هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "أحداث عملية هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع، وإعلان الجيش الإسرائيلي عن إلقاء القبض عليهم جميعا، أعاد من جديد الحديث عن المكانة المتميزة التي تحظى بها مدينة جنين، ومخيمها للاجئين، بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وأضاف يارون فريدمان في مقاله
على موقع زمن إسرائيل، ترجمته "عربي21" أن "الفلسطينيين الذين يعانون
من حالة الانقسام منذ سنوات، فوجئوا بما شهده مخيم جنين شمال الضفة الغربية، حين شكلت
الفصائل "غرفة عمليات مشتركة" للأجنحة العسكرية الثلاثة التابعة لحركات فتح
وحماس والجهاد الإسلامي، بهدف التعامل مع فرضية اقتحام الجيش الإسرائيلي للمخيم بغرض
تحديد مكان الأسرى الهاربين".
وأوضح فريدمان، أستاذ الدراسات
الشرق أوسطية والشؤون الإسلامية في جامعة حيفا، أن "الجيش الإسرائيلي امتنع عن
دخول مخيم جنين، وقد كانت المرة الأخيرة التي اقتحم الجيش فيها هذا المخيم في نيسان/
أبريل 2002 في عملية استمرت عشرة أيام في إطار "السور الواقي"، وأسفرت المعركة
عن مقتل 23 جنديا إسرائيليا و25 فلسطينيا".
وأكد أن "مدينة جنين تقع
على بعد 70 كيلومترا فقط من مدينة حيفا، ونحو 20 كيلومتراً من مدينة العفولة، لكن معظم
الإسرائيليين لا يعرفون الكثير عنها، مع العلم أن جنين ليست فقط مركزا للمسلحين الذين
يتركز معظمهم في مخيم اللاجئين، ولكنها أيضا مدينة لها تاريخ وثقافة مثيرة للاهتمام،
يقطنها أربعون ألف نسمة، معظمهم من المسلمين، وأقلية مسيحية، وتعتبر جنين أكبر مدن
المثلث بين جنين ونابلس وطولكرم".
اقرأ أيضا: صحيفة عبرية تكشف تفاصيل مثيرة عن عملية سجن جلبوع
وأشار إلى أن "جنين لديها
العديد من الأسواق، ومعظم زبائنها من فلسطينيي48، ويكسب معظم سكانها قوت يومهم من الزراعة،
ولكن في التسعينيات تم بناء مركز صناعي هناك بشكل أساسي لإنتاج زيت الزيتون ومنتجات
البناء، ومنذ عام 2008، تقيم المدينة "معرض الصناعة الوطنية الفلسطينية"
مرة في السنة، كما أن لديها حياة ثقافية من حيث أوركسترا ومسرح وسينما ومتحف تراث يصف
تاريخ الشعب الفلسطيني".
وأوضح أن "جنين لديها تاريخ
وثقافة مثيرة للاهتمام، ويفخر السكان المحليون بتاريخها الإسلامي، وبالقرب منها، وقعت
معركة عين جالوت المصيرية عام 1260، حيث صد المماليك المسلمون المغول، وأنقذوا العالم
الإسلامي من الخراب، كما أحرق نابليون الجنرال الفرنسي المدينة بسبب دعم سكانها للعثمانيين،
وبعد ذلك تم تسمية الذراع العسكري لحركة حماس باسم الشيخ عز الدين القسام، الذي قتله
البريطانيون في أحراش المدينة في ثلاثينات القرن العشرين".
وأضاف أنه "خلال حرب
1948 شهدت المدينة اشتباكات ضارية بين قوات الجيش الإسرائيلي والجنود العراقيين، وخلال
الانتفاضة الثانية بين عامي 2001-2004، كانت جنين مرتعاً لمنفذي العمليات الاستشهادية،
وتعاون كامل بين مختلف الفصائل الفلسطينية، مع الوحدة بينها، رغم استمرار الخلافات
داخل فتح بين المستويين السياسي والعسكري، حول المواقف تجاه إسرائيل والعلاقات مع باقي
الفصائل".
وختم بالقول إنه "عشية
هروب الأسرى الستة، سارعت فتح وحماس بالدعوة لاستئناف الانتفاضة في المناطق الفلسطينية،
وأطلقت عدة صواريخ من غزة، فيما تفضل السلطة الفلسطينية مواصلة التنسيق الأمني مع إسرائيل
لمنع حماس من السيطرة على الضفة الغربية".