هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت التحركات الأمريكية الموسعة سياسيا وعسكريا في الفترة الأخيرة، لمحاولة ضبط الأمور في ليبيا؛ التكهنات والتساؤلات حول دور الولايات المتحدة وقدرتها على حسم الملف الليبي قبل الانتخابات المرتقبة.
واعتمد الكونغرس الأمريكي قانون
"استقرار ليبيا"، الذي يدعو إلى قيام الولايات المتحدة بدور أكثر فاعلية
لحل النزاع الليبي، وتقديم المساعدة الإنسانية، ودعم الحكم الديمقراطي والدولة المدنية
وهيئات المجتمع المدني والانتخابات القادمة، واستعادة الأصول المسروقة من الشعب الليبي.
دعم عسكري
في حين زار قائد القيادة العسكرية
الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال ستيفين تاونسند العاصمة طرابلس،
التقى خلالها برئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة بصفته وزيرا للدفاع وكذلك رئيس
المجلس الرئاسي، محمد المنفي بصفته قائدا أعلى للجيش الليبي ثم التقى باللجنة العسكرية
المشتركة.
وأكد تاونسند دعم بلاده لإخراج
المرتزقة والأجانب من ليبيا، وكذلك إجراء العملية الانتخابية في موعدها المقرر كانون
الأول/ ديسمبر المقبل.
اقرأ أيضا: الغارديان: تساؤلات حول إمكان عقد الانتخابات الليبية بموعدها
ومن ضمن التحركات الأمريكية
أيضا في ملف ليبيا، زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى مصر ولقاء
السيسي وتأكيده على ضرورة تكثيف التنسيق المشترك بينهما ومع الشركاء الدوليين بشأن
الترتيبات المتعلقة بالانتخابات المقبلة في ليبيا، وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية
بها، وسحب المرتزقة والأجانب.
عقوبات وحسم
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة
الليبي، علي السويح أن "التحركات الأمريكية وآخرها قانون الكونغرس، تحمل أهمية
كبيرة في دعم واستقرار ليبيا وتهدئة الأوضاع والذهاب في العملية السياسية، ويبدو أن
الإدارة الأمريكية حسمت أمرها بالفعل في موقفها من ليبيا"، وفق تقديره.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"
أنه "في الأيام المقبلة سوف نشهد بالفعل فرض عقوبات على المعرقلين سواء من الداخل
أو الدولة المتدخلة في الشأن الليبي، وأكبر دليل على ذلك زيارة قائد الأفريكوم لطرابلس
ولقائه رئيس الحكومة والرئاسي، وهذه التحركات وغيرها من تحركات مسؤولين أمريكان تصب
كلها وبكل قوة في حسم الأمر في ليبيا ودعم استقرارها"، وفق توقعه.
تدخل سياسي وعسكري
في حين، أكد الضابط الليبي عقيد
سعيد الفارسي أن "اعتماد الكونغرس الأمريكي قانون دعم الاستقرار في ليبيا، يعد
خطوة متقدمة تعطي الإدارة الأمريكية حرية التدخل بقوة في الملف الليبي، حيث ستفرض عقوبات
وإبعادا لكل الشخصيات المعرقلة للتسوية السياسية والانتخابات.
وأضاف لـ"عربي21":
"كما أن هذه التحركات تعطي إنذارا للدول الإقليمية المتداخلة في الملف الليبي وتحمل
رسالة مفادها أن واشنطن حسمت موقفها من الملف الليبي وأنها سوف تضغط على الجميع من
أجل الانفراد بالملف، بل قد تقوم بتدخلات قوية سياسيا وعسكريا، وهو ما يثبت جدية التحركات
الأمريكية من عدمها"، وفق رأيه.
اقرأ أيضا: جنرال أمريكي يلتقي بقادة الجزائر وليبيا ويتجاهل سعيّد
من جانبه، يشير الكاتب والمحلل
السياسي الليبي المقيم في أمريكا محمد بويصير إلى أن "إصدار قانون دعم الاستقرار
في ليبيا يعكس اهتمام الكونغرس بالملف الليبي، ويعطي الإدارة الأمريكية الحق في تنفيذ
ما ورد في القانون بما يناسب الإدارة والتوجهات الأمريكية".
وأوضح خلال تصريح لـ"عربي21"
أن "الإدارة الأمريكية تستخدم مثل هذه القوانين كورقة ضغط على الفاعلين في الملف
الليبي سواء الدول الكبرى أو الدول الإقليمية، أما بخصوص زيارة قائد الأفريكوم فهدفها ضمان
استمرار وقف إطلاق النار وكذلك متابعة ملف سحب المرتزقة والقوات الأجنبية".
وبخصوص لقاء مستشار الأمن القومي بالسيسي فقد رأى بويصير أن "اللقاء يؤكد محورية الدور المصري، وهو يأتي في إطار التنسيق بين الطرفين وليس ضغطا كون السيسي لا يزال حليفا لواشنطن حتى الآن"، بحسب كلامه.