هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الطريقة التي قام بها المشرعون على هامش اليسار الأمريكي بابتزاز قيادة الديمقراطيين في قضية تمويل القبة الحديدية مقلقة، وتتطلب اتخاذ سبعة إجراءات أساسية؛ لأن أزمة القبة الحديدية اعتبرت جرس إنذار على صعيد العلاقات الإسرائيلية الأمريكية".
وأضاف روتم أورغ، مؤسس التحالف الإسرائيلي مع الحزب الديمقراطي،
في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أنه "رغم أن المحصلة
النهائية تمثلت بأن إسرائيل ستستمر في تلقي مساعدات أمريكية لتمويل البطاريات والصواريخ
الاعتراضية، وبدعم واسع من كلا الحزبين: الديمقراطي والجمهوري، إلا أن العملية التي
قامت فيها مجموعة من المشرعين على هامش اليسار الأمريكي بابتزاز قيادة حزبهم مقلقة
للغاية".
وأوضح أن "المشرعين الديمقراطيين طالبوا بإنهاء
مساعدة إسرائيل، بغرض إبلاغ ناخبيهم بذلك، لأنهم يعتقدون أن هناك جمهورًا يدعم هذه
التوجهات، لأن هناك أسباباً عديدة للمسافة المتبادلة بين الديمقراطيين وإسرائيل، بعضها
مرتبط بالسياسة الإسرائيلية، والبعض الآخر متعلق بالسياسة الأمريكية، لكن الأسباب الرئيسية
والمهمة تعتمد على جملة من التغيرات الديموغرافية والأيديولوجية والتكنولوجية".
وأشار إلى أنه "نتيجة لذلك، فإن المزيد والمزيد من الديمقراطيين،
الذين يشكلون أغلبية واضحة من الأمريكيين، خاصة الشباب واليهود، لا يرون إسرائيل حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة، بسبب ما يعتبرونه عدم امتثال للمعايير الديمقراطية، لكن
في الصراع الانتخابي بين الحزبين، فإن إسرائيل وضعت كل البيض في سلة واحدة مع الحزب
الجمهوري، ما ترك تأثيره السلبي على علاقتنا مع الولايات المتحدة، وما يستدعي من إسرائيل
إعادة بناء علاقتها مع الحزب الديمقراطي".
الخطوات السبع
وأكد أن "التغيير في الخطاب السياسي الإسرائيلي
تجاه الأمريكيين يتطلب البدء بسبع خطوات، لعل أولاها أن يعلم معظم الإسرائيليين أنهم
ليسوا على دراية بتعقيدات السياسة الأمريكية، وبالتأكيد لا يعرفون في العمق النظرة
التقدمية للعالم، وفروقها الدقيقة، ودقتها، وكيف تنظر إلى إسرائيل، ما يعني أن المسؤولين
عن الدبلوماسية العامة الإسرائيلية يجب ألّا يكتفوا بالحديث باللغة الإنجليزية فحسب،
بل يجب عليهم أيضًا التحدث بالمفاهيم الليبرالية".
وأوضح أن "الخطوة الثانية تتمثل بالتمييز بين أعضاء
الحزب الديمقراطي، صحيح أن كل واحد من ستة أعضاء في الكونغرس يعرف نفسه بأنه تقدمي،
لكن سيكون من الخطأ الإسرائيلي وصفهم جميعًا بأن لديهم تصورًا واحدًا ومعاملتهم كقطعة
واحدة، وبدلاً من ذلك يجب على الإسرائيلي أن "يعطيهم إشارات تميزهم عن سواهم".
وأضاف أن "الخطوة الثالثة تتعلق بتقوية أنصار إسرائيل
التقدميين المؤيدين لإسرائيل، وهم قليلون، ومنتشرون في المجتمع المدني والقطاع الخاص، والسياسيون، بما في ذلك أعضاء الكونغرس، حيث تحتاج إسرائيل لتقويتهم، وتجاهل من هم
ضدنا، رغم أقلية ديمقراطية لا نستطيع إقناعها، وأي حوار معها سيكون معركة خاسرة مقدما،
خاصة رشيدة طالب وإلهان عمر، ممن يعارضون وجود إسرائيل ذاتها، بدل أن نمنحهم المزيد
من القوة داخل معسكرهم السياسي".
اقرأ أيضا: صحف عبرية: ما حصل بالكونغرس مناورة خطيرة رغم المصادقة
وأشار إلى أن "الخطوة الرابعة تتطلب التخلص الإسرائيلي من المعلومات المغلوطة، لأنها تثير العداء، ومحكوم عليها بالفشل، مقابل انتقال إسرائيل إلى الدبلوماسية العامة، ما يتطلب وصفًا معقدًا للوضع القائم، وبجانب ذلك الخطوة الخامسة من خلال إظهار الاستعداد للسلام، حتى لو لم تكن هناك إمكانية لحل سياسي، بسبب السياسة الإسرائيلية، أو ضعف أبو مازن، أو الانقسام الفلسطيني الداخلي، أو لأي سبب آخر، ويجب على إسرائيل أن تثبت أنها تتجه هناك".
وأوضح أن "الخطوة السادسة تتعلق بتوسيع التعاون
الاقتصادي، والإيماءات الإنسانية، وتعزيز السلطة الفلسطينية، المفضلة على حماس بالنسبة
لإسرائيل، وهذه خطوات ضرورية، فضلا عن خطوة سابعة مهمة مرتبطة بتوسيع نطاق العلاقات
مع الولايات المتحدة، صحيح أن باراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن رؤساء مختلفون
تمامًا، لكنهم جميعًا يطمحون للانفصال عن الشرق الأوسط، واستثمار الموارد في قضايا
أخرى، بما في ذلك التحدي الذي تمثله الصين".
وأكد أن "قضايا إيران وحزب الله والصراع مع الفلسطينيين
ينظر إليها على أنها عبء أمريكي، وإذا قمنا بتوسيع التعاون في مجالات مثل تغير المناخ
والصحة العامة، هي في صميم أجندة الديمقراطيين الأمريكيين، صحيح أن التقارب الإسرائيلي
مع الجمهوريين قد يكون مفيدا، لكنها استراتيجية محكوم عليها بالفشل، ولأنها ستسرع فقط
من اتجاه الابتعاد عن الديمقراطيين، ويمكننا إيجاد طريقة لتغييرها".