة انتقد فيها رئيس حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو، بسبب تحالفه مع أحزاب المعارضة، ويدعم الانضمام لتحالف "الجمهور" الذي يترأسه أردوغان.
وتحدث أصيل تورك، في تغريداته عن الأخوة بعيدا عن تأثيرات السياسة السلبية، والتسامح مستشهدا في ذلك بآيات قرآنية وبعض الأحاديث والأقوال المأثورة.
تغريدات أصيل تورك، حملت الرؤية التي تتبناها "ميللي غوروش" أو "الرؤية الوطنية" التي أسسها رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان.
وانتقد المسؤول التركي، موقف حزبه القائم على المعارضة المتواصلة للحكومة التركية التي يشكلها حزب العدالة والتنمية، ما أدى إلى تراجع المؤيدين لحزب السعادة بشكل كبير، قائلا: "بسبب تقلص هذا الدعم، لم نتمكن من الحصول على مقاعد في البرلمان أو ممثلين من المدن التي حصلنا على أصوات كافية فيها رغم عدم تطبيق العتبة الانتخابية نتيجة التحالف الانتخابي".
وأشار في تغريداته: "لكي ينجح حزب سياسي، يجب أن يخدم الحقائق التي يؤمن بها. وعليه، يجب أن يكون هدفنا الأساسي هو محاولة توجيه المجتمع إلى القيم الأخلاقية والروحية"، مضيفا: "سنأخذ بعين الاعتبار أيضا الاحتياجات المادية للمجتمع. ولكن يجب التجنب من جعل الحزب يبدو وكأنه حزب يحاول فقط إشباع المجتمع"، "وأهم ما يميز ميللي غوروش عن الحركات الأخرى أنه يولي الاهتمام لالتزامه بالقيم الأخلاقية والروحية".
وأضاف: "إذا لم ننتبه لذلك، كما يقول معلمنا أربكان، فسنصبح أولا مثل الأحزاب الأخرى، ثم نختفي، يجب ألا ننسى أن أولئك الذين يصوتون لنا ليسوا أولئك الذين يأتون إلينا للحصول على فرص مادية، بل الذين يحترمون معتقداتنا".
وقال: "بالقرارات التي سنتخذها في المؤتمر العام القادم، سيصبح حزب السعادة قادرا على الدفاع عن قيمه التي تأسس عليها".
وتابع قائلا: "إذا رأينا خطأ أو تقصيرا ممن حولنا (قاصدا الحكومة)، فنحن نرى أنه من واجبنا تصحيح هذا الخطأ، وإذا اكتفينا بالانتقاد باستخدام لغة اتهامية، فلن يكون لخطابنا تأثير إيجابي على الداعمين، ويدفعهم للابتعاد عنا، واستطلاعات الرأي الأخيرة، أظهرت انخفاضا في الداعمين لنا بسبب الخطاب الذي نتبناه".
اقرأ أيضا: أردوغان يقود حراكا بإسطنبول.. ما علاقة "استراتيجية أربكان"؟
وأضاف: "أمامنا انتخابات عامة لا نعرف موعدها بعد، ومن أجل النجاح بها يجب اتخاذ التدابير اللازمة وفقا لهذه الشروط، من خلال دراسة الظروف التي تمر بها البلاد".
وأكد في تغريداته السابقة، أنه مع المؤتمر القادم سيتم تشكيل فريق عمل، يتناسب مع الظروف الاجتماعية والسياسية التي تعيشها البلاد، لافتا إلى أنه من أجل حزب سعادة قوي، واستقطاب الشباب وكسبهم في "مللي غوروش"، سيتم إعداد قائمة بإشرافه وعرضها على رئاسة المؤتمر.
ومع وفاة أصيل تورك، تثار التساؤلات حول مستقبل التحركات التي أجراها الرئيس التركي لاستقطاب حزب السعادة عبر رئيس المجلس الاستشاري.