هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أصدرت محكمة في بريطانيا حكما بسجن طبيب مصري، بعدما حاول
قتل امرأة بمواد مخدرة أو سامة بذريعة طرد الأرواح الشريرة من جسدها، في حين قال القاضي في حكمه إن ما فعله حسام لا علاقة له بالإسلام.
وكان الطبيب حسام متولي (61 عاما)، وهو طبيب تخدير
وأخصائي الآلام المبرحة، قد حاول التخلص من شريكته كيلي ويلسون، حيث عقد جلسات
زائفة في منزلهما في مدينة غريمسبي، قام خلالها بحقن المرأة بمواد مخدرة بحجة طرد
الأرواح الشريرة.
وبحسب موقع "بي بي سي"، فقد أدانت المحكمة
الطبيب متولي بثماني تهم، من بينها الحقن بمادة ضارة والاحتيال. كما أدين أيضا في
اتهامات استراق النظر بعد اكتشاف كاميرا مخبأة في غرفة تبديل ملابس النساء في
عيادته الخاصة.
واستمعت محكمة شيفيلد لأقوال متولي الذي زعم أن شريكته (34
عاما) تحت سيطرة أرواح شريرة.
وعلى مدار ثمانية أسابيع، استمعت هيئة المحلفين إلى مزاعم
حسام متولي التي تضمنت اعتقاده بوجود كائنات أو "جن" داخل جسم شريكته،
وأنه كان يحاول إخراجه بقراءة آيات من القرآن ورش مياه وزيوت مباركة على جسم
ويلسون.
كما ذكرت أوراق القضية أنه كان يمارس مع المرأة 250 نوعا
من الطقوس، وسجل العشرات من الفيديوهات لتلك الجلسات العلاجية التي بدأها منذ عام
2016.
وشاهد المحلفون حوالي 200 مقطع مصور، سُمع فيها متولي يردد
بعض الكلمات أثناء حقن ويلسون بسوائل، من بينها مهدئات، وهي ممددة أمامه على سرير بلا
حراك.
وألقي القبض على متولي بعد أن دخلت ويلسون في غيبوبة في
الرابع من تموز/ يوليو 2019، حيث كانت على شفا الإصابة بذبحة صدرية مما تطلب نقلها
إلى المستشفى ذلك المساء.
وأثناء التحقيق في القضية، عثرت الشرطة في منزل متولي على
كمية كبيرة من المواد المخدرة، بينها كيتامين وبروبوفول وفينتانيل.
كما عثرت الشرطة أيضا على فيديوهات تمت معالجتها وتعديلها
لتكون فاضحة، وتظهر فيها النساء اللواتي كان يصورهن سرا في غرفة تغيير الملابس.
ورفض القاضي جيريمي ريتشاردسون مزاعم حسام متولي، بأنه
كان يمارس طرد الأرواح الشريرة من جسد شريكته، مؤكدا أن تلك الطقوس كانت
"زائفة تماما". وأكد القاضي البريطاني أيضا أن تلك الطقوس "ليس لها
علاقة بالإجراءات الإسلامية المعمول بها في مثل هذه الحالات".
ووصف القاضي ما فعله حسام متولي بأنه "تطرف"،
مؤكدا أن "تلك الطقوس التي مارسها مع ويلسون كانت ممارسات دينية زائفة".
وقال القاضي إن متولي ربما اعتقد أنه يساعد شريكته
"بطريقة ممنوعة"، وأنه فعل ذلك مستعينا "بإجراءات طبية غير
فاعلة"، و"حقنها بمواد مخدرة قوية، مما عرض حياتها للخطر بصفة
دورية".
وأضاف أن متولي "الذي لم يظهر ولو ذرة من الندم أثناء
دفاعه عن نفسه"، استغل ضعف امرأة مفتونة به، معرضا إياها "لخطر بدني
شديد".
وخاطب ريتشاردسون المتهم، قائلا: "أنت عار على
مهنتك، ولن تكون طبيبا بعد الآن".
وأضاف: "لقد منعت الطرق العلاجية الطبية عنها لتحقق
غاياتك الشخصية. كما أنك لست طبيبا بارعا، فقد كدت تقتل المرأة التي تزعم أنك
تحبها".
وقال كبير مفتشي الشرطة المسؤول عن التحقيقات في هذه
القضية رودري تروك: "قضية غريبة لا يوجد لها مثيل في تاريخ شرطة
هامبرسايد".
وأضاف: "كانت الاعتداءات التي ارتكبها متولي خطيرة
للغاية، علاوة على إساءة استغلال مكانته وخيانته لثقة الضحايا فيه. إنه الآن في
المكان الذي ينتمي إليه، السجن".
وأكد كبير مفتشي الشرطة في هامبرسايد للمرضى الذين تلقوا
العلاج على يد متولي، الذي كان يعمل في مستشفى الأميرة ديانا إلى جانب عيادته
الخاصة التي كان يشغلها في منزله، "لم يرتكب اعتداءات في حق مرضى آخرين ولم يعرض
حياة أحد آخر للخطر".