هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أهداف برنامج “الجيل العالمي” الذي يستفيد منه أكثر من 100 ألف شابٍّ حول العالم.#رابطة_العالم_الإسلامي#يوم_الشباب_الدولي pic.twitter.com/hLB7N0rLBu
— رابطة العالم الإسلامي (@MWLOrg) August 12, 2021
استلابة غربية
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور
وصفي أبوزيد، قال إن "هذه الاتفاقية بين طرف سعودي وآخر بريطاني تدل على أن
الهوية العربية والإسلامية في خطر وإلى خطر".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن
"بلير معروف بتصريحاته العدائية ضد الإسلام، والتي لا يقصد بها الحركات
الإسلامية وإن ذكرها؛ لكنه يعني الأصولية الإسلامية وما تمثله لنا من الإيمان
بالله ورسوله واليوم الآخر، وأن يكون الإسلام منهاجا حاكما على حركة الحياة".
وأضاف: "أجزم بأن هذا ما يخشاه بلير،
بقوله: الإسلام السياسي تهديد أمني من الدرجة الأولى، ولا يقصد به غير الإسلام
نفسه، مثل ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من قبل".
ولفت إلى أن "قول ماكرون: الإسلام يعاني من
مشكلة، وتطاوله على نبي الإسلام، أدى لرد فعل المسلمين بمقاطعة منتجات فرنسا"،
مشددا على أن "هؤلاء لا يرجى منهم خير، ويحكمهم الحقد الصليبي التاريخي
الدفين ويحركهم ضد بلاد الإسلام والإسلام نفسه".
ويعتقد أبوزيد، أن "هذه الاتفاقية التي
يقول عنها الطرف السعودي إنها لتعليم الحوار ونقد الأديان المقصود منها تفريغ
الشباب، وتضييع هويته، وتجرئته على انتقاد الأصول الدينية والثوابت الشرعية
والقواطع الدينية".
وقال إن "هذه الاتفاقيات يُستهدف بها
الإسلام، وقطعيات الشريعة، وإفساد الجيل وإبعاده عن الهوية، والدين والتاريخ
والحضارة، ومحاولة استلابه غربيا وصبه في القالب الغربي، وفي النهاية يصير هؤلاء
خارج دائرة الإسلام".
المفكر الإسلامي ختم حديثه محذرا "شباب
المسلمين من الانضمام لهذه الاتفاقية والدخول إلى موطن الشبهات".
تاريخ من الكراهية
من جانبه، تحدث الكاتب عزت النمر، عن شخص بلير
مؤكدا أنه "كان مبعوثا للجنة الرباعية الخاصة بالسلام بالشرق الأوسط، ومناصب
كثيرة كان القاسم المشترك فيها أمور واضحة للعيان"، ذكر بعضها في حديثه
لـ"عربي21".
النمر، أكد أن لدى بلير "تاريخ من كراهية
الإسلام والمسلمين لا الإسلام السياسي فقط"، لافتا إلى "نص كلامه
وتحذيره من الإسلام، واستخدام مصطلحات تحض على كراهيته مثل قوله: (سواء في شكل
أيديولوجيا أو في شكل عنف)، تعني الكراهية والحقد على كل ما هو إسلامي".
ويضيف أن "أفعال بلير على الأرض فضحت ذلك؛
بدءا من دوره القذر في غزو العراق وأفغانستان، ودور معهده في أعمال تجسس، وضلوعه
في تشكيل الكيانات الإسلامية في أفريقيا، وغيرها".
ويعتقد أن "بلير، ينطلق
من عقيدة صهيونية تُعبد الأرض للتطبيع، وتفريغ القضية الفلسطينية، وكانت أدواره
كممثل للرباعية الدولية لصالح إسرائيل وتنسف حقوق الفلسطينيين، وتعمل على السلام
مقابل السلام والتطبيع بلا حديث عن الأرض والعودة".
المفكر المصري، أكد أنه "ينطلق أيضا، من
انتهازية استعمارية كارهة لكل حرية أو ديمقراطية للعرب، وكان موقفه قذر من ثورة
مصر 2011، إذ رفض حينها سقوط حسني مبارك وحذر من فراغ بعده".
وأشار إلى أن بلير، اعتبر "الانقلاب على
إرادة الشعب المصري 2013، الخيار الأفضل، ومارس أدوارا سياسية وتجميلية كمستشار
لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وقدم دعما له بدوائر صنع القرار الغربي".
الإمارات ثم السعودية
ومن هنا يرى النمر، أن "هذه الطبيعة
الحقودة تؤطر لها بشخصية بلير انتهازية محمومة وتجارة شرهة للمال، ما جعل ساسة
الإمارات يجدون فيه ما يريدون بحربهم لحرية الشعوب وكراهيتهم للإسلام السياسي،
وكعراب للوصول لقلب إسرائيل وتجميل صورتهم لدى الغرب".
ولفت إلى أنه "من هنا نشأ تحالفه مع
الإمارات التي وقعت عقدا بـ35 مليون دولار لتنفيذ أجندتهما المتلاقية بخلاف ملايين
الجنيهات الإسترلينية كتبرعات لمؤسسته، فضلا عن بدلات الانتقال والمصاريف والعقود
الشخصية المليونية".
وقال إن "السعودية بدورها حذت حذو
الإمارات، ووظفت بلير ليقدم ابن سلمان للغرب كونه إصلاحيا عدوا للإرهاب والتطرف، لقاء
ملايين الدولارات".
النمر، جزم بأن "اتفاق شراكة رابطة العالم
الإسلامي، مع معهد بلير يأتي في هذا السياق، لإدارة تحولات انفتاحية داخل المملكة
مضادة لعادات وتقاليد الشعب السعودي، وتقديم الرياض وأميرها الشاب للغرب بصفته انفتاحيا إصلاحيا".
ويعتقد أن "الاتفاق معني بعقود معلنة
تنتقل عبرها الأموال لتوني بلير ومعهده، ولتحقيق هذه الأجندات الكارثية الحقودة
على الإسلام وإرادة الشعوب وتجميل الاستبداد والقهر".